أساسيات الكتابة الأكاديمية
1-الكتابة الأكاديمية: مفهومها وخصائصها
مفهوم الكتابة الأكاديمية
تُعرَّف الكتابة الأكاديمية بأنها أسلوب ونسق لغوي، له أدواته وألفاظه وتراكيبه وبناؤه، ودلالاته ومعانيه وصياغته وخصائصه، تكتب به البحوث، والدراسات، والرسائل، والأطروحات، والتقارير، والملخصات العلمية، والمقالات العلمية المقدمة للنشر العلمي، وما في حكمها.
خصائصها الكتابة الأكاديمية:
- الموضوعية: الكتابة الأكاديمية كتابة موضوعية، وليست عاطفية ولا شخصية، لذلك يجب ألا تحتوي إلا على القليل من الأحكام، والآراء، والمعطيات، والتعميمات المدعومة بالبرهان والدليل.
- المسؤولية: الكاتب مسؤول عن النص والبحث الذي يكتبه، سواءً تعامل معه بمسؤولية وعلمية وموضوعية، أو كان دون ذلك.
- الوضوح: الكتابة الأكاديمية صريحة، والأفكار فيها تتسم بالتسلسل، والعلاقات فيها واضحة ومنطقية.
- الدِّقة: اللغة الأكاديمية لغة تستخدم التراث العلمي وأدبيات الموضوع، والحقول المعرفية، والمعرفة المتراكمة، والتواريخ، والأرقام، والحقائق، لذلك يجب أن تكون دقيقة، وصادقة، وكاملة في عرض النظريات، والحقائق، والإحصائيات، والمواقف، والاقتباسات.
- العقلانية: لغة البحث العلمي لغة تقوم على المنطق العقلاني، وإثبات الحجج والبراهين، ولا مجال فيها للمبالغات وأي ضعف منطقي، أو غموض، أو خروج عن سياق البحث ومنهجيته يؤدي إلى الانتقاص من البحث والباحث.
- الرسمية: الكتابة الأكاديمية تتطلب أسلوبًا لغويًا لا يستخدم اللهجات، ولا الكلمات العامية، ولا (الأنا) الصريحة، ولا التعبير الشخصي المباشر من الكاتب.
- القوة: قوة النص الأكاديمي وفصاحته تدل على عمق التفكير، وقوة اللغة، ورجاحة الفكر، والثقافة الواسعة والشاملة، والقوة هنا تعود إلى قوة الصياغة والأدلة.
- السلامة اللغوية: لغة البحث العلمي لغة خالية من الأخطاء اللغوية، يحرص فيها الباحث على الاستخدام الصحيح للقواعد النحوية والإملائية وبناء الفقرات، وصحة الأسلوب.
- الحذَّر: اللغة الأكاديمية لغة حذرة لا تستخدم كلمات ولا عبارات قاطعة، ولا تأكيدية ولا ادعائية، فيما لا يمكن تأكيده أو توثيقه أو القطع فيه.
- عدم الانحياز: الانحياز لأسباب ذاتية أو شخصية أو حضارية بدون أساس عقلاني موضوعي تحليلي مؤسِّس لموقف الكاتب ورأيه، أمرٌ مرفوضٌ في الكتابة الأكاديمية، والانحياز المسموح به هو الانحياز المشفوع بالدليل والبرهان.
البحث العلمي يتنوع ويتشعب ليضم جميع جوانب المعرفة الإنسانية، وهو يختلف في تصنيفاته ومسمياته تبعًا لاعتبارات عديدة، ترجع في مجملها إلى أربعة أمور، هي:
أولًا: بحسب طبيعته:
- البحث التنقيبي: وهو يُعنى بالبحث والتنقيب عن الحقائق وكشفها وبيانها من أجل استخدامها في حل مشكلة ما، أو تحديد فائدة معرفية، ومهمة هذا النوع من البحوث تقتصر على جمع الحقائق.
- البحث التفسيري: وهو الذي يعتمد على التدليل المنطقي، والمناقشة للأفكار المطروحة، والموازنة بينها وبين غيرها.
ثانيًا: بحسب منهجه:
- البحث الوصفي: ومهمته تحديد سمات وخصائص الموضوع أو الظاهرة موضوع الدراسة.
- البحث التجريبي: ومهمته اختبار صحة ما يضعه الباحث من فروض علمية عن طريق التجربة، حتى يصل إلى السبب الأصلي أو مجموعة الأسباب المكونة للظاهرة.
- البحث التاريخي: ويعتني بتوثيق الأخبار والآثار التاريخية في ضوء منهج النقد والتحليل التاريخي.
ثالثا: بحسب أهدافه وغايته:
- البحث العام: ومهمته تقتصر على بيان الموضوع وتوضيح ما فيه من حقائق ومعلومات.
- البحث التطبيقي: وهو يقوم على تطبيق النتائج العلمية التي قدمها البحث الأساسي أو البحث العام، ولا يعد تطبيقيًا إلا بملاحظة الجانب العلمي فيه، فغايته عملية وليست نظرية.
- البحث التطويري: ويهدف إلى تحقيق إنجازات أكثر وأفضل في شتى مجالات العلوم، ويحرص هذا النوع من البحوث على ملاحقة التطور العلمي في شتى المجالات والعمل على تقصي الحقائق العلمية أولًا بأول.
رابعا: بحسب المراحل الدراسية:
- البحث الصَّفي: وهو بحث يطلب من الطالب في سنوات الدراسة الجامعية، ويختار له أستاذ متخصص عنوان البحث، ويرشده إلى المصادر والمراجع التي تساعده على إتمامه، ويكون غالبا في حدود الـ 50 صفحة.
- البحوث المتخصصة، كبحث (الماجستير أو الدكتوراه): وهو إما دراسة مبتكرة في موضوع من الموضوعات أو تحقيق مخطوطة لم يسبق تحقيقها، أو حُققت؛ ولكن لا زال فيها بعض الجوانب التي تحتاج إلى تجليتها والكشف عنها.
ينبغي للباحث أن يتصف بمجموعة من الصفات والقيم الأساسية، ومن أهمها:
1- الأمانة: الباحث العلمي أمين، يلاحظ الظواهر بدقة، ويصفها بدقة، ولا يختار منها ما يوافق غرضًا في نفسه ويهمل منها ما يريد، بل يلاحظ ويقيس، ويعلن نتائجه كما ظهرت، وليس كما يرغب أن تكون.
2- الحيادية: فلا يكون للباحث أيُّ انحياز، لا عند عرضه لبحثه، ولا عند تقييمه لأبحاث الآخرين، والبعد عن التمسك بالآراء الشخصية، أو بتحريف نتائج البحث إذا تعارضت مع مصالح الباحث الذاتية.
3- الحرص: يجب على الباحث أن يكون حريصًا، فبعض الأخطاء تقع، لا عن قصد وإنما لقلة حرص الباحث دون وجود سوء نية في ذلك، ويمكن التغلب على ذلك بمراجعة النتائج والبيانات بحرصٍ شديد، ومراجعةِ نتائج الآخرين المشاركين في نفس البحث.
4- احترام الملكية الفكرية: مما لا يخفى على أحد في مجتمع البحث العلمي وخارجه، أن الباحث يبذل جهدًا كبيرًا في سبيل الوصول إلى نتائج صحيحة وبطرق متقنة؛ ليتمكن من نشرها بعد ذلك. وهذا يتطلب منه وقتًا طويلًا أيضًا؛ وعلى المجتمع أن يُقدِّر الباحث، ويحترم حقه.
5- التجرد والحيطة: يُقصد هنا بالتجرد والحيطة التخلي عن الأحكام المسبقة والمواقف الخاصة والعلاقات الشخصية التي تؤثر بالسلب أو الإيجاب على الرؤية الواقعية للنص.
6- الصبر والتحمل: فالبحث قد يستغرق فترة طويلة من الباحث أو قد يطول عما توقعه في البداية، نظرًا لتدخل بعض المتغيرات العرضية، وبالتالي فإن على الباحث أن يكون صبورًا ولدية القدرة على التحمل.
7- القراءة الواعية: على الباحث أن يقرأ كثيرا؛ وعليه أن يقرأ لا في مجال اهتمامه فحسب، وإنما في المجالات المرتبطة بها، وفي مجال العلوم الأساسية التي تقوم عليها كل مجالات اهتمامه البحثية.
8- الإلمام باللغة: إن اللغة هي الأداة التي يتم عن طريقها توصيل المعلومات والأفكار من ذهن إلى آخر، ولا يتحقق ذلك (التوصيل) بطريقة علمية سليمة إلا عند الإلمام التام بقواعد اللغة المستخدمة.
اختيار الموضوع هو الخطوة الأولى في الطريق الطويل لإعداد البحث وإخراجه، والأفضل في اختيار موضوع البحث أن يكون نابعًا من الباحث نفسه ورغبته فيه، لأن اعتماد طالب الدراسات العليا على اختيار غيره له، أو طلب الاقتراح عليه في دراسة موضوع من الموضوعات؛ يضعف علاقة الباحث ببحثه، والعلاقة بين الباحث والموضوع الذي اختير له حينئذ تكون علاقة أجنبيّ بآخر يجهل حقيقته وأبعاده، ويحتاج إلى زمن حتى يتعرف عليه، ويكتشف أبعاده.
ويستحسن عند اختيار موضوع البحث تفادي الموضوعات التالية:
- الموضوعات التي يشتدُّ حولها الخلاف؛ إذ إنها بحاجة إلى فحص وتمحيص.
- الموضوعات العلمية المعقدَّة، التي تحتاج إلى تقنية عالية.
- الموضوعات الخاملة التي لا تبدو ممتعة.
- الموضوعات التي يصعب العثور على مادتها العلمية في مراكز المعلومات المحلية بصورة كافية.
- الموضوعات الواسعة، فإن الباحث سيعاني كثيرًا من المتاعب.
- الموضوعات الضيقة: بعض الموضوعات قصيرة، ولا تتحمل لضيقها تأليف رسالة علميه في حدودها.
- الموضوعات الغامضة: فلا يعرف الباحث ما الذي يمكن تصنيفه من المعلومات مما يدخل تحتها.
- الموضوعات التي لا تفيد المجتمع أو التخصص.
مصادر اختيار الموضوع:
- دراسته للمقررات الدراسية في القسم وخاصة الأوراق العلمية التي يعدها لتلك المقررات.
- الدراسات السابقة التي قد يستلهم منه الطالب موضوعا لبحثه.
- خبرة الطالب الذاتية والمهنية وما يعتري مجال عمله من مشكلات وتحديات.
- القراءات الناقدة والمكثفة في مواضيع معينة.
- مشاورة أهل التخصص.
أخطاء شائعة في اختيار موضوع الدراسة:
- اختيار موضوع قديم أشبع بحثًا.
- اختيار موضوع غامض، أو يكثر الجدل فيه، أو مازال في طور التحديث والتغيير.
- أن يكون الموضوع في غير مجال التخصص العلمي للطالب.
- ألا يكون مقبولًا ثقافيًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا.
- أن يكون مجاله واسعًا جدًا ومتشعب أو ضيقًا جدًا؛ لأن هذا مما يصعب دراسته.
- أن تكون نتائجه غير قابلة للتعميم.
عنوان البحث هو أول ما يتبين منه محتوى البحث، والسِّمة التي تدل على محتوى الكتاب، ويُقرِّب بعضهم فهمه بأنه ما يشمل من المعلومات ما يدفع باحثًا آخر أن يبحث عن هذه المعلومات تحت هذا العنوان، ويشبهه بعضهم بـاللافتة ذات السهم، الموضوعة في أول الطريق، لترشد السائرين حتى لا يضلوا طريقهم، وبعضهم يشبهه بالمرآة التي يُرى من خلالها ما يتضمنه البحث.
ولابد في العنوان من جودة وابتكار، وقد قالوا قديمًا: الكاتب من أجاد المطلع والمقطع، وعنوان البحث مطلعه، بحيث يكون جديدًا مبتكرًا، حاملًا الطابع العلمي الهادئ الرصين، مطابقًا للأفكار الواردة.
أسس العنوان الجيِّد:
- أن يكون جامعًا لما يحتويه البحث، مانعًا من دخول غيره فيه.
- أن يكون واضحًا تمام الوضوح في دلالته على محتوى البحث.
- أن يكون قصيرًا بقدر الإمكان مع مراعاة وضوحه فيما يدل عليه.
- أن يكون ممتعًا وجذابًا بأن تتخير له الألفاظ المعبرة الشفافة التي تشعر بمعناه ومدلولاته من أول نظرة.
- أن يكون موضوعيًا يتحرى الحقيقة والصدق، فلا يكون دعائيًا ولا كاذبًا.
- ألا يكون متكلفًا في عباراته من حيث اللفظ أو الصنعة الكلامية.
- أن يكون مرنًا، بحيث لو احتاج إلى إجراء تعديل فيه كان ذلك ممكنا.
أخطاء شائعة في صياغة عنوان الدراسة:
- اختلاف العنوان عن المضمون بحيث لا يعبر بوضوح عن مشكلة الدراسة.
- أن يحتوي كلمات غامضة تحتمل أكثر من معنى.
- أن يكون طويلا جدًا ومركبًا يحتوي العديد من المتغيرات.
- أن يكون عامًا أشبه بعنوان كتاب وليس دراسة.
- أن يكون تقليديًا غير جذاب.
- أن يتضمن أخطاء لغوية أو أسلوبية.
خطة البحث: هي الهيكل التنظيمي للبحث، والمشروع الهندسي الذي يقام عليه علاج المشكلة التي قصد بها البحث، ولا يمكن تصوُّر الموضوع تصوُّرًا كاملًا إلا إذا أُعدَّ له ما يلزم لتصوره.
أهمية الخطة للباحث:
- توضح للباحث والقارئ حدود البحث وآلياته.
- تعين الباحث على تحديد الهدف من دراسته بالدقة المطلوبة.
- تعين الباحث على تحديد الطريق الميسر، الذي يؤدي لتحقيق الهدف المحدد بسهولة.
- تساعد الباحث في تصور العقبات التي قد تعترضه عند تنفيد الخطة.
- تضمن للباحث توفير الوقت والجهد والمال.
- تساعد الباحث واللجنة المجيزة للخطة على تقويم البحث حتى قبل تنفيذه.
مكونات الخطة:
أولًا: العنوان.
- : الدوافع والأسباب الداعية لبحث الموضوع.
- : الأهداف، ويشترط في الأهداف أن محددة وواضحة، وقابلة للقياس في ضوء الوقت والجهد المتاح للطالب، وألا تكون مركبة، وأن يلتزم الطالب بتحقيقها جميعًا.
رابعًا: فرضيات البحث.
خامسًا: تحديد المشكلة.
سادسًا: استعراض الدراسات السابقة.
سابعًا: حدود الدراسة، وتشمل: الحدود الموضوعية، والمكانية، والزمانية، والبشرية.
- : مصطلحات الدراسة: يقصد بمصطلحات الدراسة التعريف الذي اتفق عليه المختصون في مجال معين، فعلى الطالب تعريف أهم المصطلحات الرئيسة في الدراسة، أو تلك التي وردت في العنوان والمشكلة.
تاسعًا: منهجية الدراسة وإجراءاتها: يتضمن هذا الجزء منهج الدراسة، ومجتمعها، وعينتها، وأدواتها، وكل جزء فيها يجب أن يوضح بشكل وافٍ ودقيق.
عاشرًا: التصور المبدئي المقترح لفصول الرسالة.
الحادي عشر: المراجع؛ يجب أن توثق جميع المراجع المستخدمة في كتابة الخطة بطريقة علمية منهجية.
مقدمة البحث هي مطلع الرسالة وواجهتها الأولى، وهي عبارة عن رسم للمعالم الرئيسية للبحث في صورته النهائية، فلا بد أن تبدأ قوية متسلسلة الأفكار، واضحة الأسلوب، متماسكة المعاني، وأن تكون ذات صلة وثيقة بموضوع الرسالة، لأنها تعد البداية الحقيقة للبحث.
أهمية المقدمة:
المقدمة مطلع البحث، وأول ما يواجه القارئ، وبها يبدأ قراءة البحث، ومن خلالها يتكون لديه الحكم المبدئي على مستوى الباحث العلمي، ولهذا ينبغي العناية التامة بالمقدمة؛ حتى تعطي صورة صادقة للبحث، وتجذب القارئ وتشوقه لمتابعة قراءة البحث.
ما ينبغي أن يوضع في المقدمة:
- البدء بالبسملة ثم حمد الله والثناء عليه والاستعانة به، والصلاة والسلام على نبيه.
- الاستفتاح المناسب للموضوع.
- الإعلان عن الموضوع والتعريف به في ضوء المشكلات التي ستثار فيه.
- دوافع البحث في الموضوع، وأهميته، وأهدافه.
- الدراسات السابقة للموضوع.
- أهم المصادر المعتمد عليها في بحث الموضوع، وبيان أوجه الاعتماد.
- الخطة أو التقسيمات التي سيقام عليها بحث الموضوع.
- بيان منهج الباحث في بحث الموضوع.
- بيان المراد بالمصطلحات التي جرى استعمالها في البحث.
- الصعوبات التي واجهت الباحث في بحث الموضوع
- الشكر والتقدير لمن ساعد في إعداد البحث وإخراجه.
أسس المقدمة الجيدة:
- توضيح مجال الدراسة.
- الانتقال من العام إلى الخاص بشكل تدريجي.
- أن تحرَّر في أسلوب علمي متين.
- توضيح مدى النقص الناتج عن عدم القيام بهذا البحث.
- الفجوة التي ستعالجها الدراسة.
- استعراض جهود العلماء السابقين حول موضوع البحث.
- تمهد لمشكلة الدراسة.
- الابتعاد عن الإسهاب والتركيز على القضايا ذات العلاقة المباشرة بموضوع الدراسة.
مفهوم المشكلة في البحث العلمي:
يقصد بالمشكلة في البحث العلمي: الافتقار إلى المعرفة العلمية الكافية فيما يتعلق بظاهرة أو موقف غامض يثير اهتمام أو قلق الباحث لا يجد له تفسيرًا محددًا، فيتطلب ذلك البحث والتقصي بغية الوصول إلى المعرفة المطلوبة.
مصادر الحصول على مشكلة البحث:
1- الاستعداد الشخصي: ويتأتى ذلك بالبصيرة الواعية والعقلية الناقدة.
2- مجال التخصص والعمل: ويتأتى ذلك من خلال الاطلاع الدائم على أحدث الدراسات.
3- الخبرة الميدانية: خبرة الباحث الطويلة في الميدان تسمح له بأن يحدد ويرى المشكلات بوضوح.
4- القراءة الناقدة.
5- البحوث والدراسات السابقة: ويتأتى ذلك بالرجوع إلى نتائج وتوصيات الدراسات العلمية السابقة.
معايير اختيار المشكلة في البحث العلمي:
1 – الحداثة والأصالة، أي تتصف بالجدة والابتكار، ولم يسبق إلى دارستها باحثون آخرون.
2 – أن تكون ذات قيمة علمية، بمعنى أن تمثل دراستها إضافة علمية في مجال تخصص الباحث.
3 – أن يكون لها فائدة عملية، بمعنى أن يتم تطبيق النتائج التي يتم التوصل إليها في الواقع العملي.
4 – أن تكون واقعية بمعنى أنها ليست افتراضية، أو من نسج الخيال.
5 – أن تمثل موضوعًا محددًا تسهل دراسته، لا موضوعًا عامًا ومتشعبًا يصعب الإلمام به
6 – أن تكون المشكلة قابلة للبحث، بمعنى أن تتوافر فيها المعلومات والمصادر التي يحتاجها الباحث.
7 – أن تكون الصياغة واضحة ودقيقة، وبعيدة عن الغموض والتعقيد، ولا تحتمل أكثر من معنى.
صياغة المشكلة:
أشهر طرق صياغة المشكلة هي:
1- صياغة لفظية تقريرية (صيغة الجمل الخبرية). مثل: الممارسات الإشرافية لمشرفي الصفوف الأولية من المرحلة الأساسية ودورها في تحسين العملية التعليمية.
2- صياغة إنشائية، مثل: صياغة على هيئة سؤال (صيغة التساؤلات). مثل: ما الممارسات الإشرافية التي يتبعها مشرفو الصفوف الأولية من المرحلة الأساسية، وما علاقتها بتحسين العملية التعليمية؟
3- صياغة على هيئة فرض (صيغة الفرضيات). مثل: هناك علاقة بين الممارسات الإشرافية التي يتبعها مشرفو الصفوف وجودة العملية التعلمية.
9-فروض البحث العلمي([9])
الفروض هي حلول مؤقتة أو تفسيرات مؤقتة يضعها الباحث لحل مشكلة البحث, فهي إجابة محتملة لأسئلة البحث، وتصاغ الفروض بطريقتين: توضح الطريقة الأولى وجود علاقة بين المتغيرين، وتسمى فروضًا مباشرة، أو تصاغ بشكل ينفي وجود العلاقة وتسمى فروضًا صفرية.
مصادر الفروض:
مصادر الفروض متعددة, يمكن أن نذكر منها ما يلي:
- المعرفة العلمية الواسعة للباحث ومدى قدرته على التخيل ربط الأفكار في أنماط تفسيرية معقولة.
- الملاحظة والتجربة والخبرة العملية خصوصًا فيما يتعلق بالمشكلة أو الظاهرة المدروسة.
- الدراسات السابقة حول المشكلة أو الظاهرة قيد الدراسة.
- النظريات المعروفة في مجال علمي معين.
خصائص صياغة الفرضيات:
هناك عدد من السمات أو الخصائص التي يجب أن تتصف بها الفرضيات, وأن ينتبه إليها الباحث وأهمها:
- أنها مؤقتة تقبل التعديل والتغيير.
- معقولة الفرضيات (منسجمة مع الحقائق العلمية وليست خيالية).
- إمكانية التحقق منها (قابلة للقياس والاختبار التجريبي).
- قدرتها على تقديم تفسيرات شاملة للظاهرة أو للمشكلة.
- لها علاقة بالحقائق والنتائج السابقة للبحوث.
- بساطة الفروض (واضحة وبعيدة عن التعقيد والغموض).
- تحدد وبشكل واضح العلاقة بين المتغيرات (المستقلة والتابعة).
اختبار الفرضيات:
تبقى الفرضية مجرد تخمين وتكهن، إلى أن يتوصل الباحث إلى أدلة حية تؤيد صحة الفرضية أو عدمها، ولكي يتم التأكد من صحة أو عدم صحة الفرضيات في أي دراسة فإنه يمكن اتباع طرائق عديدة أهمها:
- طريقة الحذف.
- طريقة التجربة الحاسمة.
- استنباط المترتبات.
- طريقة التلازم النسبي.
يقصد باستعراض الدراسات السابقة: عرض البحوث والدراسات والجهود العلمية الموثّقة التي أجريت في مجال الدراسة الحالية، والهدف منها التأكد من اطلاع الطالب على مساحة علمية واسعة عن مشكلة دراسته وأبعادها، وفهمها الفهم الصحيح..
أسس استعراض الدراسات السابقة:
1 – الدقة في عرض الدراسات مع عدم التحريف أو التحيز في عرض المعلومات.
2 – العرض بحسب التسلسل التاريخي إما من الأقدم للأحدث أومن الأحدث للأقدم.
3 – التعقيب على الدراسات السابقة موضحًا أوجه الشبه والاختلاف بينها وبين دراسته، ودرجة الاستفادة، وتمييز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة، وأن يكون هذا التعقيب برؤية الناقد المتفحص.
4 – التأكد من عدم تطرق الدراسات السابقة للمشكلة من الزاوية نفسها، وبالمنهج نفسه.
5 – بيان موقع البحث المقترح من الجهود السابقة في مجال البحث، وإيضاح نوع المساهمة التي تقدمها الدراسة المقترحة في هذا المجال.
طريقة استعراض الدراسات السابقة:
- حصر جميع الدراسات السابقة، وتقسيمها على نوعين: دراسات مباشرة، ودراسات غير مباشرة.
- وضع تصور للتقسيمات الرئيسة لفقرات عنصر الدراسات السابقة ومضموناتها كلها.
- قراءة الدراسات السابقة المختارة بدقة تمكن الباحث من استيعاب منهجها ونتائجها.
- مناقشة ما يتصل بكل موضوع بشكل مستقل.
- تجنب إصدار أحكام بالنقص أو القصور بلا الدليل.
وتكمن أهمية تحديد الدراسات السابقة ومراجعتها في مجموعة من الفوائد أهمها:
- توفير الخلفية العلمية والمناخ المناسب والمصادر اللازمة لإجراء البحث الجديد.
- تكشف عن جذور المشكلة وتؤدي إلى فهم ما تم بخصوصها في الفترات السابقة.
- تُبرز الجوانب التي لم يتم دراستها من قبل وهذا يؤدي إلى بحوث جديدة.
- توضح مناهج الباحثين السابقين في مجال البحث والدراسة.
- تكشف عن أي تداخلات بين البحوث وتوارد أفكار الباحثين.
- تساعد الباحث على إجراء مقارنات بين نتائجه ونتائج الدراسات السابقة.
يُعرَّف المنهج العلمي بأنه الوسيلة التي يمكن للباحث عن طريقها الوصول إلى الحقيقة، أو هو الطريقة الفكرية المتميزة القائمة على أساس علمي وتنظمي سليم يستند على الملاحظة ويتضمن مجموعة من المراحل المتسلسلة والمترابطة.
خصائص المنهج العلمي:
- الموضوعية والبعد عن التحيز الشخصي.
- التعميم ويقصد به تعميم نتائج العينة موضوع البحث على الجمهور الذي أخذت منه، والخروج بقواعد عامة يستفاد منها في تفسير ظواهر أخرى مشابهة.
- التنبؤ، وتمتاز التنبؤات في العلوم الطبيعية بدقتها المتناهية.
- يجمع بين الاستنباط والاستقراء أي بين الفكر والملاحظة.
- المرونة بمعنى أنه غير جامد وقابل للتكيف ومسايرة التغيير.
مناهج البحث:م
أولًا: المنهج التاريخي: وهو المنهج الذي يعتمد على مراجعة الماضي من خلال آثاره المختلفة,
ثانيًا: منهج الاستدلال أو الاستنباط: ويعتمد هذا المنهج على التأمل والاستدلال والقياس في الوصول للنتائج، حيث يبدأ الباحث من قضايا مسلمة ليصل منها إلى قضايا ونتائج جديدة مرتبطة بها.
ثالثًا: المنهج الوصفي: ويسمى البحث الإحصائي، ويعتمد هذا المنهج على تحديد أبعاد المشكلة موضوع البحث من خلال جمع البيانات المختلفة عن الموضوع.
رابعًا: المنهج التجريبي: أهم ما يميز هذا المنهج هو اعتماده على الملاحظة والتجربة، حيث يبدأ الباحث فيه من فروض يخضعها للتجربة العلمية، وتكون على جزئيات يصل منها إلى تعميمات كلية.
أهمية مناهج البحث العلمي ووضوح المنهج في البحث:
- المنهج كشف لثمرة جهود العلماء والأدباء السابقين؛ لأخذ نتائجها وإضافة الجديد عليها.
- المنهج طريق لتحقيق المنجزات في ميدان العلوم التطبيقية.
- الالتزام بالمنهج في بحث معين مما يزيد البحث احترامًا لدى المتخصصين، ويزيده قوة في ذاته.
- إن جودة البحث أصبحت تقاس بمدى التزام الباحث بالمنهج الذي رسمه لبحثه.
12- المتطلبات اللغوية للكتابة الأكاديمية
ينبغي للباحث الأكاديمي الإلمام بالمهارات اللغوية الأربعة، وهذه المهارات الأربع مرتبة حسب الترتيب المنطقي لها، وهي على النحو التالي:
- مهارة التحدث، وهي المهارة التي تعتمد بالدرجة الأولى على استخدام اللسان والحلق والأوتار ومخارج الحروف وسلامة النطق وغيرها مما له علاقة بالصوت والحديث والكلام.
- مهارة الاستماع، وهي المهارة التي تعتمد على حاسة السمع، وهي مهارة إدراك وتلقي.
- مهارة الكتابة، وهي مهارات استخدام الحروف والكلمات والجمل والرموز والأرقام المنطوقة، تكوين الأساليب الفصيحة.
- مهارة القراءة، وهي مهارة النظر (أو اللمس للكفيف) إلى ما هو مكتوب أو مدون بحرف أو رموز أو إشارات أو كلمات أو جمل أو تعابير ونصوص.
كما ينبغي الحرص على التقنيات اللغوية التالية:
- الاستخدام الصحيح للألفاظ والمفردات.
- التأكد من سلامة المعاني والدلالات.
- التركيب الصحيح للجمل.
- البناء الصحيح للفقرات.
- الاستخدام الأمثل لأدوات الربط.
- الصياغة القوية للعناوين.
- الصياغة الصحيحة للتساؤلات والفرضيات.
- الصياغة الصحيحة والاستخدام الصحيحة للمفاهيم والمصطلحات.
- الاستخدام الصحيح للغة الأرقام والرموز والإيضاحات
- سلامة التشكيل والتنقيط والهمزة.
- استخدام علامات الترقيم على نحو صحيح.
الفقرة مجموعة من الجمل بينها اتصال وثيق لإبراز معنى واحد أو لشرح حقيقة واحدة، وهي وِحْدة قائمة بذاتها لا تحتاج إلى عنوان، والفقرة تتكون عادة من جملة رئيسة تؤازرها عدة جمل يطلق عليها الجمل الداعمة، وتتفاوت الفقرات في الطول وفقًا للفكرة المطروحة، وترتيب الفقرة ينبغي أن يكون متسلسلًا ومنطقيًا، وينبغي كذلك ملاحظة الصلة بين كل فقرة وأخرى بأن تحوي كل فقرة نوعًا من الارتباط بالفقرة السابقة.
الشروط التي ينبغي أن تتوفر في الفقرة الجيدة:
أولًا: تناسق الفقرة وانسجامها مع الفكرة التي تعالجها.
ثانيًا: أن يكون الهدف من توالي الجمل داخل الفقرة تطوير الفكرة وتنميتها.
ثالثًا: الترابط العضوي داخل الفقرة على مستوى الصياغة اللغوية كمقابل للترابط المعنوي.
رابعًا: الانتظام الحركي داخل الفقرة بشكل منطقي وطبيعي، مما يوفر نوعًا من السلامة والانسيابية داخل الفقرة .
خامسًا: خلو الفقرة من التكرار اللفظي والمعنوي.
الروابط ين الفقرات:
1- عبارات التعداد، نحو: أولًا، ثانيًا، في المقام الأول، أخيرًا، السبب الأول، العامل الأول.
2- عبارات الاستنتاج، نحو: ولهذا، ولذلك، ونتيجة لذلك، وهكذا نستنتج مما سبق، والاستنتاج الحاصل هو، والنتيجة هي، ويجب عدم المغالاة في استخدام هذه العبارات، وتكرارها بكثرة.
3- عبارات التلخيص، نحو: وخلاصة القول، ومحصلة الكلام، وباختصار والخلاصة ونوجز القول، وللاختصار نذكر…الخ، وغالبًا ما تستخدم في العبارات في نهاية المقال أو البحث.
4- عبارات الاستطراد، نحو: فضلًا عما سبق، بالإضافة إلى هذا، يضاف إلى ذلك كما أن…الخ، وغالبًا ما تأتي هذه العبارات لإضافة معنى جديد.
5- عبارات الاستدراك: قد تقتصر على حرف واحد يحمل معنى الاستدراك، مثل: (لكن)، أو على تعبير مركب مثل: وبالرغم من ذلك، وعلى أي حال، ومهما يكن من أمر.
6- السببية: نحو: وسبب هذا، ويعود السبب إلى، ويعزى الأمر إلى والسبب هو.
7- العبارات الجوابية: حيث يطرح الكاتب سؤالًا لتوضيح قضية ما، فيكون الربط بين هذا السؤال والجملة التي تليه بعبارة تشير إلى الجواب، كقولنا: والجواب على ذلك… من هنا تسمى هذه الرابطة بالرابطة الجوابية.
8- عبارات التمثيل: وهي العبارات التي يقصد بها الاستدلال على صحة مسألة من المسائل أو توضيحها، فتكون الجملة مثالًا لما ورد في جملة سابقة على نحو قولنا: ومثال ذلك، وعلى سبيل المثال… الخ.
تاسعًا: عبارات الاستفهام: حيث تبدو العلاقة هنا عكس العلاقة الجوابية، فالجملة موضوع الربط تكون سؤلًا عن الجمل السابقة، فتكون عبارة الربط النحو التالي: والسؤل هو، ولكنا نسأل فنقول…. الخ.
تعد مرحلة الكتابة من أهم مراحل البحث إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وذلك لأنها تعكس شخصية الباحث، وتظهر للقارئ مقدار الجهد الذي بذله في جمع المادة العلمية، وهي- باختصار- الوعاء الذي يقدم فيه موضوعه للآخرين.
العناصر الأساسية لصياغة البحث:
أولًا: القواعد المتعلقة بالجوانب اللفظية.
- كتابة البحث باللغة العربية الفصحى، مع تجنب استعمال الكلمات أو العبارات الأجنبية إلا إذا كانت طبيعة البحث تقتضي ذلك.
- مراعاة قواعد النحو، والإملاء، فإن الخطأ فيها قد يؤدي إلى تغيُّر المعنى المراد.
- العناية بعلامات الترقيم.
- ضبط الكلمات بالشكل عند الحاجة.
- الاهتمام بالعناوين الرئيسية، والفرعية، والجانبية، فإنها تزيد البحث وضوحًا وجمالًا.
ثانيًا: القواعد المتعلقة بالمعنى.
- استخدام الأسلوب العلمي المباشر الذي يجمع بين أداء المعنى، والجمال، والوضوح، والدقة والموضوعية.
- العناية بصياغة الجملة، بحيث تظهر بأبلغ صورة، وفق القواعد المقررة في علم البلاغة.
- العناية بصياغة فقرات البحث.
- التركيز على الفكرة الأساسية، وإبرازها للقارئ بشكل ظاهر، مع البعد عن الحشو والاستطراد، والتكرار، والاستغناء بالسابق عن اللاحق من خلال الإحالة إليه.
- احترام عقل القارئ من خلال اتباع الأسلوب العلمي في عرض المسائل، والقضايا، وصياغة الأدلة والبراهين، والبعد عن الأساليب الجدلية العقيمة.
- التقليل من الاقتباس عن الآخرين قدر الإمكان، والاكتفاء بالقدر الذي تدعو الحاجة إليه.
- الحرص على الربط بين أجزاء البحث وتقسيماته، بحيث يصدَّر كلّ مطلب، ومبحث، وفصل، وباب بتمهيد يبين فيه علاقة هذا الجزء بما قبله، حتى يبدو الموضوع للقارئ وحدة متصلة ومترابطة.
- البعد عن التكرار المخل الذي لا حاجة إليه.
15-الاقتباس في البحث العلمي([15])
يقصد بالاقتباس الاستعانة بالنصوص من المصادر التي يستفيد منها الباحث لتحقيق أغراض بحثه، كما أنه بمثابة استشهاد بأفكار الأخرين وآرائهم، المتعلقة بموضوع البحث.
وظائف الاقتباس:
- التأصيل العلمي والموضوعي للأفكار والآراء.
- التفاعل بين الباحثين وتوليد أفكار جديدة من خلال النقاش والتحليل وتبادل الآراء.
- تجميع مختلف الآراء حول موضوع الدراسة بقصد التمحيص والتعرف على الجوانب المختلفة، ونقاط القوة والضعف، وبالتالي الوصول إلى معرفة أفضل حول الموضوع.
- الاستدلال على ما يذهب إليه الباحث من أحكام وآراء.
- الوفاء بمتطلبات وقواعد البحث العلمي.
الشروط الأساسية للاقتباس:
- مراعاة الدقة في الاقتباس، بحيث يتم نقل الأفكار دون تحريف بالنقص أو الزيادة وإن فعل ذلك فينبغي أن يشير في الحاشية إلى أن النقل بتصرف.
- الأمانة العلمية، أي توخي الباحث للصدق والموضوعية والوضوح وتمييز الأفكار عن بعضها.
- المشروعية في الاقتباس، أي أن يكون ضمن الحدود القانونية المسموح بها.
- عدم الإفراط في كمية ونوعية الاقتباس.
- مراعاة القواعد الشكلية في الاقتباس والتوثيق.
- أن تكون الأفكار المقتبسة ذات صلة بالبحث، وتجنب الحشو الزائد.
- تجنب الاقتباس من المصادر غير الموثَّقة علميًا أو التعامل مع المصادر بثقة دون التأكد من صحتها.
- نسبة النص المقتبس إلى صاحبه.
أنواع الاقتباس:
الاقتباس من المصادر أنواع، هي:
النوع الأول: النقل الحرفي لنص من مصدر من المصادر دون تغيير في ألفاظ النص.
النوع الثاني: التلخيص، وذلك بنقل المعنى العام لموضوع أو نص أو فكرة لأحد العلماء، وصياغته من جانب الباحث بعبارة وأسلوب أخصر من عبارة المصدر وأسلوبه.
النوع الثالث: الشرح والتحليل، وذلك بنقل المعنى العام لموضوع أو فكرة لأحد العلماء، وصياغته من جانب الباحث بعبارة وأسلوب أوسع تفصيلًا، وأكثر توضيحًا، وأعمق تحليلًا.
النوع الرابع: الجمع بين التخليص أو الشرح والتحليل وبين الاقتباس الحرفي.
أهداف كتابة الحواشي:
- إعطاء القارئ توثيقًا للحقائق والمعلومات الواردة في الصفحة التي تظهر فيها.
- تعدُّ وسيلة لتأكيد عمل الباحث والدلالة على أصالة البحث وجودته.
- إثبات حقوق المؤلفين والباحثين الآخرين.
- تعدُّ بمثابة مؤشر يوجه القارئ إلى الدراسات السابقة التي تناولت نفس الموضوع أو الفكرة.
الأشياء التي تذكر في الحاشية:
- المصدر الذي استقى منه الباحث مادته.
- الإيضاحات لما في صلب البحث: وتتنوع هذه الإيضاحات.
- إحالة القارئ إلى مكان آخر من البحث وردت به الفكرة بتوضيح أكثر أو تفصيل أوسع.
- توثيق الآيات والأشعار والأحاديث وتخريجها.
- ترجمة العلماء المعمورين.
معلومات المرجع.
للباحثين مناهج مختلفة، وأشهر هذه المناهج ما يأتي:
- ذكر المعلومات المتعلقة بالمرجع أول مرة يذكر فيها، ثم ذكر المعلومات بشكل كامل في قائمة المراجع.
- الاقتصار على ذكر المعلومات المتعلقة بالمرجع في قائمة المراجع فقط.
- ذكر اسم المؤلف ثم ذكر اسم المرجع، بالإضافة إلى أحد المنهجين المذكورين أعلاه.
طرق الإشارة إلى المصادر في الحواشي:
هناك ثلاث طرق رئيسية مستخدمة في البحوث والدراسات العلمية، وهي على النحو التالي:
- الترقيم المتسلسل لكل المصادر في جميع صفحات البحث وتجميعها في نهاية البحث.
- الترقيم المتسلسل لكل صفحة مع ذكر المصادر في أسفل الصفحة نفسها.
- طريقة جمعية علم النفس الأمريكية، وفيها يتم وضع اسم عائلة المؤلف والسنة التي صدر فيها الكتاب والصفحة التي أُخذ منها النص في نهاية كل اقتباس هكذا (الجابري، 1995، ص90).
ترتيب المراجع في الحاشية.
إذا تعددت المراجع المذكورة في الحاشية الواحدة، فإنه يجب على الباحث أن يرتبها ترتيبًا منطقيًا، وذلك باعتماد منهج من مناهج الترتيب المعمول بها عند الباحثين، ومنها:
- ترتيب المراجع حسب أصالة الفكرة، فيقدم المرجع الذي أشار إلى الفكرة بشكل صريح وواضح.
- ترتيب المراجع حسب تاريخ وفاة المؤلف، فيقدم المرجع الذي توفي مؤلفه قبلًا.
- ترتيب المراجع حسب تاريخ نشأة المذهب، فيقدم المرجع الذي ينتسب إلى المذهب المتقدم نشأة.
- ترتيب المراجع حسب التخصص، فيقدم المرجع المتعلق بتخصص الفكرة.
أولًا: مراحل جمع المادة العلمية:
المرحلة الأولى: القراءة الأولية حول الموضوع وتتبع مظانه المختلفة.
المرحلة الثانية: القراءة الفاحصة والمحددة.
المرحلة الثالثة: تصنيف لمادة العلمية وترتيبها.
المرحلة الرابعة: مراجعة المادة العلمية المدونة، واستكمال جوانب النقص.
المرحلة الخامسة: ترتيب المادة العلمية بصورة منهجية تعين على حسن الانتفاع بها.
المرحلة السادسة: الاختيار من المادة العلمية المدونة.
ثانيًا: طرق جمع المادة العملية:
1- بطاقات البحث أو (الجذاذات)، وهي عبارة عن قصاصات من الورق المقوى، متساوية الحجم، مخصصة لهذا الغرض، ويوجد منها أحجام صغيرة يمكن استخدامها للفهرسة، ونحوها من الأمور الفنية.
2- الملف الورقي، أو “الدوسيه”، والمراد به: غلاف من الكرتون المقوى أو البلاستيك معد لحفظ الأوراق، له كعب يتفاوت بتفاوت حجمه، وبهذا الكعب حلقتان يمكن فتحهما وإقفالهما لوضع الأوراق المخرمة، أو إخراجها.
3- الجمع الإلكتروني: وهي وسيلة بدأت تنتشر مع انتشار الحاسب الآلي، والتوسع في استخدامه، والاعتماد عليه، وهذه الطريقة تتطلب إنشاء ملف إلكتروني خاص يجمع فيه الباحث كل ما يظفر به من المعلومات المتعلقة بالمادة العلمية لموضوعه.
ثالثًا: طرق نقل المادة العملية من المصادر
- نقل النص كاملًا.
- إعادة الصياغة: ومن باب اعتماد المؤلف على أسلوبه في صياغة البحث عليه أن يصوغ العبارات التي استفادها من المراجع بأسلوبه، وخاصة إذا لم تكن الصياغة الأصلية موفية للمعنى أو يعتريها نقص.
- التلخيص والاختصار: فقد ترد الفكرة في المرجع مفصلة بإطناب فيقوم الباحث بصياغتها بعبارات موجزة تؤدي الغرض وتحقق المعنى.
- الشرح والتحليل والتعليق: ويأخذ الحيِّز الأكبر من البحث، بل جل عمل الباحث هو القيام بشرح العبارات وتوضيحها واستخراج الشواهد منها، أو بتحليلها وربطها بموضوع بحثه. ويشترط لنجاح عملية النقل: قدرة الباحث على توظيف هذه النصوص لخدمة بحثه.
هناك أربع طرق رئيسة يمكن للباحث في العلوم المختلفة استخدامها لجمع المعلومات اللازمة لبحثه وهي:
أولا: الاستبانة.
خطوات تصميم الاستبانة.
أولًا: تحديد موضوع الدراسة بشكل عام والموضوعات الفرعية المنبثقة عنه.
ثانيًا: صياغة مجموعة من الأسئلة حول كل موضوع فرعي، بحيث تكون جميع هذه الأسئلة غير مكررة.
ثالثًا: إجراء اختبار تجريبي على الاستبانة عن طريق عرضها على عدد محدد من أفراد مجتمع الدراسة قبل اعتمادها بشكلها النهائي.
رابعًا: تعديل الاستبانة بناء على الاقتراحات السابقة وطباعتها بشكلها النهائي.
خامسًا: توزيع الاستبانة على عينة الدراسة بالطرق المناسبة.
الأمور الواجب مراعاتها عند صياغة أسئلة الاستبانة:
- يجب صياغة أسئلة الاستبانة بشكل واضح وبلغة تتناسب مع مستوى المبحوثين.
- تجنب استخدام تعابير أو مصطلحات غير مفهومة أو تحتمل أكثر من تفسير.
- أن يكون طول السؤل مناسبًا، ويجب تجنب الأسئلة الطويلة التي قد تظلل المبحوث.
- يفضل البدء بالأسئلة السهلة التي لا تحتاج الى تفكير من المبحوث، ثم التدرج إلى الأسئلة الأكثر صعوبة.
- يفضل البدء بالأسئلة العامة إلى الأسئلة الخاصة أو الشخصية.
- يجب أن يعالج كل سؤال مشكلة واحدة أو ظاهرة معينة.
أنواع الأسئلة المستخدمة في الاستبانة:
- الأسئلة المغلقة أو محدودة الإجابات.
- الأسئلة المفتوحة أو الحرة.
- الأسئلة المغلقة المفتوحة.
ثانيا: المقابلة.
أهداف المقابلة وأهميتها:
تهدف المقابلة بشكل أساسي إلى ما يلي:
أولًا: الحصول على المعلومات التي يريدها الباحث من المبحوثين في مواقف معينة.
ثانيًا: التعرف على ملامح أو مشاعر أو تصرفات المبحوثين في مواقف معينة.
كيفية إجراء المقابلة (خطواتها):
- إعداد استمارة المقابلة إعدادًا دقيقًا.
- معرفة الباحث بموضوع الدراسة وبثقافة المستجيبين، وأن يكون مستعدًا للإجابة عن تساؤلاتهم.
- تحديد الأفراد الذين ستتم مقابلتهم ومكان وزمان المقابلة.
- يقدم الباحث نفسه بطريقة لائقة ومقبولة ويذكر الهدف في دراسته وأهمية المعلومات التي سيقدمها المستجيب، وأنها سوف تستخدم فقط لأغراض البحث العلمي.
- يراعي الباحث أصول المقابلة والمعاملة اللطيفة.
- يطرح الباحث السؤال ويعطي الفرصة للمستجيب للتعبير عن نفسه وتوضيح وجهة نظره.
- عدم إجهاد المستجيب بالأسئلة الكثيرة، وأن يكون وقت المقابلة معقولًا.
ثالثا: الملاحظة.
إجراءات الملاحظة:
تتلخص إجراءات الملاحظة في النقاط التالية:
- تحديد هدف الملاحظة ومجالها ومكانها وزمانها.
- إعداد بطاقة الملاحظة ليسجل عليها الباحث المعلومات التي يتم جمعها.
- التأكد من صدق الملاحظة عن طريق إعادتها لأكثر من مرة.
- تسجيل ما يتم ملاحظته مباشرة.
أسس الملاحظة الجيدة:
- الحصول على معلومات كافية مسبقًا عن موضوع الدراسة الذي سيتم ملاحظته.
- تحديد أهداف استخدام أسلوب الملاحظة لجمع المعلومات.
- استخدام الوسائل والأدوات المناسبة لتسجيل الملاحظة.
- الدقة في الملاحظة وعدم التسرع في النتائج.
- تحديد السمات أو الخصائص التي يجب ملاحظتها.
- محاولة القيام بالملاحظة دون معرفة الفرد أنه يُلاحظ من قبل الباحث.
- التسجيل الفوري للملاحظات، حتى لا تتعرض المعلومات للنسيان.
- عدم محاولة تفسير الباحث للسلوك الملاحظ مباشرة.
رابعا: الوثائق (مصادر المعلومات):
المصادر هي الأوعية التي يستقي منها الباحث بياناته ومعلوماته، وهي الجهات (المادية أو البشرية) التي تمتلك البيانات والمعلومات المطلوبة لحل المشكلة وتنقسم إلى:
1- مصادر بشرية مثل الخبراء وشهود العيان ومجتمعات البحث.
2- مصادر مادية مثل الكتب والمراجع والوثائق والسجلات والأفلام والحاسوب.
3- مصادر المعلومات المتوفرة للباحثين
يمثل الإحصاء أداة رئيسة في البحث العلمي لأنه يساعد على تصميم التجارب وتحليل البيانات وتفسيرها واتخاذ القرار المناسب في ضوء ما يصل إليه الباحث.
يقسم الإحصاء إلى نوعين رئيسيين هما:
أولًا: الإحصاء الوصفي: وهو ذلك النوع من الإحصاء الذي يهتم بجمع البيانات وتنظيمها وتصنيفها وعرضها عن طريق الجداول أو الرسوم البيانية وغيرها.
ثانيًا: الإحصاء الاستدلالي أو الاستنتاجي: وهو ذلك النوع من الإحصاء الذي يهتم بطرق جمع البيانات وتمثيلها وعرضها، ثم تحليلها وتفسيرها والتوصل إلى الاستنتاجات بناء عليها (الإحصاء الاستنتاجي).
والبيانات هي: مجموعةّ الحقائق كالقيم والقياسات والأرقام التي يتم جمعها وتحليلها من قبل الباحثين.
وهناك نوعان رئيسان للبيانات:
البيانات النوعية: ويصل الباحث على هذا النوع من البيانات عندما تكون الخاصية التي يقوم بدراستها خاصية نوعية يمكن تصنيفها إلى أنواع أو أصناف معينة وليس بقياسات عديدة.
البيانات الكمية أو العددية: عندما تكون الخاصية تحت الدراسة قابلة للقياس على مقياس عددي أو كمي. فإن البيانات التي يحصل عليها الباحث تتكون من مجموعة من الأعداد تسمى بيانات عددية أو كمية.
أنواع الإحصائيات:
أولًا: التحليلات الإحصائية لمتغير متصل واحد: تعد البيانات أو الكميات بمستوى القياس المئوي أو مقياس النسبة، كميات متصلة، والأمثلة على هذا النوع من المتغيرات كثيرة، وهناك نسبة عالية من البحوث الأكاديمية أو المهنية تستخدم مقاييس واختبارات توفر بيانات كمية بهذا المستوى، مثل اختبارات التحصيل، ومقاييس الاتجاهات.
ثانيًا: التحليلات الإحصائية لمتغير منفصل واحد: يمكن أن تكون البيانات هنا ليس لها معنى كمي، ولذلك يسمى المتغير هنا متغيرًا اسميًا، مثل الجنس، لون العيون، التخصص، وفي هذه الحالة يمكن عمل رسومات بيانية بطريقة الأعمدة والقطاعات الدائرية.
ثالثًا: التحليلات الإحصائية لمتغيرين: كل متغير من المتغيرين، قد يخضع للتحليلات الإحصائية السابقة حسب نوع ذلك المتغير، ولكن إذا كان من أهداف البحث دراسة العلاقة بين المتغيرين، فإن هناك بعض الإجراءات الإحصائية الشائعة في مجالات البحث أهمها:
- رسم شكل الانتشار، أي دراسة العلاقة بين المتغيرين من خلال الشكل البياني عندما يكون كل من المتغيرين متصلًا.
- إيجاد قيمة معامل الارتباط باعتباره مؤشرًا على قوة العلاقة، بالإضافة إلى إيجاد اتجاه العلاقة من خلال إشارة معامل الارتباط.
عرض البيانات الإحصائية ووصفها
طرق عرض البيانات:
- طريقة الجداول: وهي عبارة عن وضع البيانات في جداول كثيرًا ما تستعمل في عرض تغير ظاهرة مع الزمن أو مع مسميات كالبلدان والمدارس وغيرها أو مع الزمن والمسميات معًا.
- طريقة المستطيلات: تتلخص هذه الطريقة بوضع المسميات على محور أفقي ورسم مستطيل على كل مسمى يكون طول ارتفاعه ممثلًا للقيمة المقابلة لذلك المسمى، وذلك باستعمال مقياس رسم مناسب.
- الخط البياني: هذا النوع من التمثيل البياني يشبه يقوم بتعيين أعلى نقطة في منها ثم يصل بين كل نقطتين متجاورتين بخط مستقيم.
- طريقة الخط المنكسر: تستعمل هذه الطريقة لعرض البيانات الناتجة من تغير ظاهرة أو عدة ظواهر مع مسميات أو مع الزمن أو كليهما مثل تغير درجة حرارة مريض مع الزمن بالساعات، أو تغير أعداد الطلاب في جامعة مع السنوات، أو تغير أعداد الطلاب حسب الكليات على مدى فترة زمنية محددة.
- طريقة الخط المنحني: وهذه الطريقة تماثل طريقة الخط المنكسر، ونحصل عليها بتمهيد الخط المنكسر ليصبح على شكل منحنى بدون زوايا، وتستعمل هذه الطريقة عندما تتغير الظاهرة على فترات زمنية قصيرة وكثيرة.
- طريقة الدائرة: وأهم استعمالات هذه الطريقة يكون بتقسيم الكل إلى أجزائه، فيمثل المجموع الكلي بدائرة كاملة ويمثل كل جزء بقطاع دائرة يكون قياس زاويته مساويًا 360 مضروبًا في نسبة الجزء للمجموع الكلي.
مقاييس النزعة المركزية:
بعد تجميع البيانات وتصنيفها وتبويبها وتمثيلها بيانًا، ينتقل الباحث إلى وصفها عن طريق إبراز الخصائص الأساسية لها، والتي يمكن التعبير عنها بمقاييس محددة.
والخصائص الأساسية لأي مجموعة من البيانات تقاس بمقاييس معينة منها:
- مقاييس النزعة المركزية، ومنها: الوسط الحسابي، والوسيط، والمنوال.
- مقاييس التشتت، ومنها: المدى، والانحراف المتوسط، والانحراف المعياري.
تعد مصادر البحث ومراجعه من المكونات الأساسية للبحث، كما أنها تعد الرابط الأساس بين البحث ومصادر العلم والمعرفة المختلفة، ومصادر البحث هي العمود الفقري، وعلى قدر توفر المراجع وتنوعها من جهة، واجتهاد الباحث في الاستفادة منها من جهة أخرى؛ يكون النجاح للبحث..
والمصادر هي الكتب الأصلية في التخصص أما المراجع فهي الكتب الفرعية أو المتفرعة عن الكتب الأصلية.
أولا: كيفية الحصول على المصادر والمراجع:
يمكن للباحث أن يستعين في الحصول على المراجع من خلال:
- كتب المصادر والمراجع في العلم الذي يبحث فيه
- الكتب الحديثة التي لها صلة بموضوع بحثه؛ إذ يمكنه الاستفادة من قائمة المراجع فيها.
- فهارس المعارض الكبرى وفهارس المكتبات العامة والتجارية.
- الاستفادة من أصحاب الخبرة في مجال بحثه لتزويده بأسماء المراجع التي يمكن أن تعينه في بحثه.
- الاستفادة من أسماء المراجع الواردة في مجلات البحوث التي تصدرها الجامعات والمعاهد المتخصصة،
- الاستفادة من المراجع التي استخدمها طلاب الدراسات العليا في رسائلهم التي لها صلة بموضوعه.
ثالثًا: أقسام المراجع
يمكن تقسيم المراجع إلى:
- الموسوعات الجامعة كدوائر المعارف والموسوعات العلمية.
- الكتب والمراجع القديمة المطبوعة، ويجتهد الباحث في الحصول على نسخ محققة تحقيقًا علميًا مفيدًا،
- الكتب الحديثة، وينتقي الباحث منها صفوة الكتب.
- الدوريات والمجلات، وخاصة المجلات المتخصصة التي تصدر من مراكز البحوث والجامعات.
- بحوث المؤتمرات سواء العالمية أو المحلية.
- المخطوطات.
خامسًا: ترتيب المصادر والمراجع:
على الباحث أن يقوم بترتيب المراجع والمصادر في آخر البحث ترتيبًا منطقيًا؛ حتى يسهل على الباحث الاطلاع على مصادر البحث ومراجعه، وليتمكن من الرجوع إليها عند الحاجة بأيسر طريق.
- الترتيب بحسب الحروف الهجائية للاسم الذي يشتهر به المؤلف.
- الترتيب بحسب الحروف الهجائية لاسم المصدر.
- الترتيب بحسب العلوم والفنون، ويقدم الباحث العلم الذي يبحث فيه، ثم الأقرب إليه، وهكذا.
- الترتيب بحسب نوع المصدر والمرجع، فيقدم المخطوطة ثم المطبوعة وهكذا.
يقصد بالتحقيق العلمي: إخراج النص كما أراد مؤلفه، وهو يحتاج إلى بذل عناية خاصة بالمخطوطات حتى يمكن التثبيت من استيفائها لشرائط معينة. فالكتاب المحَّقق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه.
وعلى ذلك فإن الجهود التي تبذل في كل مخطوط يجب أن تتناول البحث في الزوايا التالية:
تحقيق عنوان الكتاب: بعض المخطوطات تكون خالية من العنوان: إما لفقد الورقة الأولى منها، أو انطماس العنوان، وأحيانًا يثبت على النسخة عنوان واضح جلي ولكنه يخالف الواقع، إما بداعٍ من دواعي التزييف، وإما لجهل قارئ ما وقعت إليه نسخة مجردة من عنوانها، فأثبت ما خاله عنوانها، فيحتاج المحقق إلى إعمال فكره في ذلك بطائفة من المحاولات التحقيقية، كأن يرجع إلى كتب المؤلفات كابن النديم، أو كتب التراجم.
تحقيق اسم المؤلف: أحيانًا تخلو النسخة من النص على اسم المؤلف، فمن العنوان يمكن التهدي إلى ذلك الاسم، بمراجعة فهارس المكتبات، أو كتب المؤلفات، أو كتب التراجم التي أخرجت إخراجًا حديثًا وفهرست فيها الكتب، كمعجم الأدباء لياقوت، أو غير ذلك من الوسائل العلمية.
تحقيق نسبة الكتب إلى مؤلفه.
تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه: لا ينبغي الإيمان بصحة نسبة أي كتاب إلى مؤلفه، ولا سيما الكتبُ الخاملة التي ليست لها شهرة، فيجب أن تعرض هذه النسبة على فهارس المكتبات وكتب التراجم، لنستمد منها اليقين على صحة نسبة الكتاب لصاحبه، وتعد الاعتبارات التاريخية من أقوى المقاييس في تصحيح نسبة الكتاب أو تزييفها، فالكتاب الذي تُحْشَد فيه أخبار تاريخية تالية لعصر مؤلفه الذي نسب إليه، جدير بأن يسقط من حساب ذلك المؤلف.
تحقيق متن الكتاب: ومعناه أن يؤدي الكتابُ أداء صادقًا كما وضعه مؤلفه كمّا وكيفًا بقدر الإمكان، فليس معنى تحقيق الكتاب أن نلتمس للأسلوب النازل أسلوبًا هو أعلى منه، أو نُحِلّ كلمة صحيحة محل أخرى صحيحة بدعوى أن أولاهما أولى بمكانها، أو أجمل، أو أوفق، أو ينسب صاحب الكتاب نصًا من النصوص إلى قائل وهو مخطئ في عبارة خطأ نحويًا دقيقًا فيصحح خطأه في ذلك، أو أن يوجز عبارته إيجازًا مخلًا فيبسط المحقق عبارته بما يدفع الإخلال.
وليس تحقيق المتن تحسينًا أو تصحيحًا، وإنما هو أمانة الأداء التي تقتضيها أمانة التاريخ، فإن متن الكتاب حُكْم على المؤلف، وحكم على عصره وبيئته، وهي اعتبارات تاريخية لها حرمتها.
وإن أراد المحقق تعديل خطاء أو تصويب نسبة أو إكمال ناقص فليضع حاشية وينص على ذلك من الحاشية.
الدراسة العلمية لابد أن يلحق بها عدد من الفهارس المناسبة لمادة البحث، ولا يوجد بحث علمي من غير فهارس، والفهارس وإن بدت ثانوية لدى بعض الناس، لكنها ذات قيمة كبيرة، وتبدو أهميتها فيما يأتي:
- توثيق للمصادر التي اعتمد عليها الباحث في بحثه.
- لتسهيل على القارئ للاستفادة من البحث الذي يقرؤه والوصول إلى أي شيء يريده فيه بيسر وسهولة.
- لدلالة على المقدرة التنظيمية لدى الباحث والصبر على إيفاء كل جزء من أجزاء المنهج.
- لتسهيل على القارئ للوصول إلى مراده من أقصر طريق وبأيسر وقت
- الفهارس معيار توزن به صحة نصوص البحث، بالمقابلة بين النصوص المتناظرة، فقد تكشف عن صواب، أو عن تغيير في الرأي، أو عن خطأ فيه، أو عن سهو من الباحث.
- الفهارس وسيلة للمقارنة بين المعلومات الواردة في البحث وبينها في بحوث أخرى، من حيث صحة ما فيها من نصوص، وصواب ما فيها من أفكار، واختلاف ما فيها من آراء.
أنواع الفهارس:
- فهرس الآيات القرآنية.
- فهرس الأحاديث والآثار.
- فهرس القوافي (الأبيات، الأشطر).
- فهرس الأمثال.
- فهرس الأعلام (الأشخاص).
- فهرس الملل والنحل (المذاهب، الطوائف).
- فهرس القبائل.
- فهرس الكتب الواردة في البحث.
- فهرس الأماكن (البلدان، الجبال، الأنهار).
- فهرس المصطلحات الفنية (أو الألفاظ الحضارية).
- فهرس المفردات اللغوية.
- فهرس الأحداث والسنين.
- فهرس الصور والخرائط.
- فهرس المصادر.
- فهرس المحتويات (أو الموضوعات).
فيأخذ الباحث لبحثه من هذه الأنواع ما يمكن أن يكون في محتواه. وقد يكون في محتوى بحثه نوع آخر من الفهارس غير موجود بين ما ذكرناه، وعليه أن يأخذه ويضع فهرسًا له.
ملاحق البحث ووثائقه، هي: الأوعية والمستندات العلمية التي استفاد منها الباحث في بحثه، وتدعو الحاجة إلى وضعها في مكان مستقل في آخر البحث، وهي توضع بعد نهاية متن البحث مباشرة وقبل قائمة المصادر والمراجع وتسلسل الملاحق ويكتب عناوين موضوعاتها تحت رقم التسلسل.
أهمية الملاحق:
تظهر أهمية الملاحق من خلال نقاط عديدة، أهمها ما يأتي:
- تسهم في إطلاع القارئ على المستندات العلمية التي استند إليها الباحث في بحثه.
- تبرز جهود الباحث في بحثه، وذلك من خلال عدد الأوعية والمستندات العلمية التي اطلع عليها واستفاد منها في بحثه.
- للملاحق أثر واضح في اختصار البحث، وذلك من خلال استغناء الباحث بالإحالة إليها عن ذكر جميع تفصيلاتها.
المنهج العلمي في وضع ملاحق البحث:
للباحثين منهجان في وضع الأوعية والمستندات التابعة للبحث، وهما:
المنهج الأول: وضعها في مكان ذكرها في صلب البحث.
المنهج الثاني: وضعها في مكان مستقل في آخر البحث.
ماذا تتضمن الملاحق؟
تشمل الملاحق كل ما يرى الباحث أهمية إطلاع القارئ عليه من الأمور التي استند إليها أثناء إعداد بحثه وبناء عليها نتائجه وآراءه، ومن ذلك:
- الرسوم التوضيحية.
- الجداول.
- الاستبيانات والاختبارات.
- الفتاوى.
- القرارات.
- المعاهدات والوثائق.
- العقود والالتزامات.
- الصور التوثيقية.
- الخرائط.
- المراسلات التي تمت بين الباحث وغيره.
الخاتمة: عبارة عن رسم خلاصة البحث، وإعطاء صورة سريعة عن نتائجه، ورصد للتوصيات التي توصل البحث إليها، وهي أهم جزء في البحث، والبحث كله لا يعني القارئ شيئًا حتى تقدم له النتيجة أو النتائج التي توصل إليها من البحث؛ إذ البحث كله لا يعني القارئ في شيء حتى تقدم له نتائجه؛ إذ إنها والإضافة العلمية التي تهم القارئ، وهي الدليل الواضح على قيمة البحث وعلى مستوى الباحث.
وفي هذا الجزء من البحث يجري التعرض لموضوعاته بصورة مختصرة، وكأنها مقدمات يقصد منها أن تقود إلى النتيجة أو النتائج في شكل طبيعي، وفي سبيل هذه الغاية يتطلب الأمر الكثير من التحليل والتركيز على أهمية بعض النقاط الرئيسية، بحيث تلامس تفكير واهتمامات القراء؛ يضاف إلى ذلك أنه لابد من وقفة تأمل بالنسبة لتفريعات الموضوع والأفكار العامة ذات الصلة الوثيقة بنتيجة البحث أو خاتمته.
نتيجة البحث هي المساهمة الأصيلة والإضافة العلمية التي تنسب للباحث بلا مزاحمة أو منافسة، إنها الدليل الواضح الملموس على قيمة البحث والدراسة، ليس هذا فحسب، بل إنها المرآة الحقيقية لمستوى الباحث ومقدار فهمه للمادة العلمية التي يعرضها على القراء، وهي أيضًا آخر ما يلامس نظر القراء فلا بد من إحكامها فكرًا، وأسلوبًا، وصياغة، وترتيبًا حتى يكون الانطباع الأخير ذا أثر بالغ في نفس القارئ.
وإذا كانت الخاتمة بهذا الأهمية، فيجب عند كتابتها العناية التامة بالأفكار قوة ووضوحًا وترتيبًا، وبالأسلوب قوة ووضوحًا وسلاسة وتشويقًا للقارئ، ويستحسن ألا تطول، والأفضل فيها ألا تزيد على عشر صفحات في بحث يزيد على ثلثمائة صفحة؛ لأن طولها يضيع الفائدة التي وجدت من أجلها، ولأن المادة التي يمكن أن تطيل الخاتمة يحسن بها أن تُرَد إلى أماكنها المناسبة من فصول البحث.
وقد يُستغنى في بعض الحالات عن الخاتمة، ويتوقف ذلك على موضوع البحث وطبيعته؛ لأن هناك بحوثًا لا تحتاج إلى خاتمة خاصة؛ لسببين:
أولهما: لتجنب التكرار، إذ إن النتائج قد ذكرت في المقدمة.
وثانيهما: لأن الموضوع المختار قد لا يحتاج بطبيعته إلى الخاتمة.
ومن أجل تحقيق المقصود بالخاتمة، ينبغي أن يوضع فيها ما يأتي:
- أهم النتائج التي انتهى إليها البحث: يرسم الباحث صورة سريعة لما استطاع أن يسهم به في خدمة العلم بهذا الإنتاج.
- التوصيات التي هدى إليها البحث: ويشترط أن تكون هذه المقترحات والتوصيات ذات صلة وثيقة بالنتائج التي أمكن الوصول إليها، وأن تكون محددة تحديدًا دقيقًا.
تقرير البحث هو سجل مكتوب لما قام به الباحث من استقصاء للمشكلة ولعمليات البحث والنتائج التي توصل إليها. ويضم التقــــرير عناصــر الخطة بدرجة من التفصيل، وبلغة الفعل الماضي لكون البحث قد تم إنجازه.
أهداف التقرير:
يهدف التقرير إلى:
1- التقرير وسيلة لإيصال جهد الباحث بكافة تفاصيله إلى القراء والباحثين والمعنيين بموضوع البحث عمومًا.
2- التقرير وسيلة فعالة في نشر وتطوير المعرفة الإنسانية عامة والعملية خاصة.
3- التقرير وسيلة لنقل معرفة علمية جديدة تتمثل في نتائج البحث التي يمكن الاستفادة منها ومما يتبعها من توصيات في الحياة العلمية والعملية.
4- رفد الدراسات المستقبلية في مجال موضوع البحث والمساهمة في ربط الأفكار العلمية أو الحصول على شهادات علمية وتقديرية أو مكاسب مادية ومعنوية مختلفة.
خصائص التقرير:
1-الدقة.
2-الإيجاز.
3-التسلسل المنطقي.
أهمية تقرير البحث:
1- يقدم صورة واضحة عن الباحث وصدقه وأمانته العلمي.
2- يعكس صورة واضحة عن قدرات الباحث وإمكانياته العلمية وأسلوبه العلمي.
3- يعدُّ سجلًا وثائقيًا للدراسات السابقة في نفس الموضوع.
4- يكون بمثابة مرجع رئيس للأبحاث والدراسات المستقبلية في نفس الموضوع.
5- يكون بمثابة سجل حافظ لنتائج الدراسة بحيث يمكن الرجوع إليه كلما دعت الحاجة إلى ذلك.