قصص وروايات
اجمل قصة خيالية قصيرة للأطفال ذات معاني قوية 2021
قصة خيالية قصيرة للأطفال 2021 تلك هي المقولة التي يمكن أن تضطلع عليها ، إذ أن في القصص الخيلية جانب من المرح والمتعة العقلية تفي القارئ شغفه في التعرف على ما وراء الطبيعة من خبايا وأسرار، حيث تقوم القصص الخيالية أو الوهمية على أشخاص من الخيال، وتسرد المواقف الطريفة أو الغريبة والعجيبة للأطفال والكبار، فعلى الرغم من الشغف الذي ينتاب كافة الفئات حين تبدأ القصة ويقص الراوي حكايته بادئًا بكلمة ” كان يا ما كان في سالف العصر والزمان..”، إلا أن القصص الخيالية هُجمت بضراوة من الفيلسوف أفلاطون، فقد أعتبرها مُدمرة لطبيعة البشر لما بها من ظل ونسخة من المظاهر التي تأخذ المستمع للقصة إلى تدمير رُشده، فإليكم أجمل قصة قصيرة خيالية ما بين السماء والأرض من خلال هذا المقال، فتابعونا.
قصة خيالية قصيرة للأطفال قصة أمين
- يُحكي أنه في سالف العصر والزمان، كان هناك شاباً ورعاً يحب الله كثيراً، ولا ينسي لقاءه أبداً، وكلما جاء موقفاً عابراً في حياته، يفرض عليه أن يتعامل بقسوة وعنف مع من حوله، يحجم عنه ويتذكر أن الله حسبه ووكيله، وأن حقه لن يضيع لأنه في يد الله.
- وقد كان ذلك الشاب شديد النخوة باراً بوالديه، يحب أمه ويدين لأبيه بفضله، في تربيته والحفاظ عليه.
- كان الشاب (أمين) هكذا أطلقت عليه أمه ذلك الاسم حينما وضعته، وحين رأت نور وجهه يشع بريقاً أيقنت من أعماقها بأن الله قد أكرمها بمولود صال .
- فحمدت ربها حمداً كثيراً، وعاهدته علي تربيته تربية صالحة، ولم تنسي ذلك النور بعد ذلك أبداً.
أمين والكفاح
- مرت السنون الطويلة، حتي شبّ الوليد وبات شاباً يافعاً، يعرفه أهله ورفاقه، بالأخلاق الحميدة، والنفس المطمئنة، وهكذا كانت الحياة تسير في سياقٍ من الإيمان والصبر.
- حتي أن مراحل الفقر التي اجتازتها الأسرة بعدما أصيب الأب بمرض الضعف العام، كان أمين يعمل ويكد ويواظب علي دراسته وقضاء فروضه الدينية ورعاية والده بحب ودون تململ من مرضه، لسنوات طوال لا يستطيع الأب أن يوفي الأسرة احتياجاتها، ولا أن يعتمد علي نفسه في قضاء مهام عمله.
- فقد كان يعمل في بيع الأقفاص التي تحفظ بها الفواكه والخضروات، بينما كان يصنعها قبل أن يداهمه المرض، ويضعف بنيته.
- ورغم مشاركة أمين لوالدته في دفع نفقات العلاج لأبيه، واجتهاد والدته في تحضير الأقفاص وتخزينها والتنظيف لمداخل المنزل التي تتساقط بها قطع الأقفاص و كثير من الأتربة العالقة بها، ظل أمين وفياً لوالديه، مطيعاً لهما داعماً لمن حوله.
المرض الفتاك يضرب المريخ
- وقد نتصور أن قصتنا القصيرة يمكن أن تنتهي، علي هذا النحو، ولكن هناك عسرات كثيرة يمكن أن يواجهها الإنسان ، بروية وثقة في الله، وهناك بعض المشكلات لا يتمكن معظمنا من الوصول إلى القدر الذي يمكنه من عبورها بأمان.
- لأن الجزع والخوف يربكان الإنسان الذي يفتقد بوصلة إيمانه، والذي لا يسير في نور الله وهدايته، وهو ما ظهر في الأفق لمعظم الناس من سكان المريخ؛ حيث يسكن أمين مع أسرته.
- ليظهر فيروس قاتل، ليس له دواء، وقد توفي الكثير من أهل أمين وجيرانه، وبالفعل حزن حزناً كبيراً، ولكن كان قوياً بإيمانه ، وقدوه لجيرانه حينما توفت أمه الغالية علي قلبه والتي كانت بمثابة الرفيق و السند.
- فللفقر احتياجات قد لا يبحث عنها سواهم، هي الرفقة المضيئة والصادقة، التي تمنح الدفء لعبور نفق الفقر البارد والمظلم!
- الأكثر قسوة كانت تلك المباغتة للرحيل بينما لازال والد أمين المريض يعاني من ألم المرض وظفر العيش، وبات أمين في مواجهة تعتصر قلبه في ممارسة الدور الذي كان يتقاسمه ووالدته في رعاية والده.
- كانت مشاعر أمين الصادقة والمحبة لأبيه هي الداعم والمحفز لأمين لرعاية والده أكثر مما سبق، ليس خوفاً عليه من هذا الفيروس القاتل، فقط و ليس لكونه بات الشخص الوحيد الذي يشاركه الحياة ويتقاسمها معه بحب ورضا.
- ولكن أيضاً أراد أمين أن تطمأن والدته في قبرها عليهما، وظلا يدعوا لها بالرحمة والمغفرة.
- وفي أحد الأيام القلائل التي اجتاح فيها الوباء المريخ تحديداً، وظل أمين يسمع عبر مناور البيت عن مغادرة شباب ومسنين وأطفال، لعناوينهم وترحم الجيران علي بعضهم البعض.
- كان والده على موعد معهم، ودعا له أمين بأن يسكنه الله فسيح جناته ويرفقه بالصالحين، وظل قابعاً يصلي ويذكر الخير لوالديه، حتى غفا علي مصلاه ذاكراً ربه وعارفاً بفضل والديه.
بقعة مضيئة تتغلغل في جسم أمين
- كان الاجتياح فوق العادة، غادر الحياة أفراد وجماعات ثم مئات الآلاف، حتى كادت الحياة أن تصبح حياة أخري، بعدما غاب عنها الكثيرون، وفي ومضه جاءت، شاهدها أمين وقرأ في وميضها شيئاً مختلفاً لم يفهمه..
- ظلت البقعة المضيئة تقترب من صدره، وقدميه، ثم تبتعد لتقترب من رأسه، وتنثر شظايا ضوء حوله، وحينها بدأ جسده في الاختفاء تدريجياً، ثم غاب عن الوعي!!
- هكذا يمكن أن يتصور القارئ أن القصة قد انتهت، وقد يكون؟ ولكن هناك حكاية أخري التصقت بتلك القصة ، ويقول حاكيها ..ما نجده خيالاً ولكن ليس علينا سوي أن نقول ما في جعبتنا !
- حينما أدرك أمين أنه لم يعد علي كوكب المريخ، وأنه بات يحلق في سماء كوكب لا تكسوه حمره المريخ علم إنه ارتحل إلى كوكب أخر بين السحب الزرقاء، وشعر برهبة الاندفاع طائراً في سماء الحياة ، فوق العمارات الشاهقة، يتخطى البحار والجبال والوديان، دون توقف ، فقط يطير ويعلو أكثر وأكثر، ثم كان فوق مياه صافية تتلألأ، وشمس مشرقه ودافئة، تحيطه بذراعيها.
أمين يخرج من المريخ
- لم يتركه الشغف لمعرفة المزيد من أعلى، ولم تتركه الرهبة منها أيضاً، حتي أنها يشعر بقدمه تلامس زروعاً وبدت نخلات تبدو له علي مقربة منه، شجرات بها فواكه وشجرات بها ورود، وعصافير وعطر الرياحين، حدائق يتجول بها طائراً.
- فيجد الأشجار وقد باتت طاولات عليها مالذ وطاب، ومخلوقات يكاد يتعرف عليها وأخري لا يتذكر أنه عرفها من قبل!
- حينما شعر بملمس ورقة خضراء ناعمة وسمع رقرقة مياه، وأدرك الشمس المشعة، عرف أنه في ملكوت آخر، لا يدركه البشر، هالة كبيرة من الضوء تحيط بالمكان وتزيده إشراقاً، تراتيل تلاوة وتسبيح تعلو في ترانيم تأخذ اللب والفؤاد.
- حالة من التجلي الإلهي، منحها الله لعبدٍ استحق درجات علا، حفظاً له وتوفيقاً لطريق الصدق الذي كتبه عليه منذ وضعته أمه، حيناً، وبدأت عيناه في التقاط صور أخرى، فتح عيناه متباطئاً وسعيداً .
- ووجد في الأرض كان كثيرون يجوبون المكان جيئة وذهاباً يتمتمون ويبتسمون له في طمأنينة وحب، لقد زال الوباء، وزال الخطر!
الوباء يهاجم أمين
- وحينما جلس في مقعده، ينظر لمن حوله ، علم أنه كان من أبطال المتطوعين لتلك الجائحة، وأنه استطاع مساعدة الكثيرين في استعادة عافيتهم من عدوى الوباء، ولم يتوقف عن تقديم مساعدته لأهله ، وأهالي منطقته المحتاجين.
- رغم أنه لم يكن قد اجتاز عامه النهائي بكلية الطب، ورغم كونه لازال يعاني فقد والديه، واحداً تلو الآخر، ولم يتوقف إلا بعد أن سقط مغشياً عليه أثناء نقله لأحد المصابين من الجيران.
- ولم يكن قد تناول الطعام لعدة أيام، وهنا بدأ فريق العمل الطبي في تكثيف الرعاية له، حتي استطاع أن يجلس للمرة الأولي منذ ما يقرب من أسبوعين!!
- ليبدأ حكاية أخري من جديد يسجل فيها معاني للوفاء والعطاء، والتسامح وذكر الفضل لأهله، فرضى الوالدين كان مفتاحه وكنزه الذي لم يضيعه، ولم يفرط فيه.