التجارة الإلكترونية: دليلك الشامل لإطلاق مشروعك وضمان استمراريته1
أصبحت التجارة الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من التجربة المتسارعة لحياتنا اليومية، وذلك سواءً أكنت المشتري أم البائع. ولا يخفى عليك كونها باتت من أكثر الطرق المطروقة لكسب المال والانطلاق بمشروعٍ شخصي خاص برأس مالٍ بسيط وإمكانيات لوجستية تكاد تكون معدومة. وقد ازدادت شعبية التجارة الإلكترونية خاصةً بعد جائحة كورونا، حيث أثبتت الجائحة سير العالم باتجاه الواقع الافتراضي، الذي من المتوقّع أن يؤدي في نهاية الأمر إلى انتقال كامل أنشطتنا اليومية إليه.
لكنّ التجارة الإلكترونية لا تتوقف عند إنشاء موقع إلكتروني وعرض البضائع وحسب، إذ أنّ احتياجات المستهلكين والمستخدمين تتغير بوتيرةٍ متسارعة أيضاً، ولذا فقد أصبح النجاح حليف من يتأقلم بشكلٍ أسرع ومن يجاري جنون هذا العصر.
نضع بين يديك اليوم دليلاً شاملاً لكافة جوانب التجارة الإلكترونية، وكل ما تحتاجه لإطلاق مشروعك التجاري الإلكتروني الخاص وضمان استمراريته ونجاحه، لكن لنتعرف في البداية على تعريف التجارة الإلكترونية.
ما المقصود بالتجارة الإلكترونية؟
لا، لا نتحدث قطعاً عن إنشاء مجموعة فيسبوك لتسويق قطع الملابس الجاهزة والطلب من متابعيك إضافة أكبر عدد من أصدقائهم، مع أنّنا يمكن أن نضمّن ذلك ضمن أساليب التجارة الإلكترونية.
تعرّف التجارة الإلكترونية أو e-Commerce بأنها جميع عمليات البيع والشراء سواءً أكانت لبضائع أو خدمات، باستخدام وسائط إلكترونية مثل الإنترنت، شبكات الهاتف المحمول، أو شبكات البث الداخلية.
وتُصنف التجارة الإلكترونية إلى:
التجارة الإلكترونية النشطة – Active e-Commerce
تشمل الشركات التي تبيع منتجاتها وخدماتها كلياً عن طريق الوسائط الإلكترونية والتي تقبل الدفع عبر الإنترنت.
التجارة الإلكترونية غير النشطة – Passive e-Commerce
تشمل الشركات التي تسوّق لمنتجاتها وخدماتها عبر الإنترنت ولكن تقبل بطرق الدفع المختلفة غير الإلكترونية، مثل الدفع عند الاستلام أو التحويلات النقدية عن طريق شركات الصرافة.
كما تشمل التجارة الإلكترونية حسب ويكبيديا:
- عمليات توزيع وتسليم السلع ومتابعة الإجراءات.
- سداد الالتزامات المالية ودفعها.
- إبرام العقود وعقد الصفقات.
- التفاوض والتفاعل بين المشتري والبائع.
- علاقات العملاء التي تدعم عمليات البيع والشراء وخدمات ما بعد البيع.
- المعلومات عن السلع والبضائع والخدمات.
- الإعلان عن السلع والبضائع والخدمات.
- الدعم الفني للسلع التي يشتريها الزبائن.
- تبادل البيانات إلكترونياً بما في ذلك: التعاملات المصرفية، الفواتير الإلكترونية، الاستعلام عن السلع، كتالوجات الأسعار والمراسلات الآلية المرتبطة بعمليات البيع والشراء.
لماذا يفضل المستهلكون التسوق عبر الإنترنت؟
- لعل السبب التالي هو الأهم بالنسبة للعديد منا وعلى الأخص من يعاني من عملية التواصل البشري والأعراف الاجتماعية السائدة عند التسوق، حيث سيمكنك التسوق عبر الإنترنت من تجنب التّحدث المباشر إلى الباعة والعاملين في المحلات التجارية، الذين سيحاولون بيعك وإقناعك بل وإحراجك لشراء بضائعهم.
- من السهل جداً تفقّد وتفحّص ما ترغب بشرائه وإمضاء قدر ما تشاء من الوقت في استعراضه قبل أن تقرر شراء المنتج.
- يمكنك الحصول على العديد من الآراء والتقييمات بشكل مباشر من المستخدمين الآخرين.
- تُعتبر خدمة العملاء أكثر فعالية حين يأتي الأمر للتجارة الإلكترونية، بل إن هناك العديد من الشركات التي تؤمن خدمة عملاء 24/7.
- ستتمكّن من التّسوق في أيّ زمان ومكان.
لماذا يفضل الباعة التجارة الإلكترونية؟
- يوفّر الباعة عن طريق الانتقال للتجارة الإلكترونية أمولاً طائلة تُنفق على إيجارات المحال واللوجستيات الضرورية في التجارة التقليدية.
- يعتبر التسويق الإلكتروني أكثر فعاليةً وأقلّ تكلفةً وهو جزءٌ لا يتجزّأ من التجارة الإلكترونية.
- بات استهداف العملاء اليوم أمراً في غاية السهولة، حيث يمكن للبائع أن يحدّد جمهوره ويوجّه إعلاناته بشكلٍ مباشر بما يتناسب مع كل منتجٍ يرغب بطرحه.
- توفّر عمليات التجارة الإلكترونية إمكانية جمع المعلومات والتقارير المتعلقة بنوعية الزبائن وما يفضلونه وفعالية حملات التسويق، وذلك بطريقة فعالة وسهلة قد لا تتطلب في بعض الأحيان أكثر من ضغطة زر ما سيوفّر وقتاً ومجهوداً ومالاً كثيراً.
- تضمن التجارة الإلكترونية سهولة التوسّع وتطوير العمل، وتحقيق انتشار واسع.
ما أنواع التجارة الإلكترونية؟
التجارة بين شركة وأخرى B2B
ويقصد بها عملية الشراء والبيع بين الشركات (Business to Business). مثلاً: شركة تصنيع مواد كيميائية تبيع منتجاتها لشركة تصنيع منظفات.
التجارة بين التاجر والمستهلك B2C
يقصد بها عملية بيع الشركات إلى المستهلكين مباشرةً (Business to Costumer). مثلاً: شركة سيارات تبيع لمشتري بشكل مباشر
التجارة من شركة إلى أخرى ثم إلى مستهلك B2B2C
تحدث هذه العملية على 3 دفعات فتبيع الشركات الكبرى للشركات الأصغر أو لأصحاب محلات التجزئة ومن ثم يأتي دور المشتري (Business to Business to Costumer). مثلاً: شركة تصنيع ملابس تبيع لمحلات بيع الملابس الصغيرة ثم يأتي المستهلك ليشتري منها.
ويمكنك الاطّلاع بشكلٍ تفصيلي على الفروق من حيث الجمهور المستهدف، التسعير، والتسويق من هنا.
ما أهمية التجارة الإلكترونية؟
يتحوّل الإنترنت تدريجياً ليصبح بمتناول الجميع حول العالم ما سيضمن ازدياد أعداد مستخدميه وبالتالي الباعة والمشترين، ولذا باتت التجارة الإلكترونية اليوم جزءاً حيوياً من الاقتصاد العالمي، بالإضافة لكونها تُعد من أسرع أنواع الأسواق نمواً هذه الفترة. ولتوضيح الصورة لك أن تتخيل أنّه وفي عام 2020 م تسوّق أكثر من 2 مليار شخص حول العالم إلكترونياً ومن المتوقع ازدياد هذا الرقم بشكلٍ كبير بحلول عام 2024 م.
هل بدأت تفكر جدياً بنقل عملك إلى الفضاء الرقمي؟ إليك كل ما ستحتاج إليه:
ما الذي تحتاجه لبدء عملك الخاص في التجارة الإلكترونية؟
1. الأمور التقنية:
- جهاز حاسوب
- اشتراك إنترنت
- بطاقة ائتمان
- متجرك الإلكتروني
2. البحث والاستقصاء والتقييم، ووضع خطة العمل:
- ابحث عن نماذج أعمال وتجارب سابقة تتشابه مع نوع العمل الذي تنوي إطلاقه.
- تحقق من السوق المستهدفة وأفكار المنتجات لديك وتوائمهما.
- ابحث واجمع معلومات عن منافسيك، وابدأ بالإجابة عن الأسئلة التالية: ما هو أسلوب العمل الذي يتبعونه؟ هل يبيعون عدة أصناف/خدمات أم منتج واحد فقط؟ ما وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها؟ من سوقهم المستهدف؟ كيف يسوقون ويرفعون من مبيعاتهم؟
- ابحث عن شراكاتٍ محتملة وداعمين لعملك، وابدأ في جمع المعلومات عنهم والتواصل معهم.
- ضع خطة عملٍ كاملة وأهدافاً قصيرة وبعيدة الأمد لتتمكّن من العودة إليها بشكلٍ مستمر.
- بعد اطلاق عملك، لا تنسَ إجراء تقييمٍ دوري للنتائج وملاحقة الخطة التي كنت قد وضعتها قبل البدء.
3. بعض المهارات الضرورية:
- مهارات التسويق الإلكتروني Digital Marketing Skills
- مهارات المحاسبة
- مهارات التصميم الغرافيكي
قد تحتاج للاستعانة بخبراء في هذه المجالات وتوظيفهم بشكل دائم أو ساعيّ، إذ أنك حتى وإن امتلكت هذه المهارات فمع توسع عملك لن تتمكن من إدارته ومتابعتها في الوقت نفسه.
في النهاية من المهم أن تعرف أن سرّ نجاح أيّ عملٍ تجاري يكمن في عدم الاستسلام والمواظبة الدائمة، إذ لا يمكن أن تتوقع تحقيق مكاسب في الفترة الأولى بعد انطلاق العمل، وحتى بعد أن تبدأ بتحقيق الأرباح فهي لن تكون طائلةً أول الأمر، لكن عليك ألا تيأس فازدهار عملك يتطلّب بناء سمعةٍ حسنة وتحقيق ثقة متبادلة مع زبائنك عن طريق ملاقاة توقعاتهم وتوفير أفضل قيمة راجعة لهم على فترات طويلة ومستمرة ما سيتطلب من جهداً ووقتاً؛ وهكذا فإن متوسط الوقت الذي يحتاجه أيّ عمل ليبدأ بتحقيق الأرباح يُقدر بسنة إلى سنتين. مع هذه المعلومة نتمنى لك انطلاقةً قوية واستمرارية فعّالة في عالم التجارة الإلكترونية.