استثمار المادة الدراسية في حياة الطالب اليومية
استثمار المادة الدراسية في حياة الطالب اليومية
استثمار المادة الدراسية في حياة الطالب اليومية
استثمار المادة الدراسية في حياة الطالب اليومية
استثمار المادة الدراسية في حياة الطالب اليومية
الجمع بين التربية والتعليم والترفيه يحتاج إلى قدرة فائقة من المعلم الذي يحذر من الوقوع في الفوضى، وضياع الهدف من البرنامج الذي وضع خططه مع طلابه، المادة التعليمية الموجودة في الكتب لم تعد جاذبة للطالب مهما تم تغييرها وتصميمها في استراتيجية ممتعة، قد تنال استحسان طالب المرحلة الابتدائية لما تضمنه من حركة ولعب وجوائز وهدايا وتحويل الفصل إلى مكان ترفيهي مؤقت يعجب أطفالنا، ولكن قد لا يجذب طالب المرحلة الثانوية، بل قد يجد فيها تقليل من عمره، وتشويه لفكره، وإضاعة للوقت، فطالب المرحلة الثانوية قد لا يستشعر أهمية المادة في حياته ومدى نفعها في مستقبله حتى مادتي الحاسب واللغة الإنجليزية التي تعدان قدميه للمرحلة الجامعية؛ لا يجد لها أهمية أو قيمة إلا ما يريد معرفته وهو بالتأكيد يعرفه خارج المدرسة، ومن هنا كان التفكير العميق في المادة التي تُعطى للطالب مهمة تستغرق وقت وجهد وتفكير وبحث المعلم، ماذا سأقدم لطلابي وكيف أقدمه ؟
فلماذا لا يُفرد المعلم حصة كاملة لشرح الهدف من الوحدة التي ستًدرس خلال الفترة القادمة والمدة الزمنية التي تستغرقها ؟ ومن ثم يتم المناقشة المستفيضة عن الطريقة والأسلوب الذي يعجب الطالب، ولأن الطالب قد لا تكون لديه فكرة واضحة عن الاستراتيجيات فعلى المعلم أن يقترح بعضها وشرح فكرتها والهدف منها ومن ثم تكون للطالب الحرية في الاختيار.
قد يقول بعض المعلمين والمعلمات قد يجدي هذا في بعض المواد الدراسية ولا يكون متاحاً في مادة طبيعية أو نظرية.
هذا يتوقف على المعلم الذي يستوعب المادة الدراسية تماماً، بل عليه أن يعيشها يتأملها يتخيل أحداثها وشخوصها في الحصة، ينظر إليها كعمل مسرحي أو قصصي يشاهده ومن ثم يتمكن من الوصول إلى أفضل الطرق لإعطاء المادة بل لربما أبتكر طريقة ليست موجودة في الكتب والاستراتيجيات والشبكة العنكبوتية.
وللمعلمين والمعلمات تجارب كثيرة في هذا الميدان قد تكون ناجحة أو غير ناجحة ولكن تبقى تجارب في طي الكتمان لا نعلم عنها شيئاً، بل لا تتجاوز جدران الفصل، وهنا يأتي دور الإعلام التربوي المدرسي المُغيب أو الذي يجهل دوره ومكانته وقيمته.
وتجارب تأخذ حظها من الإعلام والتناقل لو على مستوى الزميلات، ومن هنا كانت تجربة متميزة، وتميزها بمقياس أثرها على الطالبة، وما حققته من قيم نفتقدها في طلاب وطالبات اليوم.
هذه التجربة كيفية استغلال الإجازة الصيفية، هذا الزائر الجميل والوقت الثمين، الذي عادة يأتي ويذهب ومشاعر الطفش والتعب والملل ما زالت تخنق أبنائنا.
فمادة مهارات حياتية لطالبات الصف الثاني مقررات مادة غنية ولا أبالغ قد تكون المادة التي تعتلي الهرم، لأنها تلامس حياة الطالبات، وتحقق التفاعل الذي ترفض الطالبة أن تنتهي الحصة قبل أن ترتوي من النقاش وإبداء الرأي.
قد تتخيل المعلمة موضوع الدرس رحلة عملية تستغل من خلالها مساحات المدرسة الخلفية لتكون وجهتها في رحلتها الصيفية، يُشكل فريق من الطالبات ويتم تزويدهن بالمهارات الكافية للتخطيط والتصميم وكيفية مواجهة المشاكل التي قد تعترضهن ومن ثم كانت الرحلة الشيقة، لم تكن الطالبة هي المستمتعة بل حتى الزائرات من خارج المدرسة وداخلها من طالبات ومنسوبات.
فإذا تجولت بين الطالبات المنظِّمات للرحلة والضيوف وسألتهن فكانت ملامحهن أعظم ترجمان لفهمهن ولاستيعابهن ولسعادتهن بالمادة، ولِمَ لا والطالبة خرجت بحصيلة عملية من القيم والمادة والمحبة والألفة والتجديد والنشاط.
لا يكفي أن نصب المادة العلمية في أذهان الطالبات المغلقة، ولا يكفي أن نحقق هدفاً وجدانياً بعبارات محفوظة ومتناقلة من فصل لفصل قد تكون مناسبة لذاك الفصل وليس لهذا.
ولا يحق للرقيب الفني واسميه مراقب وليس مشرف أن يفرض على المعلم استراتيجية محددة ومقننة وتكتمل الحصة ويرتفع الأداء الوظيفي بهذه الاستراتيجية أو تلك.
حصصنا الدراسية تحتاج إلى مزيد من التخيل الذي يقف على مادة علمية واضحة وممتازة في ذهن المعلم، فالاستراتيجية إبداع لا إتباع، ديمقراطية لا دكتاتورية وفرضية.