بحث عن مفهوم الاستراتيجية واهميتها
بحث عن مفهوم الاستراتيجية واهميتها التي تُعد من أهم المفاهيم على الإطلاق التي يتم استخدامها حاليًا في العلوم الإدارية بشكل موسع، ويعتبر من المفاهيم القديمة الذي تم استخدامه بواسطة العديد من الحضارات القديمة.
بحث عن مفهوم الاستراتيجية
يعتبر مصطلح الاستراتيجية من أهم المصطلحات التي تم اكتشافها منذ أقدم العصور.
كما يتم استخدامه في علوم الإدارة بشكل عام سواء في المؤسسات أو الشركات الحكومية والخاصة.
يتم استخدامه أيضًا في إدارة أكبر الجيوش حتى الآن كما بدأ استخدامه قديمًا.
إلى جانب استخدام هذا المصطلح في العلوم السياسية وغيرها، وهذا يدل على مدى أهمية هذا المصطلح في كافة مجالات العلمية والعملية.
وسوف نتعرف أكثر عن معنى هذا المصطلح وأصل وجوده من خلال بعض الفقرات التي سوف نناقشها من خلال بحث كامل عن تعريف الاستراتيجية.
مصطلح الاستراتيجية
يعود أصل كلمة “الاستراتيجية” إلى العصور القديمة، وكان يستخدم كمصطلح عسكري في الأساس.
كان يُستخدم من قِبل الجيوش للإشارة إلى الخطط الحربية، وتم تعريفها على أنها فن تخطيط العمليات العسكرية اللازمة أثناء الحرب.
كان يُسخدم تحديدًا من قِبل قادة الجيوش لوضع هدف معين يراد تحقيقه خلال فترة زمنية معينة بأقل جهد مبذول وفي أقصر مدة ممكنة.
بحيث تكون تلك الأهداف في حدود إمكانيات الجيش وفي حدود إمكانيات الجهود المتاحة.
تنتمي كلمة “الاستراتيجية” إلى قاموس الكلمات الإغريقية وهي مأخوذة من كلمة “Strato”.
التي تعني في اللغة الإغريقية “الحشود العسكرية”، ثم أخذ اليونانيون من تلك الكلمة المصطلح الذي قاموا باستخدامه لاحقًا وهو “Strategos”.
كما تم تعريف كلمة الاستراتيجية على أنها مجموعة من الخطط أو الأساليب أو الأدوات التي يتم وضعها لتحقيق أهداف محددة.
بحيث تكون الأهداف مقسمة إلى مدى بعيد وأخرى يجب تنفيذها على المدى القريب.
وتعتمد تلك الخطط أو الأساليب على عدد من الإجراءات والتخطيطات الأمنية والعسكرية.
تعريف الاستراتيجية
تُعرف الاستراتيجية بأنها أصل القيادة القوية التي لا تقبل الخطأ، أي أنها تخطيط عالى الكفاءة.
وبشكل عام يتم تعريف الاستراتيجية على أنها مجموعة الأساليب والسياسات والمناهج التي يتم اتباعها.
وذلك من أجل تحقيق بعض الأهداف سواء قصيرة المدى منها أو بعيدة المدى في مدد زمنية محددة من قبل وبأقل جهد مبذول.
ويتم تحقيق تلك الأهداف من خلال دراسة عوامل القوة والضعف المؤثرة على تلك الأهداف.
إلى جانب دراسة الظروف الداخلية والخارجية للمؤسسة الواضعة لتلك الأهداف المراد الوصول إليها.
ونقصد بالظروف الداخلية الموارد المادية والبشرية التي تمتلكها الشركة أو المؤسسة.
أما الظروف الخارجية فنشير بها إلى حالة السوق وأيضًا القوانين المنظمة للعمل في البلاد إلى غير ذلك.
نشأة تعريف الاستراتيجية
تعتبر الحرب من أهم المظاهر الموجودة في العصور القديمة تحديدًا، كما أنها بشكلها التقليدي كانت مصدرًا لإلهام الكثير من المفكرين والعلماء.
الذين كانوا يحاولون دراسة مفهوم الحروب عن قرب من خلال عقد المقارنات بين أشهر المعارك التاريخية.
وتجلت تلك الدراسات في كثير من المؤلفات التابعة لبعض العسكريين الصينيين وآخرون من الإغريق والروم والعرب والأوروبيين أيضًا.
نتج عن تلك الدراسات بروز علم جديد يُدعى بالفن الحربي أو العسكري.
وتجلى مصطلح “الاستراتيجية” مع ظهور هذا العلم، الذي بدوره قُسمت فروعه إلى ثلاث أقسام.
القسم الأول هو الاستراتيجية العُليا، الثاني هو الاستراتيجية العسكرية، والقسم الثالث والأخير هو التخطيط.
تعددت التقسيمات من الشرق إلى الغرب، واختلف تعريف ذلك المصطلح من قائد عسكري لآخر.
إذ عرف “كلاوتز” الاستراتيجية على أنها “فن يستخدم الحروب أو المعارك كوسيلة للوصول إلى هدف الحرب“.
كما تم تعريفها على أنها “بعض الإجراءات العملية والمناسبة للوسائل الموضوعة تحت تصرف القائد لتحقيق الهدف” حسب القائد “مولتكه”.
وفي تعريف آخر للجنرال “بالت” قال بأن الاستراتيجية هي “فن تعبئة وتوجيه الموارد التابعة لأمة ما لدعم وحماية مصالحها من الأعداء“.
وهكذا عكس اختلاف تعريفات ذلك المصطلح على مدى التشوش الذي كان يحيط بهذا المصطلح قديمًا.
الاستراتيجية من العسكرية إلى دنيا المال والأعمال
ظل مصطلح الاستراتيجية مرتبطًا بالمجال العسكري حتى الآن، لكن ذلك لم يمنع تسلل ذلك المصطلح إلى دنيا المال والأعمال.
حدث ذلك الدخول إلى المجال الاقتصادي في القرن التاسع عشر وتحديدًا في النصف الثاني منه.
وقبل ذلك الوقت كانت معظم الشركات تعمل في المشاريع الصغيرة برأس مال وإنتاج يتميز بالانخفاض الشديد بسبب عدم وجود استراتيجية متبعة.
ولكن مع تطور القطاع الاقتصادي في القرن التاسع عشر وظهور الشركات الكبيرة والحديثة بدأ العمل بمفهوم الاستراتيجية في مجال الأعمال.
وكان أول من نفذ بشكل عملي وفعلي هذا المصطلح هو “ألفريد سلون” التابع لشركة “جنرال موتورز”.
أما أول من أكتشف وأظهر النتائج الإيجابية للاستراتيجية في مجال الأعمال وتحديدًا على الشركات الحديثة هو “ألفريد تشاندلر”.
معايير الاستراتيجية
على اختلاف التعريفات الخاصة بمصطلح “الاستراتيجية” إلا أن المعظم اتفق على أنها بمثابة “أسلوب تفكير”.
لذلك تم وضع عدد من المعايير العامة التي تحكم هذا المصطلح، أي يجب أن توجد تلك المعايير في الأمر الذي يمكن وصفه بالاستراتيجي.
أول تلك المعايير هو وجود تهديدات أو منافسة، مثل العلوم العسكرية التي تم استحداثها بسبب التهديدات التي تتعرض لها الدول.
ولذلك استخدمت أيضًا في المجال الاقتصادي نظرًا لوجود منافسة بين الشركات أو المؤسسات في سوق العمل.
المعيار الثاني هو وجود الغايات المرتبطة بشكل أساسي بأعلى مستوى من التخطيط.
ويُقصد بالغايات هنا الأهداف الاستراتيجية التي يكون تنفيذها على المدى البعيد ويتم وضعها من قِبل كبار الإداريين والمسئولين.
المعيار الثالث وجود أعلى مستوى إداري، أي كما ذكرنا سابقًا أن المسئول عن وضع الأهداف هم أعلى مستوى قيادي.
المعيار الرابع والأخير هو تخصيص المهام إذ يتم تحقيق تلك الأهداف الموضوعة من قِبل المسئولين من خلال الخطط الاستراتيجية.
التي تهدف إلى تقسيم وتخصيص المهام، وخلق تواصل وحوار بين الأعضاء المشاركين في تنفيذ تلك المهام.
أهداف الاستراتيجية
هناك بعض الأهداف التي تسعى لتحقيقها الاستراتيجية بشكل عام مثل تحديد كافة الجوانب الخاصة بالعمل.
تسعى أيضًا إلى الإلمام بكافة الوسائل والأدوات المادية والعلمية المستخدمة في المشروع أو العمل.
كما تهدف إلى دراسة نقاط الضعف والقوة المرتبطة بالخطة الاستراتيجية الموضوعة لتسيير العمل.
إلى جانب محاولة الاستفادة من نقاط القوة من خلال حسن توظيفها، وعلاج أوجه الضعف وعلاج القصور الناتج عنها.
تنظيم الأهداف ومحاولة ترتيب الظروف الداخلية والخارجية للمؤسسة لتحقيق تلك الأهداف.
المبادئ العامة للاستراتيجية
هناك ثلاث مبادئ عامة للاستراتيجية أولها تحديد الأهداف المراد الوصول إليها بدقة وبالتفصيل.
المبدأ الثاني يتمثل في وجوب أن تتسم بشكل عام بالمرونة اللازمة لتجاوز أي عقبات أو مشاكل غير متوقعة.
كما يجب أن تكون الاستراتيجية واضحة وشاملة لا تعقيد فيها، ويجب أن تكون مفهومة لكافة العاملين على تنفيذها وهذا هو المبدأ الثالث والأخير.
أنواع الاستراتيجيات
هناك عدة أنواع للاستراتيجية ونذكر منها أهم نوعين، النوع الأول يتمثل في الإستراتيجية التوجيهية.
ويهدف ذلك النوع إلى توجيه وتوعية الأفراد العاملين على تنفيذ استراتيجية معينة.
وتسعى أيضًا إلى تعزيز التفاهم ومبدأ المشاركة بين الأشخاص العاملين في نفس الفريق.
النوع الثاني هو الاستراتيجية الإدارية والتي تستمد قوتها من قوة الإدارة العليا للمؤسسة.
وهي معنية بالأساس بوضع كافة الإرشادات اللازمة لتنفيذ الخطة الموضوعة، مع تفعيل مبدأ الرقابة والمحاسبة.