الشامسي: نحتاج إعادة هندسة جامعاتنا ومدارسنا لتوفير فصول افتراضية
الشامسي: نحتاج إعادة هندسة جامعاتنا ومدارسنا لتوفير فصول افتراضية
أفاد مدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور عبداللطيف الشامسي، بأن الجامعات والمدارس بحاجة إلى إعادة هندسة، لتحديد إذا كانت هناك حاجة إلى الفصول الدراسية والمباني الضخمة فيها، وتقييم نحو 80% من المنشآت التعليمية، والعمل على توفير فصول دراسية افتراضية بطاقة استيعابية أكبر وبفاعلية وتفاعلية عالية مع الطلبة، مضيفاً: «جائحة (كورونا) منحتنا الفرصة لطرح تغيير من خلال اعتماد نموذج التعليم الهجين، سعياً للوصول إلى طالب مدرسي أو جامعي يتمتع بالحماسة والشغف للتعليم والتفاعل مع زملائه.
وأكد أن «كل الإمكانات أصبحت متاحة لتحويل مدارسنا إلى منصات تجذب الطلبة، والتي تعد مختبارات مفتوحة وورش عمل وتدريبات مهارية، إضافة إلى توفير لقاءات مع الطلبة ومناقشة مشاريعهم وأفكارهم، وعرض أفكار الشركات التي يستهدفون إطلاقها في المستقبل».
ولفت إلى أن هذا التحول يحتاج إلى أمور تتضمن ثلاثة ملامح هي إنشاء شخصية رقمية تتعامل مع كل الأدوات الرقمية، والجيل الحالي يتفوق في استخدام هذه الأدوات الرقمية، والملمح الثاني أن يكون متمتعاً بالجانب الاحترافي، إذ إن في أي تخصص وأي مجال نحتاج إلى متخصصين محترفين، والملمح الثالث هو ريادة الأعمال وهو بناء فكر ريادة الأعمال للطلبة في المدارس، بحيث تكون لديهم أفكارهم الابداعية وتحويلها إلى منتج تجاري، وأن يكون لهم دور في الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة.
وعند الحديث عن التعليم الهجين، فإنه يعزز هذا الفكر، ويتناسب مع استعداداتنا للخمسين، وإيجاد جيل يتناغم مع هذا الفكر، ولذلك نحتاج إلى شغف التعلم بالحضور في الكليات، ولا يكون ذلك إجباراً، والتعلم باستخدام المنصات الرقمية، وتحويل الجامعات إلى منصات اجتماعية، ولذلك لتخريج جيل منتج ومبتكر.
وأضاف: «أننا بحاجة إلى تصميم منهاج لكل طالب بناءً على قدراته وطموحاته، وتحويل جامعاتنا إلى منصات منتجة لجيل مبدع، وهذا ما يتحقق في مناهج رياض الأطفال التي تحتوي على أنشطة مبتكرة تلهم الطفل».
وأوضح أن التعلم عن بعد لا يرتبط فقط بالمنزل، إنما هو من أي مكان وفي أي وقت تعلم على مدار الساعة من خلال الوسائل والمنصات الرقمية المختلفة، والتعلم الهجين يخلق توازناً بين الحضور للجامعة أو المنشأة التعليمية وبين التعلم عن بعد لخلق جيل أكثر توازناً.
جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الافتراضي الذي نظمه، أول من أمس، نادي الإمارات العلمي بندوة الثقافة العلوم تحت عنوان «استشراف مستقبل الابتكار في القطاعات السبعة خلال الـ 50 سنة القادمة»، وشارك فيه رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، الدكتور منصور العور، ومدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي، الدكتور سعيد خلفان الظاهري، والمدير العام الإقليمي لشركة إنتل في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المهندس طه خليفة، ومدير أول قسم الأنظمة الفضائية بمركز محمد بن راشد للفضاء، المهندس سهيل بطي الظفري، وأدار الجلسة رئيس جامعة دبي ورئيس نادي الإمارات العلمي، الدكتور عيسى البستكي.
وأشار البستكي إلى ما تلعبه دولة الإمارات من دور كبير في الساحة الدولية على كافة المستويات، سواء العلمية أو الخيرية أو الاجتماعية والصحية والإدارية والتكنولوجية ما يتوافق مع طموحات الدولة من قفزات رائدة، وإنتاج معرفي لما بعد البترول.
وقال الدكتور منصور العور: إن «التركيز على المهارات التخصصية في الخمسين سنة القادمة مهماً، وعلى المؤسسات التعليمية أن تزيد التركيز على الجانب المهاري أكثر من المعرفي خاصة في الكليات العملية، حتى لا تهدر الدول الميزانيات على إعادة تأهيل الخريجين في المجالات العلمية (طب – هندسة – علوم… الخ)».
وأشار المهندس سهيل بطي الظفري إلى أن مركز محمد بن راشد للفضاء يعمل على إطلاق القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي العالي الدقة، «MBZ Sat» وسيكون رابع قمر اصطناعي يطوره المركز لرصد الأرض، وسيطلق عام 2023، ويعتبر ثاني قمر اصطناعي يطوره بالكامل فريق إماراتي.
وقال الدكتور سعيد خلفان الظاهري: «الإمارات خلال السبع سنوات الماضية بدأت بمرحلة للتحول في التعليم والتكنولوجيا والابتكار للتأسيس للخمسين سنة القادمة، وتطمح الإمارات أن تكون الأولى في المجال التعليمي في العام 2071، ويركز على العلوم والهندسة والتكنولوجيا المتقدمة وبناء منظومة قيم أخلاقية في أبناء المستقبل».
وذكر الدكتور طه خليفة أن «التطور المتلاحق في المجال التكنولوجي يجعل الشركات تتوقع مزيداً من الابتكار والخدمات التقنية المتطورة، وخصوصاً في ظل جائحة كورونا التي تتطلب مزيد من المواصفات والاستراتيجيات في المجال التكنولوجي مع الحفاظ على مزيد من الأمن والخصوصية»، مؤكداً أهمية برامج التدريب في مختلف المراحل الدراسية، ولذا لابد من التعاون مع القطاع الخاص والشركات العالمية في هذا المجال، إضافة إلى أهمية تحويل الجامعات إلى مناطق حرة لخلق فكر «صنع في الإمارات».