بحث عن التواصل الإقناعي مع الاخرين وأهميته
أصبح العالم قارات صغيرة بعد الانتشار الواسع لوسائل وطرق التواصل الإجتماعى، والتي سهلت على كل من يُريد طرح فكرة تجوب الأسواق العالمية أن يعرض فكرته، بل ويُمهد لها التمهيد الممنهج ليضمن نجاحها، وذلك بالتأثير على المتلقي عن طريق خلق بيئة خصبة، تمده بالأفكار والسلوكيات والمعتقدات المراد إقناعه بها، ومع مُرور الوقت وباتباع تلك الحملات الممنهجة، نجد الشخص تلقائيًا مع نهاية الحملة قد تشبع بتلك الفكرة أو ذلك السلوك وهذا ما يعرف باسم بحث عن التواصل الاقناعى .
بحث عن التواصل الإقناعي
حين تود إقناع شخص معين بفكرة ما أو سلوك ما، فهنا نجد اختلافًا كبيرًا وتباين في طريقة إقناع الأشخاص، فمنهم من تستطيع إقناعه بالأساليب النفسية والعاطفية وبالأسلوب الاحترافي في اختيار عبارات بلاغية مُميزة، ومنهم من يحتاج لإقناعه أدلة وبراهين مُثبتة من أبحاث، وهنا تحتاج إلى خطاب العقل لا العاطفة وهنا تكمن أهمية التواصل الإقناعى.
مفهوم التواصل الإقناعي
- حينما نجمع ما بين كلا المعنيين الأول وهو التواصل، والذي يُعرف على أنه عملية نقل الرسائل والأفكار من المصدر إلى المتلقي، عبر قنوات مُعينة تهدف إلى الاشتراك في المعرفة وتبادلها)، والثاني هو الإقناع (ويتم تعريفه على أنه عملية التأثير المقصود على السلوكيات والأفكار الشخصية).
- ينتج من هذا الجمع بين مصطلحي التواصل والإقناع مصطلحًا جديدًا يُسمى “التواصل الإقناعي”.
- يُبرهن لنا التواصل الإقناعي علاقة التكامل ما بين المصطلحين، بحيث يتضح أن الإقناع هو أحد وظائف التواصل جانب وظائف أخرى، مثل الإخبار والتعبير ونقل المعلومات التى تضمن استمرار الحياة الاجتماعية بين الأشخاص.
بحث عن التواصل الاقناعى وأهميته
- يُعد التواصل الإقناعي محاولة لتغيير سلوكيات الأشخاص وأساليبهم في التفكير، من خلال استمالة عقولهم وعاطفتهم للتعديل من تلك السلوكيات، لما يتناسب مع الاتجاه الذي يُدعو إليه المتحدث.
- تتم عملية التواصل الإقناعي من خلال التعاملات المباشرة أو الغير مباشرة، بحيث يكون التعامل المباشر عن طريق المحادثات والمناقشات الشفهية، أو من خلال رواية قصة ما أو مواقف معينة.
- بينما التعامل الغير مباشر فيكون عن طريق توجيه رسائل رمزية من خلال الكتابة.
- كما يُعتبر التواصل الإقناعي إجبارًا غير مباشر يحدث عن طريق استمالة رغبات الفرد، واستقطاب مشاعره لنصل إلى تغيير اتجاهات تفكيره ومن ثم تغيير حياته ككل.
- يوجد اختلافًا كبيرًا في عملية التواصل الإقناعي ما بين شخص وآخر، على حسب قدراته العقلية والمراحل العمرية المختلفة.
- كذلك البيئة التي يقطنها الشخص والتي يستمد منها ثقافته، والمواقف التي يمر بها شخصًا دون الآخر، والتي تؤثر على خبراته المكتسبة، فكل هذا يُساعده على تفهم الرسائل المنوطة باستقالته بشكل مختلف من الطرف الآخر.
بحث عن عناصر التواصل الإقناعي
هناك عدة عناصر ولكل منهما مقومات تتحكم في عملية التواصل الإقناعي، ويُمكن أن تتلخص فيما يلي:
- الشخص المتحدث.
- الرسالة.
- الشخص المستمع.
- الاستجابة للرسالة.
الشخص المتحدث ومقوماته
هو الشخص المنوط بتوجيه الرسائل والذي يقود الحوار بين جميع الأطراف، ويتوقف مدى نجاحه في تلك المهمة على العديد من المقومات التالية:
مكانته
- التي يُقصد بها الخبرة الطويلة في مجاله والتي اكتسبها طوال فترة خدمته، والتي يكون لها دورًا كبيرًا في التأثير على قدرته في إقناع الآخرين، بالحجج والدلائل والردود الفورية على جميع التساؤلات التي يُوجهها الطرف الآخر.
هيئته
- يتحتم على الشخص المتحدث أن تكون هيئته مهندمة وجذابة، لأن الفطرة البشرية تميل إلى حب الجمال وتقديره.
- لا تميل لتلقي أي معلومة مهما بلغت أهميتها من شخص غير منمق في هيئته، حيث يُفقدهم ذلك جزءًا هامًا وكبيرًا من المصداقية والثقة بذلك الشخص.
صفاته الأخلاقية
- يستوجب على مقدم الرسالة والذي يكون ممسكًا بزمام الأمور، أن يكون شخصًا مشهودًا له بالأمانة والسمعة الطيبة التي لا يشوبها شائب.
- أن يكون محققًا لنجاٍح باهر ليتكون له مصداقية عالية لدى المتلقين، فلا يُمكن أن يقبل المتلقي رسالة من شخص غير معروف، أو يُعرف بالكذب والخداع انطلاقًا من مقولة “فاقد الشئ لا يعطيه”.
صفاته الشخصية
- يُقصد بهذا البند مدى وضوح وفصاحة لغته، استخدام مفاهيم بسيطة وسلسة تبعد كل البعد عن المصطلحات المعقدة.
- التي لا يستسيغها سوى فئة قليلة من الأشخاص، اللباقة والبلاغة في التشبيهات التي تُضفي ثروة للحوار وتُسهل عملية الإقناع.
نبرة صوته
- لابد أن يتمتع بصوتًا واضحًا رخيمًا جذابًا وجهوريٍّ، يخلو من النطق الخاطيء، ليُبقي المتلقي مشدودًا منجذبًا إلى الحوار لا يمل منه ولا يسأم.
- كما أنه من الضروري أن تُوافق نبرة صوته الحالة التي يتحدث عنها فيما بين اللين والشدة، ليُجسد الانفعالات والعواطف لجذب انتباه المتلقي.
اللغة الجسدية للمتحدث
- يتطلب منه أن يستخدم الإشارات والإيماءات والحركات التي يعيها المتلقي، كما يجب أن يهتم باتجاه انصراف عيناه تجاه الشيء المُراد لفت الانتباه إليه.
هي الوسيلة التي ينشد من خلالها إقناع المتلقي، ويجب أن تشتمل على الأدلة والحجج والبراهين، وكل ما يُمكن من خلاله الرد على جميع اعتراضات الطرف الآخر.
مقومات الرسائل
من الضروري أن تحتوي على التعاليل والاستشهادات بشواهد عقلية والقياسات.
من المُحبز أكثر أن تكون الاستشهادات من القرآن والسنة، أو بالأحداث المحيطة أو بحالات مماثلة.
إضافًة إلى سرد مزيج من التفاصيل والنتائج للتجارب المماثلة، التجربة خير وسيلة للإقناع.
الشخص المستمع ومقوماته
يُعد هو العنصر الثالث لعملية التواصل الإقناعي، فهو يُمثل الشخص المتلقي ويجب أن تتوفر فيه بعض المقومات:
حسن الاستماع
ليضمن الشخص المتحدث أن يستمع جيدًا لرسالته التي يُقدمها.
كفاءته
كفاءة المتحدث فقط لا تكفي لإتمام الهدف المنشود وهو الإقناع، بل لابد من توفر كفاءة عند الشخص المستمع أيضًا.
حيث أنه هو المحور الأساسي الذي لابد وأن يتفهم محتوى الرسالة، وإلا فإن محاولة الإقناع حينئذٍ تبوء بالفشل.
مدى حب المستمع لمجال الرسالة
أن تحدد الفئة التي تعتني وتهتم بمحط الرسالة بعناية شديدة.
فلا يُمكن أن تبث رسالة لأشخاص لديهم كراهية متراكمة تجاه الرسالة محل الإقناع، بل تختار رسالة أفكارها متذبذبة لدى الفئة المنشودة للإقناع.
الاستجابة للرسالة
يتم تحديد مدى استجابة المُتلقي للرسالة محل الإقناع ورد فعله تجاهها، ويختلف مدى الاستجابة طبقًا لطبيعة الأشخاص المهتمون بالرسالة التي تم تقديمها.
تتم متابعة استجابة المتلقي من النتائج التي تم تحقيقها، وتحديد نسبة النجاح والسعي لتعديل ما يُمكن تعديله وفقًا لما يحتاجه المُتلقي.
أهداف التواصل الإقناعي مع الغير
فاعلية التواصل الاقناعى مع الآخرين لا تعتمد بحسب على الخطيب، بينما هناك الشق الأهم وهو خلق البيئة المناسبة المُسبقة، تمهيدًا لما قد يُقدمه الخطيب للمُتلقي.
التي تُحدد ما إن كانت قد نالت ربح التعاطف من الأفراد المتلقين أم لا.
حين تربح ويتم التأكد من ميول الأفراد تجاه الفكرة المعروضة، فهذا هو الهدف المنشود من التواصل الإقناعي غالبًا أكثر من الإقناع البحثي.
يعتمد على تقديم الأبحاث والأدلة والبراهين للوصول إلى الحجج، التي تُساعد على اقتناع الآخرين على عكس التواصل الإقناعي، الذي يعتمد على خطاب العاطفة أكثر من الإثبات وهذا ما يُحدثه الإبداع الخطابي.
أبحاث العلماء حول التواصل الإقناعي
ذكر العالم روجر بوتير في عدة أبحاث تجريبية بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال بحثه عن التواصل الاقناعى مع الآخرين، والذي ركز فيه على دراسة هذا المصطلح من منظورين، أولهما منظور علمي يتمثل في كيفية تمكين الفرد من تغيير أفكاره وسلوكياته، والتخلي عن معتقداته بعد تلقيه رسائل مُعينة مُمنهجة لتحقيق هذا الهدف والسبب في ذلك.
ثانيهما منظور تطبيقي عملي يستخدم نتائج الأبحاث في إنجاح الحملات المستهدفة، سواء كانت سياسية أو تجارية أو غير ذلك، كما ركزت تلك الأبحاث على تحليل جميع محتويات التواصل الإقناعي، بالإضافة إلى توصيف آثارها على عملية إقناع الآخرين، وهذا التحليل يرتكز على مجموعة متسلسلة من الأوجه، وهي كالتالي:
وجه كيفية عرض الرسالة المُراد إقناع الأفراد بها.
الوجه الخاص بالانتباه لها.
وجه متعلق بالانتباه لتلك الأبحاث.
الوجه الذي يصف القبول أو الرفض للرأي المُدافع عنه في تلك الرسالة.
وجه يخص استمرار تغيير الأوضاع والسلوكيات.
الوجه الآخر الذي يختص بمرحلة الفعل.
لعل كل تلك الدراسات تُوضح موقع الإقناع من اهتمامات الباحثين، كما تبرز أهمية دراسة التواصل الإقناعي مع الآخرين من منظوره الإقناعي.
بحث عن طرق التواصل الاقناعى
حين ينظر الإنسان إلى كل ما هو حوله يجد طرق شتى يُمكن للبشر التواصل من خلالها، وتشمل هذه الطرق ما يلي:
الحواس التي حبانا الله بها كاليدين في التواصل الجسدي، والعينين في التواصل البصري، والأذنين في التواصل السمعي، واللسان في التواصل الشفهي.
الأحداث المتنوعة التي يُمكن استخدامها كطريقة من طرق التواصل.
تختلف طرق ووسائل التواصل اختلافًا كبيرًا باختلاف الزمان والمكان.
مثلًا عند استخدام العينين كوسيلة للتواصل يجب حينها أن تكون كل أطراف التواصل مجتمعة في نفس المكان، ولا يُوجد أي ما يُعيق رؤيتهم لبعضهم البعض ليتم التواصل بشكل طبيعي وسليم.
بحث عن التواصل الاقناعى وأنواعه
يُمكن تقسيم الأنواع إلى ثلاثة أقسام تُمكننا من التعرف أكثر على عملية التواصل، وهي كالآتي:
الإقناع وتكوين الاستجابات وتدعيمها.
الإقناع وتبديل الاستجابات.
مواجهة الاتجاه الشخصي للتغيير.
المرحلة الأولى:
لنفهم هذا النوع من التواصل الإقناعي لابد أن نشرحه كمثال، حين يُولد الطفل ويبدأ في مرحلة خروجه إلى المجتمع، تبدأ عملية تكوينه وتدعيمه دراسيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا وقبل كل ذلك دينيًا.
يتم ذلك من خلال كل تلك المؤثرات المحيطة به داخليًا وخارجيًا، وبالتالي يتم تعديل سلوكه إلى الأفضل.
المرحلة الثانية:
هذا النوع يُمكن أن نطبقه مثلًا على المدخنين، وإقناعهم بالإقلاع عن عادة التدخين، حيث يتم فيه تغيير سلوكٍ ما بسلوكٍ أفضل.
المرحلة الثالثة:
من المتعارف عليه أنه كلما اتسع نطاق الاهتمام بقضية ما، كلما قلت القدرة على التأثير فيها وتغييرها أو تعديلها.
بالرجوع إلى المعتقدات الشخصية للأشخاص المتحدثون وبالنظر إلى الاتزان النفسي لهم، نجد أنه من الأشياء الأكثر تعقيدًا تغيير ذلك المعتقد أو الاتجاه.
بالتالي فإنه من الضروري مقاومة المعتقدات والاتجاهات الشخصية حين نود نقل رسالةٍ ما إلى المُتلقي.
بحث عن التواصل الاقناعى ومراحله
هناك أربعة مراحل وتنقسم كل مرحلة منها إلى مجموعة من الخطوات المتشابكة، كما تُعد خطوات عملية التواصل الاقناعى مرنة ومترابطة إلى حدٍ كبير، حيث يضطر المختص بتلك العملية إلى الدخول في الخطوة الجديدة قبل الانتهاء من الخطوة السابقة.
تتمثل مراحل التواصل الإقناعي في النقاط التالية:
المرحلة التمهيدية.
المرحلة التخطيطية.
نجد المرحلة التنفيذية.
المرحلة التقويمية.
المرحلة التمهيدية التواصل الإقناعي
تُعد المرحلة الأولى والتي تشمل عدة نقاط هامة، وهي كالآتي:
تحديد الفكرة (كأن نُعطي معلومة أو رأي أو سُلوك لإقناع المتلقين بها).
القيام بتحديد الأهداف (هل المطلوب تعديل أم تغيير أم تأكيد لفكرة ما أو رأي أو سلوك).
تعيين خصائص المتلقين (التعليم والثقافة والنفسية والمهنية)
تحديد أفكار ومعلومات وآراء واتجاهات المُتلقي وسلوكيات نحو الموضوع محل الإقناع.
المرحلة التخطيطية التواصل الإقناعي
تشمل تلك المرحلة ما يلي:
تحديد الأدلة التي سيتم استخدامها.
القيام بتحديد الحجج التي سوف يتم عرضها.
ترتيب تلك الحجج بحسب أهميتها وتأثيرها.
اختيار أساليب الإقناع المناسبة.
كما يتم اختيار الاستمالات الإقناعية التي تُناسب المتلقي.
تحديد التوقيت والمناخ المناسب للمُتلقي.
تعيين دراسة جدول الميزانية المطلوبة لتنفيذ تلك الحملة.
المرحلة التنفيذية التواصل الإقناعي
هي عملية تنفيذ كل خطوات المرحلة التخطيطية في ظل الميزانية المحددة.
لكي تُحقق الهدف المنشود من برنامج التواصل الإقناعي.
المرحلة التقويمية التواصل الإقناعي
تشتمل تلك المرحلة على مجموعة من الخطوات، وهي كالتالي:
المتابعة، للتعرف على كل ما تم تنفيذه وهل يتفق مع ما تم وضعه في تلك الخطة أم لا يتفق.
التقييم، لتحديد الجوانب الإيجابية والسلبية ومواطن الضعف والقوة في عملية تنفيذ الخطة المطلوبة.
التقويم، فيها يتم تصحيح الجوانب السلبية والأخطاء التي تخص جميع المراحل، سواء التمهيدية أو خطأ بالميزانية أو أخطاء أخرى أثناء عملية التنفيذ، وهذا ما يعني التغذية العكسية.
في الختام نجد أن بحث عن التواصل الاقناعى يستمد أهميته من التعرف على طرق الإقناع مع الآخرين، وإتمام ذلك بشكل احترافي باستخدام شتى الطرق الممكنة للوصول إلى الهدف المطلوب، وبناءًا على دراسات مُخصصة ومُمنهجة وخطط من الممكن أن تكون قصيرة المدى أو طويلة المدى، وتتحقق بميزانية خاصة ودراسة جدول لكل موضوع على حدة، ومُتابعة التنفيذ خطوة بخطوة وتدارك الأخطاء التي قد تنشأ، خلال مرحلة السير في تنفيذ الحملات لنصل إلى القيمة المنشودة ألا وهي التواصل الاقناعى.