بحث عن كبار السن ورعايتهم
بحث عن كبار السن ورعايتهم
نتناول في هذا البحث مقدمة عن كبار السن ومن ثم مفهوم الشيخوخة، وكيفية رعايتهم والاهتمام بهم، بما يسهم في أن نكفُل حياة جيدة لهم.
مقدمة عن كبار السن
- إن كبار السن هم أغلى من الألماس بالنسبة لنا فهم الغالي والنفيس في حياتنا فلا قيمة لنا من دون مشورتهم ومساعدتهم وعونهم، فقد نشأنا في ظلهم، وكبرنا بين أيديهم وترعرعنا في أحضانهم، فهم الملاذ الآمن لنا في الحياة.
- فكيف لنا ألا نكون ملاذهم الآمن في الحياة بعدما يُصيبهم الاعتلال أو المرض سواء النفسي أو الصحي أو الجسدي، فماذا عن تعريف كبار السن وصفاتهم وأعمارهم، هذا ما نوضحه في عناصر البحث.
تعريف كبار السن
- يُعرف كبار السن بأنهم الأشخاص الكبار الذين أصبحوا في حالة الكهولة، فيما يُعرف بأنه الشخص الذي اقبل على عقوده الأخيرة.
- حيث اتفقت دول العالم على أن كبار السن هو من تجاوزوا عمر الخامسة والستون، وبلغوا مرحلة الكهولة.
- وكذا تُعرّف الشيخوخة بأنها؛ الحقيقة البيولوجية التي تحدث خارج نطاق تحكُم الإنسان.
- فيما تختلف المراحل العمرية التي قد يتعرض فيها كبار السن للأعراض النفسية والبدنية للشيخوخة إذ يبلغ البعض سن السبعين عامًا دون رعاية صحية أو حاجة للاعتناء به، على عكس البعض.
صفات كبار السن
يبدأ كبار السن في الشعور بالمشاعر السلبية، وعلى جانب أخر يتحملون القيام بالمهام اليومية من شراء الطعام والشراب يوميًا، مما يجعلهم أكثر عُرضه للتعب والوهن.
ولاسيما وقد يشعر الكبار في السن بالضعف الشديد أو الاكتئاب مما يؤدي إلى معاناته الداخلية التي تنبُع من كوّنه يشعر بأنه أصبح عالة عن من حوله، نتيجة لعدم القدرة على التحرُك والرغبة في الحصول على العون والدعم من الآخرين سواء الرغبة في مساعدة الأبناء لهم بما يسمح لهم بالتحرك والنزول مما يُكسبهم القدرة على تغيير النفسية السلبية.
- ينتاب كبار السن الرغبة في التطلُع إلى ما سيحدث لهم في مرحلة الكهولة والعجز.
- يتعرض كبار السن في مرحلة الشيخوخة للإصابة بالاكتئاب أو الضعف والوهن، مما يجعله يُصاب بعدم القدرة على التحرُك.
ويُمكننا أن نُقسم الاعتلالات والتغيرات التي تُصيب كبار السن إلى أقسام وهي :
- الاعتلالات النفسية: تتمثل في إصابة الكبير في السن بأمراض عِدة الناجمة عن عدم قدرته على تفهُم المرحلة التي يخطو على أعتابها أثناء فترة اليأس؛ حيث يُصاب الرغب في الانعزال والاكتئاب والوحدة، إلى جانب عدم قدرته على الاندماج في المجتمع، بل وهجر الأصدقاء والأحباء.
- الاعتلالات الفسيولوجية: هي التي تحدث في أعضاء جسم الإنسان؛ إذ أن الكبار في السن يُصابوا بعدد من الأمراض من أبرزها؛ أمراض القلب والضغط والسكر، كما قد يؤدي الاكتئاب إلى ضعف في القدرة على التذكُر وضعف في الحواس كضعف الرؤية وضيق في التنفس وضعف السمع.
- حيث يفقد الكبار في السن كفاءة وظائف الجسم والأعضاء، حيث يُصاب البعض من كبار السن بمرض الزهايمر وذلك بنسبة للتجاوز 50% وقد تبلغ 80%، إذ تُعد هي الشرارة الأولى التي تدل على الإصابة باعتلالات متتابعة في البدن والصحة النفسية والعقلية.
كم عمر كبار السن
- أفادت منظمة الصحة العالمية إلى أن أعمار كبار السن هي التي تبدأ من العام الـ60 وحتى الـ65 عامًا.
- فيما يعتبر علماء الاجتماع المسن هو من بلغ الستون عامًا، حيث إن كلمة المسن تُشير إلى الرجل الكبير، بالإضافة إلى كوّنهم تجاوزوا عمر المعاش، أي بلغوا سن التقاعد.
- يرى بعض المختصين أن عمر كبار السن يتمثل في الفترة ما بين الـ65 عامًا إلى 70 عامًا.
- إذ أن المُسن هو الذي يُعرّف بأنه؛ الشخص الذي دخل في طور الكِبر، أو أنه الشخص الغير قادر على رعاية نفسه، نتيجة التقدم في العمر، وعن الكهولة؛ فإنها تنقسم إلى الكهولة الأولى والثانية؛ فإما الكهولة الأولى فهي التي تتجسد في المرحلة العمرية ما بين عامي الـ65 عامًا، وحتى الـ74 عامًا.
رعاية المسنين
يطرح الكثير من الأبناء تساؤلات حول كيفية رعاية المسنين في المراحل العمرية المختلفة لهم، و لاسيما وهي الفترة التي يشعر فيها كبار السن بالتعب والوهن وعدم القدرة على التحرُك.
وربما الاكتئاب والمعاناة النفسية والعزلة، فماذا عن أبرز الطرق التي تسهم في رعاية الكبار في السن بما يضمن لهم حياة أكثر مرونة وسهولة هذا ما نُسلط الضوء عليه في السطور التالية:
- معالجتهم في حالة الإصابة بأي إصابة بدنية أو نفسية.
- توفير الاحتياجات الأساسية من سكن نظيف، ومطعم وملبس.
- حمايتهم من أية تهديدات نفسية أو القيود التي قد تُقيدهم.
- مُتابعة احتياجاتهم ومتطلباتهم النفسية، بما يسمح لهم بمتابعة الحياة ولقاء الأصدقاء القُدامى والتعرُّف على أصدقاء جُدد باصطحابهم للنادي وحضور الندوات والاجتماعات التي من شأنها أن تجعلهم في بيئة يُمكنهم التفاعل بها.
- تقديم الدول الدعم الكافي للكبار في السن على الصعيد السكني والصحي والنفسي، ومحاسبة الأبناء في حالة إهمالهم لصحة الأبوين أو الاعتداء عليهم.
- دمج الكبار في السن ببرامج التنمية المجتمعة بما يسمح لهم بالتفاعل في إطار مجتمعي داعم لأفكارهم ومشاعرهم.
- عدم ترك الأبوين أثناء فترة الكهولة للعيش بعيدًا عن الأبناء ومراعاتهم وتوفير احتياجاتهم.
- مُتابعة كبار السن مع الطبيب واستشارته في حالة التعرض لاعتلال نفسي أو بدني.
- الجلوس مع الوالدين والتسامر والتحدث معهم، بالإضافة إلى ضرورة تنسيق مواعيد لاجتماع الكبار في السن مع أفراد العائلة الصِغار والكبار.
- اصطحاب المسنين إلى ساحات اللياقة البدنية وممارسة الألعاب التي يقومون بها من جانب المشاركة والوعي بضرورة التحدث إليهم.
- توفير البيئة المناسبة له في المنزل من سُبل الراحة، حيث العمل على رفع الإضاءة وتمهيد الأرض لسيرهم.
- بالإضافة إلى توفير الملبس والحذاء المناسب لهم في الحركة بما يسهم في قدرتهم على الخروج والتنزه.
- مساعدتهم في إيجاد أصدقاء مناسبين له من حيث الفئة العمرية والقدرات العقلية والنفسية بما يؤثر على حالته النفسية وبالتالي تفاعله وتعامله مع الآخرين.
- الاهتمام بالتغذية الصحيحة والسليمة للكبار في السن والرفع من قدرتهم النفسية من خلال تناول بعض الأطعمة التي من بينها؛ التفاح والشوكولاته والخضروات والفاكهة.
احترام كبار السن
- تظهر أهم علامات احترام الإنسان لكبار السن في الإصغاء إليهم وعدم مقاطعتهم عند الحديث.
- يتوّجب على المرء النظر إلى الكبار في السن أثناء التحدث بما يضمن لهم الشعور بالقدرة على التواصل مع الطرف الآخر، وبالتالي التحدث بطلاقة والتعبير عن مشاعرهم بدون حرج.
- فيما يُعد من أبرز طرق احترام كبار السن هي إظهار الاحترام لما يقصون ويرون على الأبناء من طيات الذاكرة في الماضي، إذ ينظرون إلى الماضي بإعجاب شديد مما يجعلهم دائمي التطلُع إلى الماضي ومن ثم لا يأبهون لما يحدث من حولهم، نظرًا لكونهم لا يتذكرون جيدًا الحاضر على الرغم من أن الذكريات تراودهم، فيغمرهم الحنين إلى الماضي” نوستالجيا Nostalgia“؛ مما يُعرضه للاكتئاب.
- التعامل مع المشاعر المختلفة التي تنتاب المسنين في تلك المرحلة العمرية، حيث يُصابون باللامبالاة وعدم القدرة على تحديد ما إذا كانوا متصالحين مع النفس أم ناقمين عليها، ولكنهم في المقابل يُصيرون أكثر قدرة على السخرية من الآخرين.
مساعدة كبار السن
برزت عدد من الآليات التي من شأنها أن تسهم في تخطي كبار السن؛ فيما يقع على عاتق الأبناء في كافة المراحل العمرية للوالدين منذ بدايات فترة الشيخوخة وحتى نهايتها، فمن أبرزها ما نستعرضه فيما يلي:
- أتاحت التكنولوجيا مساعدة كبار السن عن طريق استخدام التكنولوجيا والتحكُم عن بُعد، فيما أتاحت التكنولوجيا التواصل من خلال عدد من التطبيقات التي تسمح بالتحدث مع الآخرين، ومن أمثلتها؛ المسانجر بما فيها من منصات دردشة، والهواتف المحمولة، والبريد الإلكتروني.
- إذ يقع الحمل الأكبر على عاتق الأبناء من خلال البقاء مع الوالدين والتحدث إليهم، والاستماع إلى أفكارهم ومشكلاتهم، وعدم مقاطعتهم، إلى جانب عدم إظهار أية فرصة للخلاف والتودد إليهم.
- اصطحاب الوالدين للطبيب المعالج ومتابعة العلاجات التي يتناولنها.
- التنزه مع الوالدين والتخفيف من المشاعر السلبية التي تنتابهم.
- توفير كافة إمكانات الراحة في المنزل من أجهزة وإضاءة وطعام وشراب ومساعدتهم في كافة ما يحتاجون إليه.
- تبسيط الأمور والتخفيف من حِدة المشكلات النفسية والضغوطات، وما ينتج عنها من مواقف مؤلمة يتعرضون لها.
خاتمة عن كبار السن ورعايتهم
لاشك أن للوالدين فضل عظيم علينا في حياتنا، لذا فقد أوصانا الله تعالى في قوله جلّ شأنه في سورة الأحقاف الآية 15 ” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ”، لذا وجب علينا أن نرعاهما ونوفر لهما كافة سُبل الراحة النفسية والبدنية والاجتماعية.
فلا يجب أن نتركهم في منتصف الطريق من دون رعاية بل وجبّ علينا أن نهتم بهم وأن نرفع عنهم المعاناة بالدعاء لهم والصبر عليهم، والمداومة على تقديم يد العون والسند لكي يتسنى لهم الشفاء و العيش في حياة سعيدة هنيئة.