أقوى استراتيجية من أصل (138) ممارسة تعليمية
ميكروسكوب التعلم، أقوى إستراتيجية من أصل (138) ممارسة تعليمية، المتغير الأقوى المسيطر على أداء المتعلّم هذه بعض العبارات التي تصف أهمية التغذية الراجعة باعتبارها واحدة من أهم أدوات ضبط التعلم وتوجيهه. وفي هذا المقال -الذي يأتي ضمن سلسلة مقالاتي التي تشرح نموذج المثلث النابض في تقديم التغذية الراجعة الفعالة الذي يعتبر أحدث نموذج تربوي وتعليمي تناول هذا المفهوم نظريا وتطبيقيا- سأتحدث عن العلاقة بين التغذية الراجعة والتعلم.
العلاقة الطردية
ثمة حقيقة لا تقبل الجدل، ومسلمة من مسلمات الميدان التربوي، وهي أن العلاقة بين مهارات التدريس الفَعَّال لدى المعلم والمستوى التحصيلي للطالب علاقة طردية؛ مما يعني أن إنجاز الطالب في الفصل يرتبط بصورة أفضل بنمو مهارات التدريس الفعال لدى المعلم، مقارنة بانخفاض مستوى تلك المهارات لديه، ولعل الشكل التالي يمكن أن يقرب الصورة لتلك العلاقة:
ولكي نحدد مدى هذه الأفضلية علينا أن نتمعن في بيانات الجدول التالي:
يصف جدول العلاقة بين خبرة المعلم وإنجاز المتعلم النسبة المتوقع الحصول عليها في إنجاز المتعلم عند الحد المتوسط (أي متوسط أدائه 50%) في فصول يقوم بالتدريس فيها معلمون ذوو درجات مختلفة من التنافسية، وبالنسبة لطالب الحد المتوسط (50%) فإنه ليس من المتوقع حصوله على أي نسبة إنجاز في الفصل الذي يدرس فيه معلم يصل مستوى مهاراته وخبرته إلى (50%) تدريسيًا.
وعلى أية حال فإن متعلمًا نسبته (50%) سيكون من المتوقع أن تصل نسبة أدائه وإنجازه (58%) في فصل يدرس فيه معلم يصل مستوى مهاراته وخبرته إلى (70%).
إن الزيادة في تصنيف إنجاز المتعلم يمكن أن تكون أكبر في فصول يقوم بالتدريس فيها معلمون يصل مستوى مهاراتهم وخبراتهم إلى (90%) و(98%)؛ إذ يتوقع أن يصل مستوى إنجاز المتعلمين في هذه الفصول إلى (68%) و (70%) على التوالي.
وبشكل واضح يمكن القول:
كلما زادت مهارات المعلم زادت نسبة الإنجاز لدى المتعلم.
إذا كان الأمر كذلك فإنه من المنطقي الاهتمام بالنمو المهني للمعلمين، ورفع مستوى مهاراتهم التدريسية الفَعَّالة؛ إذ يمكن لهذا النمو أن يحقق نتائج ملموسة في تحسين مخرجات التعلم.
ومن هنا تأتي أهمية مهارة تقديم التغذية الراجعة، باعتبارها من أهم مهارات التدريس الفَعَّال التي يجب تحسين مستوى المعلمين فيها؛ لما تبين أن لها أثر إيجابي في مخرجات التعلم، والذي جعل بعض التربويين يعتبرها المتغير الأقوى المسيطر على أداء المتعلّم؛ مما يجعل فرضية أنه:
قد لا يكون هناك َتحَسُّن بالأداء بدون التغذية الراجعة افتراضًا منطقيًّا
أقوى استراتيجية من أصل (138) ممارسة تعليمية
إليك ما صرح به (John Hattie،2009) بعد أن أكمل دراسته في تفحّص آلاف الدراسات حول التأثيرات المحتملة على التحصيل:
“سرعان ما أصبح واضحًا أن التغذية الراجعة كانت ضمن أهم التأثيرات القوية على التحصيل.”
“معظم البرامج والطرق التي عملت على نحو أفضل كانت معتمدة على تغذية راجعة قوية“.
وذكر (Marzano، 2003: 37) أن:
” أثر التغذية الراجعة الفَعَّالة على تعلم الطلاب يتراوح ما بين (21) درجة مئينية حد أدنى و (41) درجة مئينية حد أقصى، لقد لاحظ بأن “التحصيل الأكاديمي في الصفوف التي تقدَّم فيها التغذية الراجعة الفاعلة للطلاب أعلى بكثير من التحصيل في الصفوف التي لا يتم فيها ذلك“.
و ذكر أندرسون هولست أن:
“التغذية الراجعة هي واحدة من الوظائف المتداخلة التي يحتاجها المعلم، لتسهيل عملية تعلم الطالب“.
ويذهب بلودو (Bilodeau) بعيدًا في حديثه عن الأثر الكبير الذي تحدثه التغذية الراجعة الفعالة حيث يراها:
“المتغير الأقوى المسيطر على أداء المتعلّم، وقد اتضح أنه لن يكون هناك تحسُّن بالأداء دون التغذية الراجعة“.
✨#مدونة_المناهج_السعودية✨
👌لتبقى على تواصل بكل جديد إنضم✅
👇 👇 👇
https://t.me/eduschool40