بحث عن البرهنة والاستدلال العلمي
تعريف البرهنة
- وهي تعني أكثر من معنى، فالبرهنة تعد وسيلة استخدام الدليل، والحجة البينة الفاصلة؛ وذلك لإثبات صحة فكرة، أو قضية، أو الادعاء لها، ويتم ذلك حسب الموضوع.
- وأيضاً يمكننا تعريفها بأنها رؤية العبارة أو السؤال، تجوز ومباحة، عندما يكون هناك طريقة لتحديد العبارة بأنها خاطئة،أم صحيحة.
- وهي تسمى بالفكرة التي يراد البرهنة عليها، وهي عملية استدلال تهتم بتأكيد صدق الاستدلالات التي يبنى عليها البرهان، وتترتب عليها القضية، ويفترض أن هناك حجج.
- إذا أردنا معرفة كلمة البرهنة من الجانب التاريخي، فهي تم استخدامها لإثبات عدم جدوى، أو خطأ، أو عدم علمية، وجواز الكثير من الحجج الفلسفية، وذلك بسبب تقدير مفاهيم، وعبارات لا يمكن التحقق منها.
- والبرهان الذي يقيم صدق القضية يسمى برهاناً، أما البرهان الذي يقيم كذب القضية فيسمى تفنيداً ، وقد يكون البرهان مباشر ، أي لديه سلسلة استنباطات مقدماتها حجج، أو قضايا يستدل عليها من حجج ،وربما يكون البرهان مما يتم بواسطة افتراضات إضافية.
تعريف الاستدلال
- طبقاً لتعريف علم المنطق نجد أن الاستدلال يمكن اعتباره آلية، أو فعل استنتاج يمتاز بالمنطقية، ويتم بنائه على فرضية ما، لابد أن تكون صحيحة، وهنا يمكن أن نعتبر النتيجة بمثابة الاصطلاح.
- يمكننا تعريفه بأن بواسطته يتم تقديم الدليل، أو طلبه، حتى يتم إثبات أمرـ أو قضية ما، وليس هذا فقط، ولكن إذا تعاملنا معه كمصطلح سنجد أنه عملية تفكيرية، وُضع بداخلها الحقائق، والمعلومات بشكل منظم.
أن لفظ الاستدلال يشير إلى العديد من المعاني المختلفة، وذلك أمر تحدثت عنه الموسوعات العلمية، بالإضافة إلى المراجع في مجال علم النفس، ومن بين تلك المعاني والمصطلحات:-
- أنه السبب الداعم لرأي، قرار، اعتقاد، دليل، أو حجة
- هو عملية التفكير التي تستند على قواعد ما، وذلك في مقابل العاطفة، والإحساس
- وهو بمثابة عملية عقلية من خلالها يتم التوصل إلى قرار أو استنتاج.
- أيضاً هو القدرة على الإقناع في مقابل الإيمان الفطري.
- وأيضاً يمكن تصنيفه بأنه القدرة على الاستقراء، والاستنباط سواء في الفلسفة، أو المنطق.
- ومن أهم تعريفاته توليد معرفة مختلفة ومتطورة، باستخدام أدوات سواء قواعد، أو استراتيجيات، في عمل تنظيم ذات منطق لمعلومات متوفرة بالفعل.
وفي النهاية من الممكن أن نعرف الاستدلال على أنه هو الوصول إلى عدد من الاستنتاجات العقلية من خلال مقدمات مسلم بها.
الاستدلال واللغة
نجد أن الاستدلال يرتبط بشكل كبير باللغة، وبالتالي فاللغة هنا مهمة للغاية، وتشكل مخزون، ورصيد قوي لمعرفة الإنسان.
علاقة الاستدلال بالمعرفة
يقوم الاستدلال بشكل أساسي على المعرفة، حيث يستفيد الإنسان من المعرفة التي كونها في تقييم الحجة المنطقة وبناء مكوناتها، فعندما يحاور الإنسان ذاته أو يكون جزءًا من مناظرة، فهو يلجأ إلى الاستعانة بالمهارات والمعارف التي يمتلكها حتى يتمكن من الوصول إلى للحجج المنطقة التي تساعده على أن يُحل المشكلة التي تواجهه، ويُعد ذلك من مقدمات الاستدلال.
علاقة الاستدلال بالتفكير الناقد
نظرًا لارتباط الاستدلال بالتفكير الناقد، حدث خلافًا بين الباحثين في تحديد العلاقة بينهما، وبسبب أيضًا وقوع التفكير الناقد في مستوى العمليات العقلية ومن الممكن أن يتفرع من مهارات التفكير الأساسية ومستوياتها، ولكن في الغالب هناك اختلافًا بين مهارات الاستدلال ومهارات التفكير الناقد من حيث الشمولية ومستوى التعقيد، وهناك عدة مستويات للاستدلال المعرفي وهي:
- استراتيجيات التفكير ولتي تشتمل على حل المشكلات، الوصول إلى قرار، تكوين المفاهيم.
- مهارات التفكير الناقد.
- مهارات التفكير الصغرى والتي تشتمل على معالجة المعلومات والاستدلال من أجل استنباط الآراء.
اساليب البرهنة والاستدلال
أولاً: مناهج الاستدلال
يمكننا تلخيص مناهج الاستدلال في اربع نقاط رئيسية هي:
- الاستدلال والمعرفة.
- الاستقراء، والمقصود به الانتقال من الجزء إلى الكل، فمن خلال عدد كبير من الأمثلة المتشابهة يتم استخلاص قانون معين، وقد تكون تلك الطريقة صحيحة في بعض الأوقات وخاطئة في البعض الآخر بسبب الاعتماد على ما هو متوفر من معلومات، وينقسم الاستدلال الاستقرائي إلى التعميمات الاستقرائية، الاستقرار الإحصائي، الاستدلال الاستقرائي السببي، الحث التناظري، الحث التنبئي
- الاستنتاج، والمقصود به استنتاج قاعدة من مقدمة كبيرة وأخرى صغيرة، حيث يقدم الكاتب القاعدة الكبيرة تم التسليم بها ثم يقوم باستنتاج قاعدة من المقدمتين.
- المماثلة والقياس، أي أن يقيس الكاتب مثالًا على آخر، فعند وجود مثالين يتشابهان في العلة، ينقل الكاتب الحكم الذي تم تطبيقه على أحد المثالين للمثال الآخر
ثانياً: عناصر النص الاستدلالي
تلك العناصر تتضمن:
- تحديد القضية أو الفكرة التي تُعد موضوع الحديث.
- إصدار حكم من قِبل الكاتب على الموضوع، ويختلف هذا الحكم ما بين الصحيح والخاطئ والجيد والسيئ والجميل والقبيح.
- البرهنة على صحة الحكم الذي يصدره الكاتب نحو هذا الموضوع.
فعلى سبيل المثال تكون القضية هي أن الإفراط في تناول السكريات مضر بالصحة، والحكم هو أن هذا الإفراط يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وما يثبت صحة هذا الحكم هو البرهان الذي يستند على الأبحاث العلمية التي تناولت تلك القضية.
ثالثاً: أنواع الاستدلال
إذا أردت التعرف على أنواع الاستدلال فهي تنقسم إلى أربعة أشكال هي الاستقرائي، والإنساني، والإحصائي، والاستنباطي.
الاستدلال الاستقرائي
من خلاله يتم التنقل من الجزء إلى الكل، ويقسم إلى شكلين هما الاستقراء التام، وأخر ناقص، ويمكنك أن تجد مباحث هذا النوع من الاستدلال في علم المنطق.
الاستدلال الإنساني
وهو يعتمد على دراسة استنتاجات الشخص، وكيف يقوم بها.
الاستدلال الإحصائي
وهو يعتمد في المقام الأول على الرياضيات، والأرقام الحسابية، عند عمل الاستنتاجات.
الاستدلال الاستنباطي
نوع من أنواع الاستنتاج، ويمكنك من خلاله قياس الجدل الذي قد يحدث، عند ما تعتمد في صحة البرهان على منطق الفرضية المبدئية، أو العامة.
رابعاً: أنواع الأدلة والبراهين
هناك عدد من الأنواع يمكن من خلالها تقديم الأدلة والبراهين ومنها
- الإحصائيات والنتائج التي توصلت إليها البحوث والدراسات، فعلى سبيل المثال حتى يتم إثبات صحة انتشار مرض ما في دولة ما يجب أن يكون على أساس الاستعانة بإحصائيات رسمية وموثقة من منظمة الصحة العالمية.
- استخدام البرهنة المنطقية إذا أردنا الوصول إلى استنتاجات بالاعتماد على مقدمات تم التسليم بها.
- الحقائق والمفاهيم
- التعليل، من خلال التعليل بالأسباب والتعليل بالنتائج، حيث يتم إثبات صحة الكلام من خلال ذكر أسباب معينة.
- الاستشهادات بقول المفكرين
- الدليل الشرعي، حيث يتم الاعتماد على القرآن الكريم والسُنة النبوية، فعندما يطلب أحد من شخص أن يؤدي الأمانة، يستخدم آية كريمة أو حديث نبوي للدلالة على شرعية طلبه.
- التجربة العلمية، وذلك من خلال اللجوء إلى التجربة لإثبات صحة فكرة ما، حيث يجب أن تتطابق نتائج التجربة مع الفكرة،
- عن طريق مشاهدة الوقائع والأمثلة الموجودة في الواقع وذكر ما يراه الإنسان فيه.
أهداف البرهنة والاستدلال العلمي
للبرهنة والاستدلال العلمي مجموعة من الأهداف الهامة والرئيسية وهي الإقناع عن طريق الحجة المنطقية، بالإضافة إلى التأثير في الملتقي، وتحفيزه لتغيير رأيه، وأيضاً توجيه الملتقى إلى القضية، فهذا يعد أمر هام.
كما يمكن من خلال البرهنة تكوين وجهة نظر شاملة حول موضوع ما من خلال التعرف عليه من مختلف جوانبه، ومنها يتمكن القارئ من الوصول إلى الاستدلال العلمي.