مقالات

أساليب التدريس الحديثة في اللغة العربية

أساليب التدريس الحديثة في اللغة العربية

اللغة العربية

اللغة العربية من اللغات السامية القديمة المنتشرة قديمًا في العالم القديم، وتُعدّ اليوم إحدى أكثر اللغات انتشارًا وأهمية، واكتسبت أهميتها البالغة لارتباطها بالدين الإسلاميّ والشعائر الدينية الإسلاميّة، إضافة إلى أن القرآن الكريم نزل بالعربية، أمّا عن سبب التسمية فقد ورد في المصادر أن كلمة العربية مشتقة من الإعراب ومعنى الإعراب الإفصاح، والعربية معروفة منذ القدم بأنها لغة الفصاحة والبيان، حتى قبل نزول القرآن الكريم، وبهذا افتخر العرب، وعدوا فصاحتهم أساس فخرهم. وتم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة بالإضافة إلى خمس لغات أخرى، فبذلك أصبحت من اللغات العالمية الرسمية الست، أمّا بالحديث عن المادة اللغوية فالعربية تزخر بمعجم يضم الكثير من المفردات، فالمادة اللغوية فيها غزيرة، فلسان العرب وهو معجم لابن منظور يحوي على أكثر من ثمانيين ألف مادة، ويُطلق على اللغة العربية العديد من الأوصاف منها، لغة الضاد، ولغة القرآن لأن الله جل جلاله أكرم العرب وأنزل القرآن الكريم بلغتهم فرفع شأنهم وشأن لغتهم العربية.

أساليب التدريس الحديثة في اللغة العربية
أساليب التدريس الحديثة في اللغة العربية

طرق تعليم اللغة العربية

يُوصف التعليم على أنّه خُطة يجريها المعلم مسبقًا في محاولة منه لتحقيق الأهداف المرجوّة من العلميّة التعليميّة، واللغة العربية بوصفها مادة تعليمية لها طرق تعليم محددة، قد لا تنجح مع باقي المواد التعليمية، إذًا فاللغة العربية تحتاج إلى طرائق للتعليم، سواء للناطقين بها أو للناطقين بغيرها، ومن طرائق تعليم اللغة العربية للناطقين بها ما يأتي:

  • طريقة الإلقاء: وتُسمى أيضًا الطريقة الإلقائية، هذه الطريقة من الطرائق القديمة المنتشرة والمستخدمة بكثرة في التعليم، يكون الإلقاء أحادي الجانب من قبل المعلم، وهذه الطريقة تصلح عندما يكون عدد الطلبة كبير، مع جحم المقرر الضخم، وتمتاز أنها توفر الوقت والجهد، غير أنه يُؤخذ على هذه الطريقة أنها ترتكز على المعلم دون الطالب، وهذا بعيد عن الطرق التعليمية الحديثة التي تُنادي بأن يكون الطالب هو محور العملية التعليمية التعلمية.
  • طريقة المناقشة: وتُسمى أيضًا الحوارية، وهذه الطريقة منتشرة منذ القدم، ولها رواج في الوقت الحالي، وهذه الطريقة مثل أي طريقة تحتاج لشروط حتى تُطبيق بشكلها الصحيح، لعل أبرز هذه الشروط أن يقوم المعلم بإبلاغ المتعلمين بمواضيع الدروس حتى يستطيعوا إجراء المناقشة مع المعلم، ولا بدَّ من توفير المناخ المناسب من بيئة تعليمية مادية وتوفير الجو الودي بين المتحاورين، وتتميز هذه الطريقة بأنها تُشرك الطالب في العملية التعليمية، وهذا ما يُنادي به خبراء التعليم الحديث، إلا أن هذه الطريقة يؤخذ عليها أنه ربما يحتدم النقاش بين المتحاورين فيفقد المعلم قدرته في السيطرة على الصف، ما يسبب الفوضى وهدر للوقت، والخروج عن الأهداف المرسومة.

أساليب التدريس الحديثة في اللغة العربية

بات التعليم بالاعتماد على الأساليب الحديثة مطلب لا غنى عنه في هذا العصر، فهذا العصر يشهد تقدمًا وتطورًا في كل الأصعدة، ومنها التقدم في التعليم وأساليبه، فأوجد الباحثون التربويون أساليب حديثة تتلاءم مع طبيعة المادة التعليمية، فكان للغة العربية عدد كبير من الأساليب الحديثة التي تساعد المعلم على تحقيق أهدافه من التعليم، وتُساعد المتعلم على اكتساب أكبر كم من المعلومات، وفيما يلي أهم أساليب التعليم الحديثة:

  • أسلوب التعلم النشط: التعلم النشط يعتمد على استراتيجيات التعلم الحديثة التي تجعل من الطالب محور العملية التعليمية، يراعي المعلم البيئة الصفية وطبيعة الطلاب ونوع المادة التعليمية، ومن ثم يختار المعلم استراتيجية ملائمة لما سبق، والاستراتيجيات تزيد في تعدادها عن المئة، فيكون الطالب في هذا الأسلوب التعليمي معتمد على نفسه في الحصول على المعلومة، فهذا الأسلوب يبتعد عن الأسلوب التقليدي الذي يقوم على التلقين والحفظ، وقد ضمن بعض الباحثين الأساليب الآتية تحت مسمى التعليم النشط، كون كل الأساليب الآتية تعتمد على الطالب في الحصول على المعلومة، فيكون الطالب متلقي إيجابي، والمعلم هو موجه وميسر للعملية التعليمية.
  • أسلوب التعليم التعاوني: يقوم التعليم التعاوني على جعل الطلاب بمجموعات متجانسة، ويتم تكليف الطلاب بمهمة من قبل المعلم، ولإنجاز هذه المهمة لا بدَّ من توحيد الجهود بين أعضاء المجموعة، ويسعى كل طالب إلى المنفعة المتبادلة، فيستفيد كل منهم من جهد الآخر، ويتميز التعليم التعاوني بالتفاعل الإيجابي بين المتعلمين، وهذا الأسلوب من أنجح الأساليب في تدريس اللغة العربية، كون التعليم التعاوني يولد التحفيز والتفاعل الإيجابي عند المتعلمين.
  • أسلوب حل المشكلات: من الأساليب الحديثة التي تصقل شخصية المتعلم وتجعله قادرًا على التعامل مع المجتمع وكل مل يواجهه من مشاكل، وهذا الأسلوب يقوم على خلق مشكلة للمتعلم من قبل المعلم، وعلى المتعلم البحث عن حل لهذه المشكلة من المصادر المتاحة بين يديه من قبل المعلم، مثلًا توزع قصيدة صعبة المعاني والمفردات على الطلاب ويطلب منهم شرحا استنادًا إلى موارد ومصادر محددة من قبل المعلم، فيبحث الطلاب ويصلون للحل بأيديهم، فهذا الأسلوب يُعرّف الطالب على الطريق لفهم كل ما يريد، وكلما أصبحت المرحلة التعليمة أعلى كلما كانت المصادر المتاحة لحل المشكلة أوسع، ولهذا الأسلوب في التعليم أثر كبير عند المتعلم، فالمتعلم عندما يصل للحل بيده، أفضل من أن يقدم له، وهذه الطريقة تصلح لكل المواد التعليمة وليست حكرًا على اللغة العربية.
  • أسلوب التعلم بالاكتشاف: يقوم هذا الأسلوب على اكتشاف المعلومة بشكل ذاتي من قبل الطالب، وينقسم إلى اكتشاف موجه، اكتشاف شبه موجه، اكتشاف حر، ويختار المعلم القسم الملائم للمرحلة العمرية التي يُشرف على تعليمها، والاكتشاف يكون بإحدى الطرق التالية، إما الاستقرائية، أو الاستنباطية، أو الاستدلالية، وكل طريقة لها مميزات تختلف عن الأخرى، وهذا الأسلوب يعتمد بشكل رئيس على طرح الأسئلة الموجهة من قبل المعلم، ويصل الطالب للمعلومة بإحدى الطرق السابقة.

معلمو اللغة العربية وتطوير قدراتهم

على المعلمين عمومًا، ومعلمي اللغة العربي خصوصًا تطوير قدراتهم ومهاراتهم في ظل الثورة المعرفية التي يشهدها العالم اليوم، فالتطور سُنة الكون ومطلب البشرية، ويقع على عاتق معلمي اللغة العربية حمل ثقيل، وهو جعل اللغة العربية مادة تعلمية شيقة في ظل عزوف أبنائها عن تعلمها ولجوئهم إلى لغات أجنبية أخرى، والتطوير يكون من خلال توظيف الوسائل التعليمية المناسبة مع اعتماد الأساليب الحديثة في التعليم، وذلك لكسر النمطية المعهودة عند معلمي اللغة العربية، وجعل مادة اللغة العربية مادة تفاعلية، فلا بدّ إذًا من التجهيز الكافي للمادة التعليمة، وذلك من خلال اتباع دورات التطوير المهني، ولا بدّ أيضًا من نبذ الأساليب القديمة وتوظيف الوسائل الحديثة التي تتماشى مع كفايات اللغة العربية، وعلى المعلمين توظيف التقنيات التعليمية الحديثة لتحويل الدروس النظرية إلى دروس تفاعلية تطبيقية من خلال الأنشطة الهادفة، ومن هنا تمكن أهمية الاستفادة من الخبرات التعليمية السابقة، فالمعلمين المحترفين وحضور الدورات التدريبية والمؤتمرات لهم سيعود على المعلم لاحقًا بالفائدة والنفع؛ لأن المادة التعليمية في كثير من المناهج تكون مملة نمطية، فهذه الخبرات تكون عون للمعلم في تحويل المنهج الممل إلى منهج شيق من خلال حسن توظيف المعدات والبرامج الحاسوبية وإدارة وابتكار الأنشطة، فابتكار الأنشطة الهادفة يحتاج لخبرة، ليكون النشاط هادفًا محققًا للأهداف المرسومة، وتحضير الأنشطة يحتاج لوقت وتجهيز، لذلك لنجاح العملية التعليمية لا بد من التعاون بين أعضاء الكادر التعليمي من مشرفين ومعلمين وإداريين.

أهمية اللغة العربية

اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر عمومًا، إلا أن اللغة العربية خصّها الله -عزّ وجلّ- بصفات لم تُكتب لباقي اللغات، وجعلها لغة التواصل بين الله وعباده من خلال القرآن الكريم، فتفردت اللغة العربية عن سائر اللغات بكونها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وأيقن السلف من العلماء والأئمة أهمية اللغة العربية فانبرت أقلامهم وجهزوا عدتهم وألفوا الكتب ونشروا العلوم العربية باللغة العربية، فكانت هذه اللغة الجليلة لغة الحضارة ولغة العلم في يوم من الأيام، واللغة العربية لا تفقد أهميتها مع مر الزمان فقد حفظها الله بحفظه للقرآن الكريم، ولكن على أبنائها إدراك أهميتها، وأن يسيروا على نهج الأجداد وينشروا اللغة العربية في كل أصقاع العالم بتقدمهم وتمسكهم بلغتهم، وبذلك تعود اللغة العربية إلى عرشها القديم.

إضافة إلى ما سبق فإنَّ اللغة العربية من اللغات العالمية فهي رابع لغة من حيث عدد المستخدمين على الانترنت، ويتحدثها 467 مليون نسمة، فهي أكثر اللغات السامية انتشارًا، وتشكل الرابط الذي يجمع بين أبناءالوطن العربي، فاللغة العربية قيمية عالمية واسعة، وتحلت بخصائص ومميزات كبيرة، ويكفيها شرفًا أنها وحدت الهوية العربية القومية، فكانت لغة الثقافة العربية الإسلامية.

فضلا لا أمرا إدعمنا بمتابعة ✨🤩

👇 👇 👇

https://t.me/eduschool40

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock