بحث عن حاتم الطائي
بحث عن حاتم الطائي…والذي جبلت طينته بالكرم وغيرها من الفضائل، ولم يتأثر بالمجتمع الفاسد الذي نشأ فيه بكل كان متميزاً بكل شيء، ولم يبخل على سائل حتى إنه ذبح فرسه لإطعام محتاج
مقدمة بحث عن حاتم الطائي
يرتبط اسم حاتم الطائي بالكرم والشعر، فعندما يذكر اسمه، فإن أول وصف يتهادى إلى ذهن المتلقي هو قصص الكرم الكثيرة التي تم تداولها عنه، ومهارته وإتقانه الشعر، ويعد حاتم الطائي واحد من أعلام العرب، ومن الشعراء الفطاحل في العصر الجاهلي الذين ذاع صيتهم بكل الأمصار، ودام ذكرهم حتى هذه الأيام.
بحث عن حاتم الطائي جاهز للطباعة
يعد حاتم الطائي واحدا من أهم الشعراء العرب في عصره، تميز بفطرته الخيرة، وجمع في شخصيته العديد من الفضائل المحمودة، والخصال الطيبة، تعلم من والدته الكرام، ونال من صفاته، وفضائله محبة أبناء قومه، واحترام كل من عرف بقصص كرمه، عاش ومات قبل الإسلام، وقد شهد له الإسلام بهذه الصفات والفضائل.
من هو حاتم الطائي
حاتم الطائي هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم، وكان يُسمى أيضاً هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء، ليس هناك معلومات عن تاريخ مولد حاتم الطائي فقد ولد قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، بأبي سفانة، وأبا عدي وذلك نسبة لولديه سفانة، وعدي، الذين شهدوا الإسلام، وأسلموا برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نشأ حاتم الطائي في نجد، في اليمن وتربى فيها، سكنت قبيلته في منطقة تنغة، وهي مورد مائي كبير في شمال شرقي جبال أجا، نشأ حاتم الطائي برعاية والدته عتبة ورعايتها، وعرفت عتبة بكرمها، وجودها، وعدم ردها للمحتاج، وإنفاقها على المساكين.
صفات حاتم الطائي
يتصف حاتم الطائي بالجود، والكرم، والعطف على المسكين، كما جمع حاتم الطائي كثير من الخصال المحمودة؛ مما جعل له مكانة متميزة عند العرب، فهو الكريم، والجواد، والعطف على المسكين، صادقا في قوله، وفعله، كم يرد محتاجا، شديد البأس في ساحات الوغى، فقد كانت له الغلبة والنصر على من يبارزه، يطلق سراح من وقع بين يديه أسيرا، له المركز الأول في كل سباق يخوضه، لا يقتل في شهر رجب، فقد كان شهرا معظما في الجاهلية، ومن كرمه كان يذبح في كل يوم من شهر رجب عشرة من الإبل ويوزعها على الفقراء، والمحتاجين.
زواج حاتم الطائي
تزوج حاتم الطائي في حياته مرتين، أما عن زواجه الأول فكان من نورا، وليس هناك أي معلومات عنها، أما زوجته الثانية فهي ماوية بنت عفرز، وهي واحدة من ملكات الحيرة، وعندما قررت الزواج تقدم لخطبتها ثلاثة شعراء، وهم النابغة الذبياني، والنبيتي، وحاتم الطائي، وقد روي في زواجه من ماوية أنها طلبت من الثلاثة أن يكتب كل واحد منهم قصيدة تصف مكانته بقومه، وطلبتهم إلى خيمتها وألقوا الشعر، وقبلت ماوية الزواج من الطائي بشرط أن يطلق زوجته ولكنه رفض ذلك، وتزوجها بعد وفاة زوجته.
قصة حاتم الطائي مع الشعراء الثلاثة
كان هناك ثلاثة شعراء عرب، ومن بينهم النابغة الذبياني، وعبيد الأبرص، وسافروا قاصدين النعمان، ولما مروا بالقرب من قرية حاتم الطائي، ولم يعلموا شيئاً عن كرمه، فطلبوا منه لبنا، قام بذبح ثلاثة من الإبل وقدمها لهم، ولما سألوه عن ذلك فقال رأى ثلاثة وجوههم مختلفة، وهذا دليل أنهم من ثلاث مناطق مختلفة، وسبب فعله ذلك طمعا أن يذكروه عن قومهم، فنظموا به الشعر.
قصة ذبح حاتم الطائي لفرسه
لما ساد الجوع والقحط في بلاد ما بين الجبلين، ويجد أي منهم ما يأكله، وكانت قد قدمت له امرأة عند منتصف الليل طامعة بكرمه لتطعم أولادها الذين أبكاهم الجوع، ولم يجد حاتم الطائي إلا أن يذبح فرسه وإطعام الجياع في حيه.
شعر حاتم الطائي عن الكرم
كان حاتم الطائي كثير للتغنّي بالخصال الحميدة، ومن بينها الكرم، ومن أشعاره في الكرم نذكر الأبيات التالية:
أماويَّ ما يُغْني الثَراءُ عن الفَتَى
إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصّدْرُ
إذا أنا دلّاني، الذين أحبُّهم
بملحودةٍ زلجٍ جوانبها غُبْرُ
وراحوا سراعاً ينفصون أكُفَّهم
يَقولونَ: قد دمّى أناملَنا الحَفْرُ
شعر حاتم الطائي في الفخر
افتخر حاتم الطائي بشجاعته، ونسبه، ومن أشعاره عن الفخر نذكر الأبيات التالية:
إنّي لعفُّ الفَقرِ مشترك الغنى
وودُّك شكل لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثله
من النّاس إلا كل ذي نيقة مثلي
ولي نيقة في المجد والبذل لم تكن
تأنقها فيما مضى أحد قبلي
وأجعل مالي دون عرضي جنة
لنفسي فاستغني بما كان من فضل
ماذا قال الرسول عن حاتم الطائي
لما التقى عدي بن حاتم الطائي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وحدثه عن فعل والده، وكرمه، فقال له الرسول أن والدك كان يحب أن يذكر ونال ذلك، وقد روي في الحديث الشريف عن سهل بن سعد رضي الله عنه: “أنَّ عديَّ بنَ حاتمٍ أتى رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ إنَّ أبي كان يصِلُ الرَّحمَ ويحمِلُ الكَلَّ ويُطعِمُ الطَّعامَ قال: فهل أدرَك الإسلامَ قال: لا قال: فإنَّ أباك كان يُحِبُّ أن يُذكَرَ فذُكِر”.
متى توفي حاتم الطائي
تباينت الآراء في تاريخ وفاة حاتم الطائي، فقيل أنه توفي بعد ثمان سنوات من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه توفي في 506 ميلادي، وقيل إنه توفي 575 ميلادي، ودفن حاتم في عوارض وهي منطقة جبلية في بلاد طيء، عن عمر يناهز ستين عاما، ومن أبرز من عاصر من الشعراء في حياته عبيد بن الأبرص، وبشر بن أبي خازم، والنابغة الذبياني.
معلومات عن حاتم الطائي
فيما يأتي نرفق جملة من المعلومات عن الشاعر والأديب المرموق حاتم الطائي:
- قيل أن حاتم الطائي كان يعتنق الديانة المسيحية، وقد ولد وتوفي قبل الإسلام.
- عاش حاتم الطائي مع أمه وهي التي تولت تربيته ورعايته، وتعلم منها الكرم، والجود.
- تخلى عنه والده بسبب شدة كرمه، فكان يخشى أن يفقده حاتم ماله.
- تزوج حاتم مرتين، وله من الأولاد عدي، وسفانة، وعبد الله.
- من شدة كرم حاتم قيل أنه ضرب فتى له كان يعذب كلباً، كان يدل أضيافاً عليه.
خاتمة بحث عن حاتم الطائي
وهكذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا البحث الذي تحدّثنا في سطوره عن حاتم الطّائي، واكتشفنا أن ما ذكرته كتب التاريخ حتما ما هو إلا قلة مما قد تتميز به شخصية مثل حاتم الطائي، فبالرغم من أنه لم يعاصر الإسلام وعاش بالجاهلية كان خلوقاً، طيباً، يحترم الحقوق، يعطف على المسكين، ولا يرد سائل ومحتاج.