أطفالنا والانترنت
أطفالنا والانترنت
قد أصبحت شبكة الانترنت تشكّل جزءاً هاماً في حياتنا، وفتحت الكثير من الأبواب على عدة مستويات وبدا العالم يتسع شيئاً فشيئاً أمام أطفالنا الذين أصبحوا يتعاملون مع تقنيات الكمبيوتر وشبكة الانترنت بأكثر سلاسة من الآباء، إذ نجد هذه الشبكة تحف بفرص التعلم والخبرات الثرية التي توسع مداركهم وتعينهم على أداء واجباتهم المدرسية وتمدهم بكثير من المعلومات الثقافية. لكن دعونا نقف وقفة أمام هذه الايجابيات ونتساءل هل على الصعيد الآخر هناك من مخاطر يحملها التصفح عبر صفحات الانترنت لأبنائنا رغم الجوانب الايجابية.. وما هي؟
مخاطر شبكة الانترنت:
هناك الكث��ر من قصص الحياة الواقعية تحدثنا عن مخاطر تعرضوا لها الأبناء عبر الشبكة من أناس باعوا ضمائرهم لشهواتهم ويطلبون من أطفال توطدت الصلة بهم عبر الانترنت ممارسة أعمال منافية للآداب ويصل بهم الأ��ر إلى ملاحقة ��لطفل تليفونيا أو إرسال خطابات وهدايا بريدية والإلحاح إلي حد التهديد لمقابلة الطفل، أو اتصال الطفل بشخص ما وكشفه ببراءة وثقة عن معلومات تعرض أسرته للخطر، بالإضافة إلى تعرض الطفل لمشاهدة صور خليعة تثير الشهوة سواء عن قصد أو عن غير قصد. وكانت الإحصاءات التي أجريت أخيرًا قد فجرت أرقاما مخيفة حول عائد تجارة الإباحية على الإنترنت الذي وصل إلى 10 مليارات دولار، وفي دراسة حديثة للباحث د.أحمد كمال كشف فيها عن أن التقنيات الحديثة كلما تزايدت وتطورت زادت معها تقنيات المواقع الإباحية، التي تمتلك القدرة على تغيير عقول الشباب والمراهقين، واستغلالهم استغلالاً غير مشروع باعتبارهم الفئة الأكثر استخداما للإنترنت، ومن ثم المواقع الإباحية. كما أن الاستخدام المفرط للكمبيوتر قد يؤدي إلي عزل الأطفال الخجولين ويشغلهم تماما عن مجتمعهم وأداء واجباتهم المدرسية، وإن كان هذا لا ينطبق على كل الحالات، فعلى سبيل المثال الطفل الذي ينكب على مطالعة موسوعة ثقافية ينتقل بينها وبين كتب أخرى للتعمق في موضوع معين، فهذا يعد أمر متميز للطفل يستحق التوجيه والتشجيع على الموازنة بين ذلك والأنشطة المختلفة كالنشاط الرياضي والعلاقات الاجتماعية والعائلية وواجباته الدراسية وساعات كافية من النوم.
حماية أطفالنا من مخاطر شبكة الانترنت:
– عندما نلاحظ أن هناك اضطرابا ما ظهر على الطفل عندما نفاجئه وهو يستخدم الانترنت أو يقوم سريعا بإغلاق جهاز الكمبيوتر فهذا يعني أن هناك سلوكا غير آمن يقوم به، عندئذ تناقش معه دون أن تأخذ دور وكيل النيابة معبرا عن مشاعر مخاوفك بصراحة موضحا بشكل قاطع إنها ليست مسألة مراقبة أو عدم ثقة وإنما مسالة لتأمين سلامته وقص له المخاطر التي يمكن أن يصادفها، وما قرأته عن المنحرفين الذين يتجولون عبر المواقع المختلفة ووجهه نحو عدم الإفصاح عن اسمه أو عنوانه أو أرقام تليفونات أو أية معلومات شخصية عن مدرسته ومقرها أو عمل الوالدين .
– شجع طفلك على أن يناقش معك ما إذا كان قد صادف تجربة (سيئة) على الإنترنت وإن يخبرك فورا أن صادفته معلومات تشعره بعدم الارتياح لتتصل فورا بالجهة التي تقدم خدمة الانترنت فمثل هذه الجهات تهتم بحماية الطفل، وعلمه ألا يرد حتى ولو بالسلب على رسالة تثير الاشمئزاز أو تهدد بالخطر عبر البريد الالكتروني أو غرفة البال توك، مع الحرص على عدم وضع وصلة الانترنت في غرفة الأطفال بل في غرفة المعيشة، ومشاركة الطفل بصداقة وحب في اختيار الاسم الذي يدخل به على البريد الالكتروني أو الشات حتى يتجنب الأسماء التي تحمل تلميحات تشجع الآخر على مغازلة مشاعره، مع مراعاة عدم الكشف عن السن أو الجنس وتعرف على اللذين يتبادلون الاتصال مع أبنك في غرف الدردش�� والبريد الالكتروني وساعده على فهم الأخطار وكيفية تجنب عدم الوقوع في أي فخ .
– راعي أن تضع وقتا محددا للوقت الذي يقضيه ابنك على شبكة الانترنت وعدد مرات دخوله مع الحرص على مزاولته لأنشطة أخرى كالألعاب الرياضية، والموسيقى، وقراءة الكتب.
استخدام التكنولوجيا لحماية أطفالنا:
– هناك تقنية جديدة تحت مسمى «الانترنت الآمن» أو “العائلي”، من شأنها حماية الشباب من الدخول في مواقع إباحية، وغيرها من المواقع المشبوهة. ويقول المهندس محمد فخر مدير التوزيع بإحدى الشركات المقدمة لهذه الخدمة:«إن خدمة الإنترنت الآمن تسمح للآباء والأمهات، أو أي من أفراد الأسرة بالاطمئنان على استخدام أبنائهم للإنترنت؛ حيث تتوافر لهؤلاء الأطفال حماية كاملة من أي محتويات خطيرة.
– استخدام فلتر ISPلترشيح المواقع غير المرغوبة فيها وبرامج رصد مواقع الإنترنت وما يفعله طرفا الاتصال وهما يتراسلان في غرف الدردشة، وما يكتبانه على لوحة المفاتيح بعضهما لبعض ويقرآنه عبر شاشة الكمبيوتر.
– استخدام برنامج الجاسوس الذي يساعد على الحماية من مخاطر الإنترنت.
– استخدام أفضل وأحدث برامج مكافحة الفيروسات وبرامج الحماية الشخصية مثل برامج جدران النار(fire wall ) .
– المتابعة مع مهندسي الكمبيوتر لمتابعة كل البرامج الحديثة التي تساعد على رصد المواقع المستخدمة والتحكم فيها.
وختاماً أقوال هناك ما هو أفضل وأروع من أحدث وسائل التكنولوجيا وهي الصداقة مع الطفل .. فاقضي وقتاً معه في البحث على الإنترنت وقده بحب إلى نوع المعلومة المأمونة. فالتفاهم والحنان يقود ابنك إلى كسب ثقتك حتى وإن أخطأ فلا تستخدم العنف معه فالأبناء زرع الآباء، إن أحسنوا زراعته حصدوا ثمارًا صالحة.