بحث عن الفاعل ونائب الفاعل
بحث عن الفاعل ونائب الفاعل، فقد تعددت الأبحاث والمسائل النحوية، وازداد الشرح والمعرفة بعلم النحو، هذا العلم الذي يحمل الكثير من الفوائد لطلبة العلم، وللمهتمين بقواعد اللغة العربية، لذلك من أراد الإبحار والتعمق في الأبحاث النحوية عليه أن يركب موج القراءة وحب الاطلاع على مثل هذه الأبحاث، وفي هذا المقال سنبيّن بحثًا عن الفاعل ونائب الفاعل.
بحث عن الفاعل ونائب الفاعل
الفاعل: هو الاسم الذي يدل على من قام بالفعل. و هو مرفوع دائما، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، أو الألف إن كان مثنى، أو الواو إن كان جمع مذكر سالم، قد يأتي الفاعل ضميرًا منفصلًا أو متصلًا. وقد يحذف ليحل محله نائب الفاعل.
نائب الفاعل: هو اسم مرفوع أو في محلّ رفع، يأتي بعد فعل تام متصرف مبني للمجهول، فيسند إليه، ويحل محل الفاعل الذي حُذِف لسبب من الأسباب. ويشابه نائب الفاعل في جميع أحكام هالفاعل، من حيث الرفع وتبعية الفعل لكل منهما، ويكوّن مع الفعل جملة فعلية كاملة الأركان.
إعراب الفاعل وأنواعه
يُرفَع الفاعل بالضمة الظاهرة، مثل: جاء الرجل، ويرفع بالألف إذا كان مثنى، مثال: جاء الرجلان، ويُرفَع بالواو إذا كان جمعًا مذكرًا سالمًا، مثال: صلى المؤمنون، وأما أنواع الفاعل، فهي كالآتي:
- يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا، مثل: جاء الرجل.
- يكون الفاعل ضميرًا مستترًا، مثال: مدرسك جاء (فاعل جاء ضمير مستتر).
- يكون الفاع ضميرًا متصلاً، مثال: آمنتُ بالله، (التاء ضمير متَّصِل).
- يكون الفاعل اسمًا موصولاً، مثال: حضر الذين أحبهم.
- يكون الفاعل اسم إشارة، مثال: جاء هذا من قبل.
نماذج إعرابية عن الفاعل
وفيما يأتي نماذج أعرابي عن الفاعل وحالاته:
- يزكي المؤمن مالَه: المؤمن: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
- أدى التلميذان واجبَهما: التلميذان: فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى.
- انتصر المسلمون على عدوهم: المسلمون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
- المدرس يُخلِص في عمله: يخلص: فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
- اهتديت إلى الحق: اهتديت: التاء ضمير متَّصِل في محل رفع فاعل.
- حضر الذين أحبهم: الذين: اسم موصول في محل رفع فاعل.
أحكام نائب الفاعل
كلُّ ما تقدم من أحكام الفاعل يجب أن يُراعى مع نائب الفاعل، لأنه قائم مقامه فله حكمه ،فيجب رفعه، وأن يقع بعد المسند ، وأن يُذكر في الكلام ،فإن لم يذكر فهو ضمير مستتر وأن يجوز حذف فعله لقرينة دالة عليه، مع ملاحظة أن هذه الأحكام لنائب الفاعل أحكام شكلية لا معنوية ، فنائب الفاعل يقوم مقام الفاعل من حيث الشكل فقط، فيأخذ حكمه الإعرابي فيُرفع بعد أن كان منصوبًا، ويأخذ موقعه الإسنادي بعد أن كان فضلة في الأصل.
أما حكمه المعنوي فلا يصح له، إذ إن نائب الفاعل لا يكون فاعلا في المعنى، فقولنا: (كُتِبَ الدرس) لا يفهم منه قطعا أن الدرس هو الفاعل في المعنى، بل هو فاعل لغوي أو فاعل غير حقيقي أوجبته الصنعة النحوية التي تقتضي لكل فعل فاعلا مرفوعًا.
ما ينوب عن الفاعل
بعد أن تحدثنا في بحث عن الفاعل ونائب الفاعل، يجب الحديث عما ينوب عن الفاعل، حيث ينوب عن الفاعل بعد حذفه أربعة أشياء هي:
- المفعول به: نحو نُظِمتِ القصيدةُ، ذلك بعد بناء الفعل للمجهول وحذف الفاعل، وإذا وُجد المفعول به في الكلام فلا ينوب عن الفاعل غيره مع وجوده عند البصريين.
- المجرور بحرف الجر كقولنا: نُظِرَ في الأمر، فالجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل، بشرط أن لا يكون حرف الجر للتعليل فلا يقال: وُقِفَ لك، ولا وقف من أجلكَ، إلا إذا جعلت نائب الفاعل ضمير الوقوف المفهوم من وُقف، فيكون التقدير: وُقفَ الوقوفُ الذي أعهد لك أو لأجلك.
- الظرف المتصرف المختص، نحو: مُشيَ يومٌ كاملٌ، والمتصرف من الظروف ما يصح وقوعه ظرفًا وغير ظرف، نحو: يومُ الجمعة يوٌمٌ مباركٌ، فيوم: ظرف متصرف يقع مبتدأ أو خبرًا، كما في المثال، وأما غير التصرف فلا يستعمل إلا ظرفا، نحو: لدى، ولدن، وعند، وقبل، وبعد، وثّمَّ، وهذه الظروف لا تقع موقع الفاعل؛ لأنها في محل نصب دائمًا في حين أن نائب الفاعل من أحكامه أن يكون مرفوعًا.
- المصدر المتصرف المختص، نحو: اُحتُفِلَ احتفالٌ كبيرٌ، والمتصرف من المصادر ما يقع مسندًا إليه، نحو: إكرام، واحتفال، وإعطاء، وفتح ونصر، ونحوها، وغير المتصرف ما لا يستعمل إلا، منصوبًا، فلا يصح أن يقع مسندًا إليه مرفوعًا؛ لأنه يلزم حالة النصب، نحو: معاذَ اللهِ وسبحانَ اللهِ، فلا ينوب مثل هذا عن الفاعل؛ لأنه ملازم للنصب.