الموازنة بين الحياة والعمل للمعلمين
يفضل الكثير من الناس مهنة التدريس لأنها ببساطة “وظيفة مناسبة عائليًا لا تتطلب سفرًا في كثير من الأحيان، وإجازاتها غالبًا متوافقة مع إجازات الأطفال، و كذلك ساعات عملها.
لكن في الواقع، قد تكون الحقيقة مختلفة تمامًا عن الظاهر، فقد يجد المعلم نفسه في كثير من الأوقات منشغلاً عن أطفاله بالعمل على مساعدة طلابه والاهتمام بهم خارج أوقات العمل، كما أنه قد يقضي ساعات طويلة في عطل نهاية الأسبوع لإعداد الخطط الدراسية ونماذج الاختبارات.
تقول:”Candace AlstadDavies” إحدى الخبيرات في مجال تقديم الاستشارات للمعلمين: بالنسبة لبعض المعلمين “الوضع أشبه بحالة ركض دائمة”، إنهم دائمًا يرغبون في تقديم الأفضل، وعمل دروس و أنشطة إبداعية.
جرت العادة على أن رفض المزيد من الأنشطة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الموازنة بين العمل والحياة، بينما -نقول هنا- وتنصح الخبيرة: قبول وإضافة الأعمال مهم بقدر الإلغاء والرفض لتحقيق ذلك، وسنقوم بالإيضاح في الأسفل.
خصص وقتًا لوضع تصور لحياتك:
تحقيق الموازنة بين العمل والحياة يختلف مفهومه من شخص لآخر. فبينما يرى بعض المعلمين أنها تتحقق بالتفوق على أنفسهم أيام العمل والتفرغ التام أثناء الإجازات، يرى البعض الآخر أنها تتحقق باقتطاع ساعات من العمل للقيام بالمسؤوليات العائلية.
و أيّا كان مفهومك “ما هو تصورك لحياتك الشخصية وعملك؟” كما تقول الخبيرة. إن هذا ما يجب أن تعرفه، و الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي “التدوين”، احتفظ بدفتر ملاحظات تدون فيه كل ما تريد تحقيقه في حياتك المهنية والشخصيةـ
ويجدر بنا أن نذكر هنا أنك قد تقع في فخ كتابة تصور لحياة خيالية تتعارض مع روتينك اليومي الذي يبدأ بالعمل وينتصف بإعداد الخطط الدراسية وينتهي بإعداد العشاء. لذلك تأكد أثناء تدوينك أن ما تسعى لتحقيقه قابل للتحقيق. “لا يجب أن يكون كل شيء مثاليًا”، “في بعض الأحيان نقضي وقتًا كبيرًا في إعداد خطة دراسية بتفاصيل دقيقة” بينما نشاط بسيط واحد يكون كافيًا للغرض.
اضف بقدر ما تلغي:
قد يبدو الأمر غير منطقي أن تضيف مهامًا إلى قائمة أعمالك، بينما الهدف تحقيق توازن أفضل، فإضافة أنشطة كالهوايات والرياضات يساعد في وضع أجزاء حياتك في نصابها الصحيح ويبقيك نشيطًا ومتحمسًا.
“نحن نركز كثيرًا على أعمالنا طول الوقت”
“حاول أن تمتلك هواية أو أن تقوم بعمل لم تقم به من قبل”
إذا كان وقتك مزدحمًا جدًا في العمل، كيف لك أن تجد وقتًا لتعلم رياضة أو حرفة جديدة؟
“يجب أن تضع حدودًا، تعلم متى تقول لا، وتكون في نفس الوقت بحالة رضى مع نفسك”
وهذا لا يعني أن ترفض دائمًا التزامات العمل أو تتجنب فعاليات المدرسة، كل ما عليك أن تقبل بحذر وتختار بعناية.
ابدأ صغيرًا:
من المهم أخذ الأمور خطوة بخطوة ولا تتوقع أن تتغير حياتك كلها مرة واحدة. على سبيل المثال: تقترح الخبيرة محاولة أن تغادر العمل مبكرًا بــــ 15 دقيقة كل يوم أو إضافة نشاط واحد مرة في الأسبوع.
“يقرر الناس اتخاذ تغيير جذري في حياتهم وعمل كل شيء فجأة و في وقت واحد، سرعان ما يحترقون وتصبح حياتهم أسوأ من السابق”