أنواع الخبر في اللغة العربية
أنواع الخبر في اللغة العربية، تتسم اللغة العربية بقواعدها المتشعبة والتي اشتقها علماء اللغة من القرآن الكريم، فالجملة العربية إما أن تكون اسمية وهي التي تعتمد في تكوينها الأساسي على المبتدأ والخبر، أو فعلية وهي التي تحوي الفعل والفاعل والمفعول به، وحين يُريد الدارس أن يتعمق في لغتنا العربية فلابد وأن يعرف أدق تفاصيلها، والتي من أهمها أنواع الخبر في اللغة والتي تعددت لتخدم الجمل وتتم معناها بشكل سليم.
لابد وأن تعرف أن “الخبر” هو العنصر الثاني الأساسي في تركيب الجملة الاسمية، فضلًا عن العنصر الأول وهو “المبتدأ” الذي لابد وأن يأتي مُعرفًّا حيث أنه لا يُمكن أن تبدأ الجملة بنكرة، على نقيض الخبر الذي من الممكن أن يأتي مُعرفًّا أو أن يتم تنكيره على حسب حاجة الجملة وتمام المعنى المستقيم لها، ويُمكن تصنيفه إلى الأنواع التالية:
- الخبر المفرد.
- خبر الجملة.
- الخبر شبه الجملة.
إعراب أنواع الخبر
يُعد كلًا من المبتدأ والخبر من المرفوعات، فالأول يُرفع لابتداءه الجملة والثاني يُرفع نسبةً للمبتدأ، يتغير إعرابها في حالتين اثنتين، وهما كالتالي:
- أولهما إذا ما دخلت عليهم “كان أو أيٍّ من أخواتها” لتجعل المبتدأ مرفوعًا وتنصب الخبر.
- ثانيهما أن ترتبط الجملة بــ “إن أو أيٍّ من أخواتها” لتجعل المبتدأ منصوبًا وترفع الخبر.
- هذا الإعراب يكون مؤقتًا إذ أنه في حالة إزالتها يعود كل من المبتدأ والخبر إلى حالتها الأصلية وهي الرفع.
الخبر المفرد وأنواعه
تم تعريفه على أنه الخبر الذي ليس جملة أو شبه جملة، أو بمعنى أوضح أن يكون عبارة عن كلمة نكرةً أو معرفة، ويُمكن أن يكون صدقًا أو أن يُحتمل الشك، ويأتي بأحد الأشكال التالية:
- أغلب الأحيان يكون اسمًا ظاهرًا كما هو الحال في “أحمد جالس”، “جالس” هنا هي خبر مرفوع بالضمة.
- حالة المثنى، مثل “الأحمدان جالسان” فهنا “جالسان” هي الخبر المرفوع بالألف لكونه مثنى.
- حالة الجمع، مثل “الأحمديون جالسون” لنجد “جالسون” في وضع الخبر المرفوع بالواو لكونه جمع “مذكر سالم”، و”الفاطمات جالسات” فتكون “جالسات” هنا مرفوعة بالضمة لكونها جمع “مؤنث سالم”.
الخبر المفرد المشتق
هو الخبر الذي يُوحي بالذات، أي أن يكون مشتقًا لمعناه من المبتدأ مثل “أحمد مجتهد”، هنا “مجتهد” تدل على ذات أحمد وهي خبر مرفوع بالضمة الظاهرة، ويُمكن أن يحمل ذلك الخبر ضميرًا بإحدى الشروط الآتية:
- أن يحذو حذو الفعل: ذلك يعني أن يعمل عمل الفعل، كأن يكون اسم فاعل أو صفةً مشبهةً أو اسمًا مفعولًا أو اسم تفضيل على وزن “أفعل”، ومثالًا لذلك “أحمد عالِم”.
- ألا يتبعه ضمير واضح أو اسم مرفوع: ومثالًا على ذلك “أعبد الله جالس أنت جواره؟” أو “أكريم عالم أبوه؟”.
الخبر المفرد الجامد
هو الذي لا يُستَمَد من غيره ولا يُشتق من ذات المبتدأ، مثل “أحمد أخوك” فــ “أخوك” هنا ليست جزءًا من المبتدأ بل هي منفصلة عنه، وتُعرب خبر مرفوع بالواو كنائب عن الضمة لكونه أحد الأسماء الست، ولا يحمل أي ضمير سوى في حالة واحدة ألا وهي أن يتضمن معنى من المُشتَق، كأن نقول “عين الحاسد صقر” فنجد هنا استتارًا تقديره “صقر هو”.
الخبر المفرد المرفوع بالواو
يُرفع بالواو في حالة جمع المذكر السالم مثل “المؤمنون حامدون”، حيث تكون “حامدون” هنا خبر مرفوع بالواو لكونه جمع “مذكر سالم”، أو أن يكون أحد الأسماء الست كالمثال السابق.
الخبر المفرد المرفوع بالألف
يُرفع بالألف في حالة التثنية، مثل “المُعلِّمان ماهران” فتكون “ماهران” هنا في محل الخبر المرفوع بالألف لكونه مثنى.
الخبر الجملة
هذا النوع من الخبر يُمكن تقسيمه إلى نوعان، ألا وهما:
خبر جملة اسمية
حين تبدأ بمبتدأ ويليها خبر جملة اسمية، تنقسم الجملة حينئذ إلى مبتدأ ثاني وخبر للمبتدأ الثاني، أما الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ الثاني والخبر فتُعرَب “في محل رفع خبر المبتدأ الأول”.
شرط أن يكون هناك ضمير عائد على المبتدأ الأول، بحيث يكون بمثابة الرابط ما بين جملة الخبر والمبتدأ الأول، مثل “البحر ماؤه مالحٌ”، “البحر” هنا مبتدأ أول مرفوع بالضمة لكونه مفرد، “ماؤه” مبتدأ ثاني مرفوع بالضمة والهاء ضمير مبنيّ على الضم في محل جر مضاف إليه، “مالح” خبر للمبتدأ الثاني مرفوع بالضمة، والجملة المكونة من “مائه مالح” في محل رفع خبر للمبتدأ الأول “البحر” لكونها جملة اسمية.
خبر جملة فعلية
هو الذي يبدأ بفعل ولابد وأن يربطه بالمبتدأ ضمير، وهو في أغلب الأحيان ضميرًا مستترًا، ومن ثم نجد الجملة تتكون من مبتدأ وفعل وفاعل وقد تشتمل على مفعولٍ به أو أي منصوبٍ آخر، والجملة من الفعل والفاعل تُعد في محل رفع خبر المبتدأ.
المثال على ذلك “المُدَرِّس يشرح القاعدة”، ليكون “المدرس” هنا هو المبتدأ المرفوع بالضمة، و”يشرح” فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل يُعد ضميرًا مستترًا تقديره “هو”، و”القاعدة” مفعول به منصوب الفتحة، والجملة الفعلية “يشرح القاعدة” في محل رفع خبر للمبتدأ.
أعجب ما قد نجده في لغة الضاد أنه من الممكن تحويل خبر الجملة الاسمية إلى خبر جملة فعلية والعكس صحيح، ففي المثال السابق “يشرح القاعدة” تتحول إلى “شَارح القاعدة”، وفي مثال آخر “العلم نافع دراسة” يُمكن تحويلها إلى خبر جملة فعلية بأن تكون “العلم ينفع دارسه
الخبر شبه الجملة
قسَّمَهُ المجمع اللغوي إلى قسمان وهما كالتالي:
خبر جار ومجرور
- هو أول أقسام شبه الجملة والجار هو حرف جر يأتي بعده “الاسم المجرور” الذي يجر إحدى العلامات التالية، ويتميز بما يلي:
- مجرور بالكسرة، إن كان مفردًا، أو جمع “مؤنث سالم”، أو جمع “تكسير”.
- مجرور بالياء، في حالة التثنية وجمع “المذكر السالم”.
- لابد وأن يُشير إلى محذوف تقديره “كائن”، على أن يكون ذلك المحذوف هو الخبر ذاته.
- مثال لذلك، “السلام عليكم”، “السلام” هنا في موقع المبتدأ، “على” حرف جر، و “الكاف” ضميرًا مبنيًا في محل جر الاسم المجرور، “الميم” للجمع، ولفظ “عليكم” متعلق بالمحذوف الذي يُقَدَّر بــ “كائن” وهو خبر لكلمة “السلام” نوعه شبه جملة.
خبر الظرف
- هو القسم الثاني للخّبر شبه الجملة ويُمكن تقسيمه إلى خبر ظرف زمان “الدال على زمن معين” وخبر ظرف مكان “الدال على مكانٍ ما”، وكلاهما يأتي منصوبًا، مثل ما يلي:
- “القانون فوق الجميع”: “القانون” مبتدأ، “فوق” ظرف مكان منصوب بالفتحة “مضاف”، و “الجميع” مضاف إليه مجرور بالكسرة، وجملة “فوق الجميع” في محل رفع خبر للمبتدأ “القانون”.
- “المؤتمر اليوم”، “المؤتمر” تعرب مبتدأ، و “اليوم” ظرف زمان منصوب بالفتحة في محل رفع خبر المبتدأ.
أمثلة على أنواع الخبر من القرآن
المتأمل في آيات الذكر الحكيم يجد أنه حوى العديد من الأمثلة على كافة أنواع الخبر وأقسامها، مما يُسهل علينا دراسة القواعد وترسيخها في أذهاننا لكونها تثبت في العقل باتخاذ أمثلة قرآنية في طيات الآيات الشريفة، ومن أمثلة ذلك:
- الخبر المفرد: في قوله تعالى في سورة آل عمران آية 150 “الله مولاكم”، “الله” المبتدأ المرفوع، “مولى” خبر مرفوع بالضمة لأنه مفرد.
- خبر الجملة الاسمية: في قول الله تبارك وتعالى في سورة النساء آية 121 “أولئك مأواهم جهنم”.
- الخبر الجملة الفعلية: يتضح في قوله تعالى “كلٌ يعمل على شاكلته” في سورة الإسراء آية 84، “كلٌ” مبتدأ مرفوع، “يعمل” فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره “هو”، “على” حرف جر، “شاكلته” اسم مجرور بالكسرة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، والجملة الفعلية “يعمل على شاكلته” في محل رفع خبر.
- خبر الجار والمجرور: يظهر في سورة الصافات آية 130 “سلام على آل يس”، “سلام” مبتدأ مرفوع، “على” حرف جر، “آل” اسم مجرور بالكسرة، “يس” مضاف إليه مجرور بالكسرة، والجملة “على آل يس” في محل رفع خبر.
- الخبر ظرف مكان: “وفوق كل ذي علمٍ عليم” في سورة يوسف الآية 76، “فوق” ظرف مكان منصوب بالفتحة وهو مضاف، “كل” مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف، “ذي” مضاف إليه مجرور بالياء لكونه من الأسماء الستة وهو مضاف، “علم” مضاف إليه مجرور بالكسرة، “عليم” مبتدأ مؤَّخَّر مرفوع.
تتنوع القواعد اللغوية وتتباين لتخدم الجملة وتُقوي معناها وتُرسخه، مما يُثري اللغة عن غيرها من بقية اللغات الأخرى، فهي الأجمل والأرقى على الإطلاق، ولنتعلم اللغة العربية وأصولها الصحيحة لابد وأن ندرس قواعدها بكل تفاصيلها، مثل أنواع الخبر في اللغة العربية وأقسام كل نوع وأمثلته من القرآن الكريم، فدائمًا ما نجد أن هناك اكتشافات جديدة للإعجاز القرآني اللغوي الذي يُثبت ربوبية الخالق سبحانه وتعالى، فاحرص على أن تتعلم تلك اللغة فهي ميراث الأمة العربية والإسلامية وباقية إلى يوم الدين.