بحث كامل عن التلوث وأنواعه وطرق التخلص من تلوث البيئة
يشير مفهوم التلوث إلى إلحاق الأذى والضرر بالبيئة بجميع مشتملاتها، سواء من حيث الموارد أو العناصر أو غيرها من الأمور، وهو واحد من الظواهر المنتشرة في العالم، ويعتبر التلوث من المخاطر التي تواجه البيئة حيث يُلحق بها وبمكوناتها الكثير من التأثيرات السلبية، وقد خلق الله عز وجل لنا الكون لنحافظ عليه ونحميه من أي ملوثات، فقد هيأه الله ليناسب جميع المخلوقات فجعل الهواء يحتوي على ثلاث غازات رئيسية بنسب محددة وهي الأكسجين والنيتروجين، وثاني أكسيد الكربون، وجميعها غارات ضرورية لبقاء الكائنات الحية.
العيش ضمن بيئة ملوثة يضر بصحة الإنسان وكذلك الكائنات الحية الموجودة ضمنها كالطيور والحيوانات والنباتات والأشجار وغيرها الكثير من مكونات البيئة، لذا ينبغي على كل فرد أن يتجنب فعل الأمور التي تؤدي إلى تلوثها لضمان عيش حياة أفضل خالية من الكثير من المشاكل، ولأن أنواع ملوثات البيئة كثيرة ومتنوعة سنتناول الحديث عنها من خلال فقراتنا التالية.
تعريف التلوث البيئي
يشير مفهوم التلوث البيئي إلى حدوث خلل في مكونات النظام يؤثر سلبًا على الكائنات الحية وجميع العناصر والموارد الموجودة ضمنها ومما لا شك فيه أن لهذا التلوث آثار سلبية مترتبه على قد لا تظهر سريعًا ولكنها تظهر مع مرور الوقت، وتجدر الإشارة إلى أن التلوث قد يكون طبيعي وقد يكون صناعي من فعل البشر والماكينات والمصانع، ولمعرفة تفاصيل أسباب تلوث البيئة يمكنكم متابعة الفقرة التالية.
أشكال تلوث البيئة
يعتبر تلوث البيئة من المشاكل العالمية التي تواجه الكثير من المجتمعات وتؤثر سلبًا على صحة الأفراد ورفاهيتهم وحياة جميع الكائنات الحية الموجودة ضمنها حيث تعتمد جميع الكائنات الحية على مكونات الأرض من ماء أو هواء، وبالتالي يتسبب تلوثها في تعرض هذه الكائنات إلى الخطر، وهناك عدة أشكال من التلوث كتلوث الهواء وتلوث الماء وتلوث التربة وغيرهم من الأنواع، ولكل نوع منهم مجموعة من الأسباب تفاصيل هذه الأمور سنوضحها لكم من خلال فقراتنا التالية.
تلوث المياه
يحدث تلوث المياه عندما تدخل بعض المواد الكيميائية أو الفيزيائية أو البيولوجية إليها فتغير من خصائصها وتعكر من لونها، وتتسبب في الكثير من الأضرار للكائنات الحية، وهناك بعض الأنواع من الملوثات التي لا تظهر في المياه على الرغم من وجودها وتشكيلها لخطر على حياة الأفراد والكائنات الحية، ولأن المياه مصدر من مصادر العيش وأساس وجود جميع الكائنات الحية ينبغي منع استخدام المياه الملوثة في الأنشطة الزراعية والاستحمام والغسيل وما إلى ذلك لتجنب الإضرار بهم.
مصادر تلوث المياه
تجدر الإشارة إلى أن هناك عدة مسببات للتلوث فمنها المصادر المباشرة والمتمثلة في تصريف السوائل المختلفة مباشرة إلى أماكن إمدادات المياه الموجودة في المناطق الحضرية، أو النفايات السائلة فعلى الرغم من التفات بعض الدول إلى تنظيم تلك الأنشطة إلا أن ذلك لا يعني خلو المياه من الملوثات بنسبة 100%، وقد يصدر تلوث المياه نتيجة مصادر غير مباشرة وتشتمل المصادر الغير مباشرة على ملوثات الغلاف الجوي التي تأتي بها مياه الأمطار والناتجة عن أنشطة البشر كالأنشطة التي تؤدي إلى انبعاث الغازات.
مخاطر تلوث المياه
يتسبب تلوث المياه في حدوث الكثير من المخاطر من ضمنها الإضرار بصحة الإنسان والكائنات الحية التي تتغذى على هذه المياه، وبالتالي يؤدي حدوثها إلى إخلال في توازن البيئة ونظامها نتيجة عدم قدرة الأنهار والبحار على دع التنوع البيولوجي الخاص بالكائنات الحية.
كيفية الحد من تلوث المياه
للحد من تلوث المياه يمكن اتباع مجموعة الإجراءات التالية:
- إعادة تدوير النفايات لاستخدامها مره أخرى بدلًا من التخلص منها.
- اتباع الطرق الآمنة والصحيحة عند التخلص من المواد الكيميائية المنزلية.
- عدم إلقاء المخلفات في أحواض المياه.
- الحد من استخدام السيارات واستبدالها بالمشي لتقليل الدخان الناتج عن احتراق الوجود حيث يتصاعد هذا الدخان إلى الغلاف الجوي وبالتالي تنخفض نسبة الكربوهيدرات والأحماض الواصلة إلى الغلاف الجوي فتزيد كمية المياه العذبة.
تلوث الهواء
يعتبر تلوث الهواء من أخطر أنواع التلوث وهو من أسرع أنواع الملوثات تأثيرًا على صحة الإنسان وينتج نتيجة لعدة أسباب من ضمنها عوادم السيارات ومداخن المصانع، وتتسبب هذه الملوثات في العدد من الآثار الخطيرة على حياة الأفراد حيث تؤدي إلى الإصابة ببعض الحالات المرضية وفي بعض الأحيان قدد تتسبب ملوثات الهواء في الوفاة فهناك بعض الغازات السامة التي تضر بصحة الأفراد والكائنات الحية بشكل عام، لذا ينبغي الحد من هذه الملوثات.
مصادر تلوث الهواء
هناك عدة مصادر لتلوث الهواء ومن ضمنها الآتي:
- المصادر الطبيعية: تشمل الملوثات الناتجة عن البراكين وحريق الغابات، وكذلك الغبار والأتربة التي تحملها الرياح.
- المصادر الثابتة: تتمثل هذه المصادر في التلوث الناتج عن محطات الطاقة، ومصافي البترول، والمنشآت الصناعية.
- المصادر النطاقية: تتمثل في التلوث الناتج عن احتراق الأخشاب في المدن، وكذلك التلوث الناتج عن المناطق الزراعية.
- المصادر المتحركة: تتمثل هذه المصادر في التلوث الناتج عن الحافلات والمركبات والطائرات.
مخاطر تلوث الهواء
تلوث الهواء يؤثر سلبًا على صحة الأفراد والكائنات الحية الموجودة ضمن البيئة حيث يتسبب في الإصابة بالكثير من الأمراض ومن ضمنها الأمراض المزمنة وأكدت الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أن استمرار نسبة تلوث الهواء بهذا الشكل سيؤدي إلى إنقاص متوسط عمر الشخص إلى 1.8 سنة، وبالتالي ينبغي الانتباه إلى ضرورة الحد من ظاهرة تلوث الهواء.
كيفية الحد من تلوث الهواء
يعتبر احتراق الوقود من أهم وأكثر الأمور تأثيرًا في نقاء البيئة ولضمان حماية البيئة من التلوث بنبغي الالتفات إلى ضرورة تخفيض كمية الوقود وليتم ذلك يمكن اتباع الآتي:
- تقليل استخدام السيارة الشخصية واستبدالها بالمشي أو الدراجات الهوائية أو وسائل النقل العام لخفض عمليات احتراق الوقود.
- استعمال السيارات الكهربائية في التنقل أو السيارات ذات الكفاءة العالية من حيث استهلاك الوقود.
- الاعتماد على المنتجات المحلية وتجنب الاستيراد قدر المستطاع لتخفيض كمية الوقود الناتجة عن النقل.
- تدعيم المسؤولين الذين يقومون باتخاذ الإجراءات الخاصة بالمحافظة على جودة الهواء الملائمة.
تلوث التربة
يتمثل تلوث التربة في احتواء التربة على بعض المواد الكيميائية بتركيزات أعلى من التركيز الطبيعي فيؤثر ذلك سلبًا على الإنسان والحيوانات وجميع الكائنات الحية التي تتغذى على النباتات الموجودة بالتربة، حيث يؤثر التلوث سلبًا على صحة التربة، وعاد ما يحدث تلوث التربة نتيجة الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، ولكن هناك بعض العوامل الطبيعية التي قد تتسبب في حدوث التلوث كزيادة تركيز المعادن الثقيلة السامة، ويعتبر هذا النوع من التلوث من الأنواع الخطرة فهو يختلف عن بقية الأنواع في كونه خفي لا يمكن تقييمه والتعرف عليه بشكل مباشر.
مصادر تلوث التربة
هناك عدة مصادر لتلوث التربة ومن ضمنها الآتي:
- مياه الصرف الصحي الناتجة عن استخدامات الإنسان.
- محطات الطاقة النووية ومحطات تصفية النفط.
- النفايات الصلبة والفضلات والمخلفات.
- عمليات التعدين.
- المعامل الصناعية والكيميائية.
- النفايات الصلبة والفضلات المتخالطة.
- النفايات المنزلية.
- المخلفات الناتجة عن أعمال البناء.
مخاطر تلوث التربة
تلوث التربة يؤدي إلى الكثير من وقوع الكثير من الأضرار بالأراضي الزراعية، فيؤدي ذلك إلى انخفاض كمية وجودة المحاصيل الزراعية التي تقوم بإنتاجها التربة ويتسبب ذلك في وفاة حوالي 700.000 نسمة حول العالم، ومما لا شك فيه أن ذلك يسبب ضررًا على الكائنات الحية التي تعيش فيها.
كيفية الحد من تلوث التربة
- الاعتماد في الشراء على المنتجات القابلة للتحلل بيولوجيًا.
- إعادة استخدام المواد والأدوات مرة أخرى.
- إعادة تدوير النفايات.
- عدم استخدام المبيدات الحشرية.
- شراء الأطعمة العضوية التي تتم زراعتها دون استخدام المبيدات الحشرية.
- استخدام الأوعية المانعة للتسرب لتخزين المواد الكيميائية.
التلوث السمعي
يتمثل التلوث السمعي في الضوضاء المزعجة التي يتسبب فيها البشر والآلات المختلفة، ويسبب هذا النوع من التلوث الانزعاج وتشتيت الانتباه، وقد يتسبب في إصابة الفرد ببعض الآلام الجسدية.
مصادر التلوث السمعي
قد يحدث التلوث السمعي نتيجة لمؤثرات داخلية أو خارجية، ومن ضمن مصادر التلوث الآتي:
- مصادر داخلية: تتمثل المصادر الداخلية في الضوضاء الناتجة عن المكيفات والأصوات المرتفعة كتلك التي تصدر من إزاحة الكراسي من على الأرض، أو من صوت المروحة أو التلفاز.
- مصادر خارجية: تشمل المصادر الخارجية جميع أنواع الإزعاج التي تتسبب فيها حركة المرور والطائرات النفاثة وشاحنات نقل النفايات وكذلك معدات البناء.
مخاطر التلوث السمعي
يتسبب التلوث السمعي في حدوث الكثير من المشكلات الصحية كضعف السمع وارتفاع ضغط الدم والصداع وتداخل الكلمات عند النطق، وقد يتسبب في حدوث اضطرابات في النوم والشعور بإجهاد هذا بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على الإنتاجية والصحة النفسية وعلى نوعية الحياة بصفة عامة.
كيفية الحد من التلوث السمعي
للحد من ظاهرة التلوث السمعي يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات من ضمنها الآتي:
- خفض مستوى الصوت في الأجهزة.
- تجنب مصادر الضوضاء.
- استعمال واقيات الأذن في الأماكن التي بها ضوضاء.
- إجراء عمليات الصيانة اللازمة للأجهزة التي يصدر منها صوت ضوضاء.
النتائج المترتبة على التلوث البيئي
تتأثر جميع عناصر البيئة بالوجود ضمن بيئة ملوثة فنلاحظ تأثيره على الكائنات الحية في الحالات الصحية، وكذلك تأثيره على الاحتباس الحراري وتآكل طبقة الآوزون، كذلك يؤثر التلوث البيئة على التربة وعلى جميع المخلوقات الموجودة ضمنها، ولتوضيح تأثير التلوث البيئي على جميع الكائنات الحية يمكنكم متابعة فقراتنا التالية.
أثر التلوث على الكائنات الحية
يتسبب التلوث في موت أنواع كثيرة من أنواع الكائنات الحية والمخلوقات الموجودة على وجه الأرض فمثلًا عن تلوث الماء تتأثر صحة الكائنات الحية بمجرد تناول الماء وقد يؤدي ذلك إلى وفاتهم وكذلك تلوث الهواء قد يضر بصحة تلك الكائنات.
تأثير التلوث على الصحة
مما لا شك فيه أن لتلوث البيئة تأثير كبير على الصحة، فتلوث الهواء مثلًا قد يتسبب في إصابة الفرد بأمراض صدرية نتيجة التعرض للغبار أو الأدخنة الناتجة عن المصانع، وقد تتسبب بعض الملوثات في الوفاة تمامًا مثلما حدث عام 1984م في أحد مصانع المبيدات في الهند، فقد تسبب هذا الحادث في وفاة ما يتعدى الـ8000 شخص في غصون أيام من بعد إطلاق أحد الغازات السامة.
تأثير التلوث على الاحتباس الحراري
الغاز المسؤول عن تغير درجات الحرارة هو غاز ثاني أكسيد الكربون حيث يعمل على ارتفاع معدل درجات الحرارة، وقد أدى ذلك إلى حدوث كوارث طبيعية من ضمنها الفيضانات والأعاصير، وبسبب الارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة حدث ذوبان في الجبال الجليدية القطبية، ومما لا شك فيه أن هذا الذوبان يهدد أنحاء العالم خاصة قاطني المناطق الساحلية بحدوث فيضانات مدمرة.
تأثير التلوث على التربة
الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية أدى إلى إصابة التربة بنقص في الخصوبة هذا بجانب ما يتسرب في التربة من خلال الماء، فجميع هذه العوامل أضرت بالنبات وبنموه فانعكس ذلك على جميع الكائنات الحية الموجودة في البيئة بما فيهم الإنسان.
أسباب تلوث البيئة وحلولها
تنقسم مسببات التلوث إلى نوعين وهما:
- تلوث طبيعي: هذا النوع من التلوث يحدث في الطبيعة دون تدخل من الإنسان حيث يحدث نتيجة تفاعل الظواهر الطبيعية كالرياح والزلازل والأعاصير، فجميع هذه الظواهر تتسبب في تناثر الرمال والأتربة في الجو وبالتالي يتسبب ذلك في تلوث الهواء وهو أحد أنواع التلوث وأخطرها.
- تلوث صناعي: هذا النوع من التلوث ينتج عن الثورة الصناعية التي أحدثها الإنسان لذا تعتبر من فعل الإنسان وتعتبر مخلفات المصانع من ضمن مصادر هذا التلوث، حيث تتسبب في تلوث الماء وتلوث الهواء.
للحد من ظاهرة التلوث يمكن اتخاذ مجموعة الإجراءات التالية:
- التخلص من النفايات الصناعية بطريقة آمنة.
- إعادة تدوير النفايات لتصبح صالحة للاستخدام.
- زيادة المساحات الخضراء وتشجير المدن، فهذه الأمور تساعد على حفظ نقاء البيئة.
- سن القوانين الرادعة لكل من تسول له نفسه التعدي على البيئة بأي فعل يؤدي إلى الإخلال من توازنها.
- رمي المخلفات في الأماكن المخصصة لها.
- الاعتماد على الأكياس الورقية بدلًا من الأكياس البلاستيكية فالأكياس الورقية أكثر سرعة في التحلل.
- الحد من استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية.
- التخلص من المواد الكيميائية بطريقة صحيحة.