التعلم عن بُعد في ظل جائحة كورونا
لعل يدرك الجميع ماحصل في التعليم حول العالم في ظل جائحة كورونا من اغلاق المدارس وتعطيل العاملين بها للحد من انتشار هذا الوباء وفي ظل تلك التحديات غيرت أغلب الدول مسيرة التعليم لتتجه نحو التعليم عن بعد لاستمرار عملية التعلم وإنهاء العام الدراسي بسلام.
ولعل التعليم عن بعد سيحقق مزيداً من الانتشار في كل انحاء العالم وتكون له المكانة الرئيسية في منظومة التعليم في جميع البلاد.
وتزداد الحاجة الى التعليم عن بعد في الظروف الطارئة مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم بسبب انتشار وباء فيروس كورونا فنجد ان التعلم عن بعد أحد الطرق التعلم الحديثة التي تعتمد أساساً على قيام المعلم بتنفيذ دروسه من الفصل الافتراضي في المنصات التعليمية ويستقبل الطالب دروسه وهو في منزله ويتيح له المشاركة والمناقشة وتقديم مهامه وواجباته بشكل سهل ومنظم.
أصبحت الحاجة الى أدوات التعلم عن بعد ملحة في ضوء التدابير التي تتخذها الدول حول العالم لمواجهة فيروس كورونا مما واجهه المعلمين والطلاب وأولياء الأمور قدراً كبيراً من الجهد والتحديات أمام استخدام أدوات التعلم عن بعد لاسيما الطبقة الفقيرة لعدم امتلاكهم الحواسيب المحمولة وصعوبة اتصالهم بالانترنت بل هناك منهم لايجد أي مساندة من آبائهم على النحو المأمول في حين يحظى آخرون من الطلاب بكل ماسبق.
لذلك يتعين على المؤسسات التعليمية والمجتمع تفادي اتساع هذه الفوارق في الفرص والتقليل منها.
ونلاحظ في هذا الصدد كثيراً من المدارس التي حفزت منسوبيها على استمرار التعلم عن بعد وتطبيق استراتيجيات التعليم البناءة والهادفة فتمكن المعلمين من استخدام المنصات التعليمية والتطبيقات من أجل التخطيط الجيد للدروس والتقويم وتنفيذ الوسائل التحفيزية والتشويقية وتوظيف أدوات التقويم الالكتروني للتعلم عن بعد.
إن نجاح التعليم عن بعد لايأتي إلا بالتخطيط الجيد والمدروس في بناء وتصحيح المنهج الدراسي ليكون منهج رقمي تفاعلي يتناسب مع التعليم الالكتروني والتعاقد مع جهات ذو كفاءة عالية لتوفير التقنيات الحديثة لتدريب العاملين في المدراس عليها.
إن التعليم عن بعد يعالج نقص المعلمين ويسد العجز في المباني التعليمية ويعمل على تغطية القصور في الإماكانات في المؤسسات التعليمية.
إن التعليم عن بعد يحقق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل لجميع الطلاب ويرسخ مبدأ مجانية التعليم بتحقيق التوازن المعرفي والثقافي بين الطلاب وذلك بصرف النظر عن البعد المكاني الذي يعيش فيه الطالب.
إن كلمة وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ “أن حال التعليم الالكتروني بعد أزمة كورونا لن يكون كما هو الحال قبلها” تحمل في طياتها فرصة لتطوير التعليم عن بعد وعمل نقلة نوعية في التعليم بعد أزمة كورونا والتوسع في التعليم الالكتروني.