من الطبيعي أن يدور حوار بين الآباء و الأمهات عامة, يتناقشون فيه حول مواضيع تتعلق بتربية أبنائهم ، فيدلي كلٌّ بدلوه من خلال تجاربه الشخصية ، والجميع مرجعيّته خبرات الطفولة أو ممارسات قائمة مع أطفاله، فالبعض يلجأ للعقاب والبعض الآخر يميل لتأديب طفله و تختلف بذلك الآراء حول أساليب التهذيب و التربية من عائلة لأخرى … فما هي المعايير لتقييم مدى ملاءمة أساليب التهذيب و فعاليتها ؟
1- رفض الأساليب التي تشعر الطفل بالمهانة أو تلك التي تعرضه للإيذاء النفسي و الجسدي.
2- أن يتوقف السلوك غير المرغوب بشكل دائم و ليس مؤقت أو آني.
3- أن يساعد الأسلوب المستخدم على فهم الأسباب الحقيقية لتصرف الطفل بهذه الطريقة و يسهم في بناء الضبط الذاتي الداخلي عند الطفل ليصبح السلوك نابعاً من أعماق الطفل فيستمر عليه.
4- أن يحافظ على علاقة جيدة بين الطفل و الكبار الذين يرعونه بحيث يحافظ الأسلوب على نظرة الطفل الإيجابية لنفسه والقائمين على رعايته.
إذاً .. ما الفرق بين التأديب و العقاب كأسلوبين معتمدين من أساليب التهذيب التي يتبعها الأهل؟
يساعد التأديب الفعال الأطفال على تعلًم ضبط سلوكهم بحيث يتصرفون وفقاً لاقتناعهم بما هو صحيح و ما هو خطأ و ليس لأنهم يخشون العقاب ، فمثلاً هم صادقون لأنهم يفكرون بأن من الخطأ أن تكون غير صادق و غير أمين و ليس لأنهم يخافون أن يضبطوا ، أما هدف العقاب فهو لوقف الطفل و منعه من عمل ما يريد و استخدام أسلوب مؤلم أو قاس ٍ لوقفه و بغض النظر عن نوع العقاب ( جسدي / لفظي ولا يعتبران أسلوبين فعالين ، بينما الامتناع عن تقديم المكافآت يمكن أن يستخدما تأديباً فعالاً أو عقوبة شريطة أن يتم ذلك بطريقة صحيحة و ليس بإطلاق ) بمعنى عندما تكون المكافآت مثلاً طريقة الأهل الرئيسة في تحفيز الطفل و تشجيعهم ، عليهم أن يشجعوا و يحفزوا الطفل ذاتياً بالرغبة في التعاون أو في القيام بالسلوك المرغوب بدلاً من القيام بالسلوك الإيجابي فقط من أجل المكافأة بحدّ ذاتها.
و كمقارنة بين العقاب و بين التأديب نجد أنّ التأديب يؤكد على ما يستطيع الطفل أن يفعله – هو عملية مستمرة مع تربية الطفل – يصنع أمثلة للاقتداء بها لاحقاً – يؤدي إلى التحكم بالنفس – يساعد الطفل على التغيير و التأقلم – إيجابي التأثير – يعزز قدرة الطفل على التفكير – يعزز الشعور بالذات – يصقل السلوك الجيد …. بينما العقاب (الذي يتضمن إيذاء جسدي و معنوي ) يؤكد ما يجب ألا يفعله الطفل – و هو عملية تحدث لمرة واحدة – الإصرار على الطاعة العمياء – يقلل من دور الاعتماد على النفس – عبارة عن تنفيس عن الكبار – سلبي التأثير – يضعف الشعور بالذات – يشجب و يدين السلوك السيء فقط ( بدلاً من اعتماد طريقة حوار توضح للطفل سبب العقاب ) – هناك بطريقة العقاب من يفكر عن الطفل لذا يفضل استخدام النتائج أو العواقب كشكل من أشكال التأديب بترك الأطفال يمرون بخبرة و تجربة عواقب أو نتائج قراراتهم كطريقة *خالية من المشاحنة *في تأديبهم فهم يتعلمون من الخبرة تماماً مثل البالغين و يعرفون بأنّ كل عمل له عاقبة أو نتيجة يكونون هم المسؤولين عنه ، و على الأبوين مراعاة سوية تفكير طفلهما و أن يخبراه قبل حدوث العمل بعواقبه المترتبة على خرق القواعد و عليه أن يدرك أن له الخيار وتقبّل العواقب و النتائج المترتبة على خياره.