الفرق بين مسجد الاقصى وقبة الصخرة
الفرق بين مسجد الاقصى وقبة الصخرة ، هو أحد الاسئلة التي لا بدّ من الإجابة عنها، ويقع المسجد في القدس عاصمة فلسطين، وللقدس أهمية خاصة في قلوب الجميع عامة والمسلمين خاصة، ربما لأنّها المكان الذي ضمّ أوّل قبلة لهم قبل أن تتحوّل القبلة بأمر من الله سبحانه وتعالى إلى الكعبة الشريفة، وربما لأنّها المكان المبارك والمُقدّس الذي عرج منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، وقد ذكر الله القدس في القرآن الكريم في عدّة مواضع.
الفرق بين مسجد الاقصى وقبة الصخرة
تَختلط الأمور على الكثير من الأشخاص بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فيعتقد البعض بأنّ المسجد ذو القبة الذهبية هو المسجد الأقصى، لكن في الحقيقة إنّ هذا هو مسجد قبة الصخرة الذي يعدّ جزءًا من أجزاء المسجد الأقصى ويقع داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك، وبني مسجد القبة الصخرة بعد المسجد الأقصى، وفيما ياتي معلومات عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة:
المسجد الأقصى
يحظى المسجد الأقصى بقدسيّةٍ كبيرة في نفوس المسلمين؛ فهو أكبر مساجد العالم، كما أنّه أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتصل مساحته إلى مئة وأربعة وأربعين دونماً. يحتلّ موقعًا في وسط مدينة القدس في البلدة القديمة تحديداً في فلسطين فيتربّع على قمة هضبة صغيرة يطلق عليها “هضبة موريا”، يُحاط المسجد الأقصى بسور، ويحتضن مئتي معلماً داخل أسواره، وورد ذكر المسجد الأقصى في سورة الإسراء، قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”،حظى المسجد الأقصى بقدسيّة خاصة نظراً لكونه مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. اتخذه الرسول صلّى الله عليه وسلم قبلةً أولى للمسلمين قبل مكة المكرمة، ورد ذكره بالقرآن الكريم. وصف الله سبحانه وتعالى المسجد الأقصى بالمبارك والمبارك حوله كدلالة على قدسيّته وبركته عند الله سبحانه وتعالى، وتعادل الصلاة في المسجد الأقصى خمسمائة صلاة في المساجد الأخرى، هو ثالث المساجد التي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم شدّ الرحال إليها، وهي المسجد الحرام، والنبوي، والأقصى.
قبة الصخرة
تُعدّ قبة الصخرة أحد معالم المسجد الأقصى وجزءٌ منه، حيث إنّها تقع في حرم المسجد الأقصى في بلدة فلسطين، وتحديدًا في مدينة القدس، وقد أمر الخليفة عبد الملك بن مروان ببنائها، وتم تشييدها عام 66هـ وتم الفراغ منها عام72هـ، والمهندسان اللذان أشرفا على بناء قبة الصخرة هما: رجاء بن حيوة، ويزيد بن سلام، وقد تم بناء قبة الصخرة على أربع مراحل، و يرجع مخطط بناء قبة الصخرة وأسلوبه الهندسي إلى أصولٍ عربيةٍ، وتم زخرفة قبة الصخرة في العهد الأموي بالزخارف الرخامية، ثم استُبدلت في العهد العثماني بالزخارف القاشانية، وصحن قبة الصخرة يرتفع عن أرضية الحرم 4 م، وتمَّ إنشاء في الفترة العثمانية غرف صغيرة في الجهة الشمالية من صحن قبة الصخرة.، ويبلغ عدد أبواب مسجد قبة الصخرة أربعة أبواب وعدد نوافذه أربعون.
مدينة القدس
ارتبطت فلسطين بشكلٍ عامٍ بكثيرٍ من الجدل على مدار نحو ثلاثة آلاف سنةٍ وهي ما تعرف بالأراضي المقدّسة التي تمتلك خصوصيّةً من قبل عديد الطوائف الدّينيّة سواءً كانت مسلمةً أو مسيحيّةً أو يهوديّةً ممّا جعلها منطقةً للصراع من قبل الحركات القوميّة اليهوديّة والعربيّة وجبهة حربٍ وقتالٍ مستمرٍ، وتلعب القدس عاصمة فلسطين دورًا رئيسًا ومحوريًا في المنظور الرّوحي والعاطفي للأديان السّماويّة الثّلاث الرئيسة؛ فبالنسبة لليهود فهي محور التّوق القديم ودليلٌ على العظمة والاستقلال، أمّا بالنّسبة للمسيحيّين فهي تمثّل مشهدًا لمعاناة اليسوع وانتصاره، أمّا المسلمين فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبها موقع أحد أقدس المزارات الإسلاميّة المسجد الأقصى وقبّة الصخرة وبالتالي فهي مدينةٌ مقدّسةٌ تتمتّع بخصوصيّةٍ من قبل جميع الأديان والطوائف ممّا جعلها مركزًا للصراع السّياسي والدّيني على مرِّ العصور.