العودة للمدارس مشروطة بسلامة أبنائنا
العودة للمدارس مشروطة بسلامة أبنائنا
مع الاعلان عن التوجه لعودة الطلبة لمدارسهم في شهر سبتمبر المقبل ومع بداية العام الدراسي القادم اكد عدد من التربويين ان العودة للمدارس هي الحياة الحقيقية التي يتطلعون إليها جميعا وبعودتها لطبيعتها يكون قد تمت السيطرة على الوباء، مشددين على ضرورة ان تتم دراسة القرار جيدا قبل اتخاذه وان توضع صحة ابنائنا الطلبة والمعلمين والادارات المدرسية فوق كل اعتبار فلا أحد يعلم متى تذهب هذه الجائحة.
وأجمع المتحدثون لـ«الأنباء» على أن القرار قد يكون سابقا لأوانه، ولكن يجب ان توضع خطة متكاملة ومناسبة للعودة بالتنسيق مع وزارة الصحة فتجهيز العيادات الطبية بالادوات وتوفير طاقم طبي مدرب ومهيأ لايقل اهمية عن العملية التعليمية، موضحين ان المباني المدرسية التي مر عليها اكثر من سنة وهي مغلقة تحتاج الى صيانة كاملة وهذا يتطلب يضا جهدا كبيرا من الوزارة.
كما اكدوا على ضرورة نشر ثقافة الوعي الصحي بين الابناء والتعود على الممارسات الصحية والسلوكيات السليمة التي من شأنها حفظ الامن الصحي مثل الابتعاد عن السلام باليد واستخدام المعقمات بالشكل لصحيح وغير ذلك من أمور تسهم بتعزيز صحتهم وسلامتهم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية اكدت جمعية المعلمين الكويتية على لسان امين سرها عايض السبيعي ان العودة للمدارس هي الحياة الحقيقية التي يتطلع لها كل رب اسرة، لان الأبناء فقدوا الكثير من الاشياء الجميلة في حياتهم الدارسية، مشيرا الى اننا كجمعية للمعلمين كنا حريصين على التعليم المدمج طوال فترة ازمة «كورونا» مع الاخذ بالإجراءات الصحية والتشدد بها.
وقال السبيعي: اعتقد ان اهم شيء في العودة للمدارس هو ان نضع صحة ابنائنا الطلبة والمعلمين والادارات المدرسية فوق كل اعتبار فالجائحة لا نعلم متى تذهب وتنتهي؟ لافتا الى انه لابد من تطعيم المعلمين جميعا والادارات المدرسية والعاملين في المدارس اولا، وثم توضع خطة معتمدة بين وزارتي الصحة والتربية وتكون واضحة والعمل بها في وقت مبكر جدا.
واضاف السبيعي: ان هناك امرا مهما جدا ايضا، وهو المباني المدرسية التي مر عليها اكثر من سنة وهي مغلقة وتحتاج إلى أعمال صيانة كاملة، وهذا يتطلب جهودا كبيرة من الوزارة، مختتما حديثه بالتاكيد على ان صحة ابنائنا والمعلمين والإداريين وسلامتهم هي الأهم، مع الاخذ بالاعتبار ان التعليم المدمج هو الحل المناسب في الفترة القادمة وفي ظل استمرار هذه الجائحة.
من جانبه، قال مدير ثانوية «الراعي النميري للبنين» صلاح الصانع: «لقد آن الاوان للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد وصول التطعيمات الخاصة بمرض «كوفيد – 19»، لاسيما ان استمرار انقطاع الطلبة عن التعليم له آثار سلبية على عدة مستويات تعليمية ونفسية واجتماعية وصحية، مشيرا الى انه مع وصول التطعيمات وأخذها نكون قد عملنا بأسباب السلامة والحصانة الصحية، وبات الامر مناسبا لاستعادة حياتنا السابقة.
وشدد الصانع على ضرورة وضع خطة مناسبة للعودة وبالاخص المناهج، فالاختبارات المسحية في بداية الفصل الدراسي ستظهر مستويات المتعلمين العلمية وتحدد المهارات المفقودة والمطلوب اكتسابها، ومن غير خطة لن تتحقق الاهداف، موضحا ان هذا الامر يتطلب التصميم واعلان قرار رقم (1) المنظم لبداية العمل والاختبارات القصيرة والامتحانات الفترية واجازة منتصف العام ونهايته على ان يكون لعامين دراسيين للتمكن من بناء الخطط، مع مراعاة الا تقل الاسابيع الدراسية عن 15 اسبوعا دراسيا فعليا من دون الاجازات واسابيع الامتحانات الفترية ويفضل ان تكون البداية مبكرة.
نقص المعلمين
وأوضح الصانع انه لابد من استمرار التعاون بين وزارة التربية ووزارة الصحة، فتجهيز العيادات الطبية بالادوات وتوفير طاقم طبي مدرب ومهيأ لا يقل اهمية عن العملية التعليمية، وتبقى السلامة اولا، علما بأن الاهتمام بهذا الامر يزيد من ثقة المجتمع بأجهزة الدولة، كما انه يجب ألا يغيب عن تخطيطنا تقدير الاحتياجات من المعلمين حيث ان هناك نقصا في بعض التخصصات، خاصة في ظل الاستقالات في هذا الفصل واستمرار انقطاع المعلمين خارج البلاد.
القرار سابق لأوانه
من جهته، اشار موجه اللغة العربية أحمد الرشيدي الى انه فيما يخص قرار العودة للمدارس في شهر سبتمبر المقبل فإنه لا يخفى على أحد أهمية التعليم المباشر في المدرسة وما له من أثر بالغ في تحقيق المنهج الذي يكسبه أبناؤنا وبناتنا في المدارس، بالإضافة لما له من أثر في تحقق حصول المعرفة بالمنهج المدرسي والقدرة على قياسها قياسا حقيقيا، غير ان القرار سابق لأوانه خاصة أن رؤية الدولة في التعاطي مع جائحة «كورونا» مازالت بين اخذ ورد، موضحا اننا لا نعلم ما الذي قد يستجد من امور حتى سبتمبر المقبل.
واضاف الرشيدي: لا يخفى على احد أن مثل هذا القرار يجب أن يكون بناء على دراسة إمكانات المدارس في تحقيق تطبيق الاحترازات الوقائية، وهو ما قد لا يحدث، لافتا الى انه من الصعب أن يتحقق لما للمدارس من خصوصية في التفاعل بين الطلاب، فإن نظرت مثلا إلى المرحلة الابتدائية فإن المتعلم لا يعرف كيف يحقق التباعد، وإن نظرت للمرحلة الثانوية فبعض المتعلمين في عمر المراهقة يرون التهور وعدم مراعاة أبعاد الجائحة شكلا من أشكال الشجاعة وعدم الخوف، ناهيك عمن يخشى أن يحقق التباعد بسبب نظرة أقرانه له.
الإقبال على التطعيم
اما المعلم جمال محمد فقد اكد استعداده للعودة للدراسة وتعليم الطلبة بالشكل التقليدي، وهو الاهم لايصال المعلومة بالشكل الصحيح لابنائنا الطلبة، متسائلا: هل «التربية» مستعدة وقادرة على توفير كل المتطلبات للعودة في حال استمرار الفيروس؟